الفصل الثامن والأربعون | ثقة

15.5K 987 418
                                    

أعطى نيزيل إشارة بيده للحرَس الواقفين خلفه بالَّا يتقدموا للأمام أكثر؛
بينما ابقى نظره صوب ريس الواقف امام حافة الجسر.
اغمض عينيه لبرهة، على الأقل قد وجدوه أخيراً. الآن عليهم الحرص على ارجاعه لرئيسهم جثةً حيّة؛ حينها فقط سيتنفس الصعداء.

"ريس"
التفتَ المعني لمصدر الصوت، ولاحظ حرس الموريتي خلفه.
تنهدَ بملل، كل ما اراده هو موت مسالم، الا يمكنه ان يحظى بهذا القدر؟
"ماذا تريد، نيزيل؟"

تحدث نيزيل أثناء اقترابه من ريس بهنيهة
"يجدر بي القول انني معجب بقدرتك على اجتياز بضعٍ من حرسي دون إصاباتٍ تذكر، لكن قد انتهت لعبة المطاردة هاته. الرئيس يريد رؤيتك؛ فالنعد الآن".

حدّق ريس بنيزيل بملامح غير مبالية قبل أن يعيد نظره للأفق أمامه.
"لا اريد".
اخذ نيزيل نفسًا يهدئ به من اعصابه. لا يصدق انه يقوم بعمل مفاوضات مع شاب بالغ يتصرف كطفل في الخامسة.
"الأمر ليست متروكا لك حقا لتقرره" تحدث بنبرة جدية على غرار كلامه السابق
"حتى لو قفزتَ في عمق المحيط الهادي؛ سيجدك الرئيس موريتي ولن تهنأ جثتك. فإن لم ترد ان ينتهي هذا الأمر بالطريقة الصعبة؛ يستحسن لك ان تأتي معنا طوعًا."

شعر ريس بال.. سأم.
لقول الحقيقة، حتى هو لم يتوقع انه يمتلك هذا الجانب من شخصيته. بعد استعادته ذاكرته؛ اصبح كل شيء مختلفا في نظره فجأة. كل تلك السنين التي امضاها يستمع لأوامر الآخرين جعلته يفقد أكثر مما يكسب. يرغب الآن بإنهاء كل شيء صدقا؛ ولا يهمه حتى لو كان يتلقى التهديد من طرف الموريتي أنفسهم.

نظر نيزيل بطرف عينه لساعة معصمه؛ ومن نظره لحال ريس غير المبالي بتاتًا علِم ان الوقت ينفذ بلا فائدة. تنهد بتعب للمرة التي لا يعلم كم؛ لا يعرف كيف سينتهي هذا اليوم لكنه بكل تأكيد ليس مستعدا لتسجيل اول مهمة فاشلة له في سجله الخاص بالعمل منذ عشرين سنة. لن يتمكن حينها من النظر في وجه الدون خاصته حتى. وربما حرفيا.

قرر ان يجرب حظه ويحاول مع شيء مختلف
"ماذا عن الآنسة الصغيرة؟"
وحين لاحظ تصلّب جسد ريس لبرهة، علِم انه امسك بطرف الخيط.
"لا بد وأنك لاحظت مدى قلقها عليك اثناء زيارتها لك آخر مرة. أتعلم مالذي سيحل بها ان علمت بشأن انتحارك؟ ستمضي كل عمرها تلوم نفسها وتحمّلها ذنب موتك".

"هي ليست السبب".
تحدث ريس بحزم، مظهرًا مشاعره لأول مرة تلك الليلة.
يتذكر كيف كانت تناظره ليتيزيا بذنب وقلق في الوقت ذاته. كانت تبدو حزينة كما لو انها تتألم لجروحه هو. ليس وكأنه ساعدها بإرادته التامّة، وهو مقتنع ان كل ما حدث له بعد ذلك من صنع يده هو تكفيرا لما ارتكبه في السابق. من غير المنطقي ان تلقى ليتيزيا بالذنب على نفسها.

أميرة وحش المشرط | Princess of the Scalple's Beastحيث تعيش القصص. اكتشف الآن