دخل المنزل بهدوء، غير راغبٍ بجذب انتباه اي شخص.
لحسن حظه، لم يجد والده او ايًا من اخوته في الطابق الأول. تنهد بخفة وهو ينظر لساعة يده، الساعة قاربت الواحدة بعد منتصف الليل.
اخذ يسير ببطئ حتى وصل إلى غرفته.
توقع ان يكون الأمر قد انتهى، ودخل الغرفة وأغلق الباب بهدوء. تنهد للمرة الثانية قبل ان يستدير وبحركة سريعة قام بسحب المسدس من خلف ظهره ووجهه في وجه المعتدي على غرفته."ماذا تفعل يا غبي! انه انا!".
قال اندريا بهمس منزعج رافعًا يديه في الهواء، بعد ان خرج لتوّه من غرفة ملابس انتونيو.
تنهد انتونيو بحنق وهو يرمي بالسلاح على سريره.
"وما ادراني! لماذا تدخل غرفتي مثل اللصوص بعد منتصف الليل!".
قلَّب اندريا عينيه بإنزعاج واخذ مكانه قرب انتونيو على السرير.
"كنتُ ابحث عن ساعتي اللتي سرقتها منّي".
"ولماذا اسرق ساعتك؟" سأل انتونيو رافعًا حاجبه، لكن كل ما تلقاه من رد هو نظرة اندريا له كمن يخبره
'هل انت جاد؟'.
تنهدَ بإستسلام وانسدح بظهره على السرير.
"لم تكن بتلك الروعة على اية حال".
"نعم نعم صدقتك" ردَّ اندريا بسخرية.انتونيو كان قد ضرب فتّى معه في المدرسة بقسوة في السنة الماضية، وكعقابٍ له منعه لويجي من شراء الساعة اللتي كان يريد شراءها لأشهر.
بالطبع، اشتراها اندريا فقط ليغيض اخيه.مرت عدة دقائق صمت بين التوأم، لم ينطق احدٌ منهما بشيء. كلُّ سارح بأفكاره الخاصة.
"أين كنت؟ عند اوسكار؟".
اومأ انتونيو. أوسكار هو صديقهم منذ الإبتدائية. والده يعمل في شركة تكنولوجيا تابعة لوالدهم."خرجنا اليوم إلى المركز التجاري".
قال اندريا. يحاول ان يفتح موضوع ليتيزيا مع أخيه، لكنه لم يعرف كيف يبدأ.
فهم انتونيو ما يحاول توأمه ان يفعل، لكنه لعب معه على طول الحبل.
همهمَ بغير اهتمام. حقًا، لم يكن مهتمًا. بعد الكلام اللذي تلقاه من والده آخر مرة ايقن ان ليتيزيا، ايًّا كانت خطتها فقد نجحت فيها. لقد جعلت والده، اللذي أمضى حياته معه منذ ولادته يقوم بتوبيخه من أجل فتاة 'غريبة' لم يعرفها سوا منذ عدة ايام. حتى ريكاردو وجابريل، اخوته الأكبر اللذين يجدر بهم الوقوف في صفه اعطوه نظرات غير راضية جرّاء ما فعله.
لن يفهمهم ابدًا، أو هذا ما كان يفكر به."ليتيزيا ليست كما تظن".
تنهد انتونيو بإزعاج،
"اندريا، انا حقًا__".
"لا تقاطعني" قال اندريا بحدّة، محملقًا بأخيه.
اندريا بطبعه هادئ، عكس انتونيو ذو الدماء الحارّة.
وهو مثل جابريل حيث انه يصعب استفزازه او اغضابه، ويتعامل مع الأمور بهدوء.
لكن بشكلٍ اقل مرحًا وإيجابية بالطبع.
مرّر انتونيو يده بإنزعاج.
لا يريد ان يسمع الآتي، ايًّا ما كان."انا أتفهم مخاوفك وشكوكك حولها. فتاة غريبة نسبيًا كما تعتقد جاءت لحياتنا فجأة. وليس كزيارة او لفترة مؤقتة، بل ستسكن معنا وتبقى في حياتنا طوال العمر.
لا نعرف كيف كانت تعيش ولا كيف هي شخصيتها الحقيقية في كل المواقف. ربما تستغلنا او 'تمثل' امام باقي اخوتنا ووالدنا من أجل كسب تعاطفهم.
انا أتفهم كل هذا".
اندريا قال كل كلمة بصدق. رغم حماسه حول امتلاكه اختًا صغرى في البداية الّا انه يفكر بمنطقية وليس عاطفية. كان يجب عليه الإنتباه لكل شيء جديد يحصل في حياتهم. ليس وكأنه لا يثق بحكم والده وريكاردو؛ بل ربما خُفيَ عنهما شيء ما ووجب عليه هو ان ينتبه عليه.
"لكن ايضًا هناك احتمال ان يكون كل ما قلناه بالعكس.
ربما الماضي اللذي كانت تعيشه كان سيئًا. امها فرانسيسكا هي نفسها اللتي تركت اولادها وزوجها فقط لأنها لم تكن ب'تلك السعادة'، هناك احتمال وارد كونها اهملتها كما فعلت لنا في صغرنا ومع اخوتنا الأكبر.
هناك احتمال انها لم تكن سعيدة في السابق.
شخصيتها الخجولة والقلقة، نظام اكلها وكل شيء من المحتمل ان يكون جزءًا من طبيعتها او بسبب شيء عاشته مسبقًا، لا يشترط به ان يكون تمثيل.
أنت تقرأ
أميرة وحش المشرط | Princess of the Scalple's Beast
General Fictionليتيزيا؛ ذات الستة عشر عامًا زفَّ اليها والدها خُطَّته بتزويجها قسرًا من رجل مافيا خمسيني لأجلِ مصالح مشتركة ما بين العائلتين. تخضع مُرغمة للذهاب مع عائلتها من امريكا إلى ايطاليا لغرضِ اتمام الزواج الظالم، الَّا انَّها تتبع خيوط خطتها الإنتحارية الل...