الفصل الثالث | ذكرى من الماضي

14.7K 677 79
                                    

تحدق من النافذة بغير اهتمام.
لقد كان من المفترض بها ان تشعر بالحماس كونها في بلد غريب وجميل مثل ايطاليا،
كونها قد خرجت اخيرا لمكانٍ ما بعد فترة طويلة فجميع مرات خروجها كانت لمرافقة لويز في التبضع وحمل حاجياتها.
لكنها لم تشعر بأيٍ من تلك المشاعر.
بل شعرت بالخوف، القلق والرهبة من مصيرها المجهول.

حلَّ الليل بالفعل، وكانت منهكة كثيرا.
لم تأكل شيئا سوا بضعة مقبلات على متن الطائرة بعد ان سمح لها والدها بذلك.
كما أن الرحلة كلها كانت مسؤولة عن حمل امتعة أفراد عائلتها مع باقي الخدم والحرس.

"لقد اخذتي الكثير، توقفي بالفعل".
قال دانيال بإنزعاج للويز، اللتي كانت مستمرة بأخذ الصور لنفسها منذ لحظة صعودهم على متن الطائرة.
نظرت لويز لأخيه الأكبر منها وقلَّبَت عينيها بغير اهتمام.
"لا شأن لك بي، أفعل ما اريد وقت مااريد".

نفثَ دانيال بحنق وأعاد نظره المنزعج على النافذة، بينما استمرت لويز بأخذ الصور الشخصية ونشرها على صفحات التواصل الخاصّة بها.
كانت ليتيزيا تستمتع لمحادثتهم وهي تطرح على نفسها نفس السؤال اللذي اعتادت طرحه وهي صغيرة،
لماذا معاملتهم مع لويز مختلفة؟

عندما كانت طفلة، ظنت انهم يعاملونها بشكلٍ سيء لأنها فتاة، لكنها لاحظت مع مرور الوقت كونهم لا يتعاملون مع لويز مثلما يتعاملون معها.

للغرباء، كانوا يتعاملون مع لويز ببرود كما يفعلون مع بعضهم البعض. لا شيء اكثر.
لكن لليتيزيا، كانت معاملتهم لها هي أفضل شيء ممكن ان تتمناه.
لا تتعرض للضرب ولا يتم الصراخ عليها..
كانت كل ما تطلبه.

أعادت انتباهها لشوارع روم اللتي تمرُّ بها حتى قاطع تشتيتها صوت والدها:
"سنبيت الليلة في منزلنا هنا، ونذهب صباحًا للقاء زوجك. طرأ لديه عملٌ مهم".

ازدادت ضربات قلبها وشعرت بالإختناق.
ما قاله ذكرها بخطتها وجعلها تعيد التركيز فيها.
هي لن تتزوج.
ستحرص على نجاح خطتها، وإن حدث ولم تنجح،
فسيكون الموت هو الخطّة البديلة.

تقف في منتصف المنزل الجديد، غير دارية إلى أين تذهب.
على حد علمها لا يوجد قبو هنا، اذن أين ستمضي الليلة؟
هذا ما كانت تفكر به، وهي تنتظر تعليمات والدها.

ضربة على كتفها جعلتها تهتز وتوشك السقوط على الأرض لولا تداركها الموضوع.
"فأرة قبيحة عديمة فائدة..".
تمتمت بها لويز بتقزز وهس تناظرها من الأعلى للأسفل، قبل ان تصعد بكعبها العالي إلى الأعلى والخدم وراءها يجرُّون حقائبها.

رمشت ليتيزيا عدة مرّات وهي تحدق في أثر اختها الكبرى.
مالذي حدث؟ لماذا فعلت ما فعلته الآن؟
تنهدتْ ليتيزيا بتعب، غير عارفة بماذا تبرر أفعال عائلتها.
بدأت صدقًا تشُك انها هي الإستثناء وان عائلتها هي النظام الطبيعي.

أميرة وحش المشرط | Princess of the Scalple's Beastحيث تعيش القصص. اكتشف الآن