أميرة وحش المشرط | Princess of the Scalple's Beast

الفصل السادس | من هي

"ابي، ناديتني".
قال ريكاردو وهو يدخل الغرفة الموجودة في المشفى الخاص بهم.

دخل ووجد والده يجلس على الكرسي المقابل للسرير اللذي تستلقي عليه فتاة صغيرة، موصولة يدها بمحلول غذائي.

التفت لويجي لإبنه واومأ له.
اقترب ريكاردو من السرير واخذ نظرة جيدة للفتاة المستلقية هناك.
"من هذه؟".

تنهدَ لويجي.
شعر ريكاردو بالإستغراب، والده لا يبدو على عادته بل ويبدو مهمومًا بعض الشيء،
مالذي حدث؟
"كل شيء بخير، ابي؟".

مدَّ لويجي يده وقام بإبعاد خصله من على جبين ليتيزيا.
تفاجئ ريكاردو.
ما بال والده يتصرف ب.. لطف؟
ومع فتاة غريبة؟
بالتفكير بالأمر، الفتاة ليست مجرد غريبة عنه، بل بشكل غريبٍ ايضًا تبدو مألوفة بطريقةٍ ما.
من هي؟ هل رآها مسبقًا؟

"سيكون كل شيء بخير".
كان رد لويجي جاذبًا انتباه ابنه الأكبر اليه.
نهضَ لويجي من على المقعد وأشار لريكاردو بإتِّباعه خارج الغرفة.
خرجوا من الغرفة وأغلق ريكاردو الباب خلفه.
استند لويجي بظهره على الحائط خلفه ووضع يديه في جيوب بنطاله.

عرف ريكاردو ان والده يفكر بأمرٍ ما.
لذا قرر اعطاءه بعض المساحة بما ان الأمر اللذي يريد قوله يبدو جديًا.
كان موظفي المشفى من أطباء وممرضين يشعرون بالإختناق وهم يمرُّون قربهم.
لم يكفيهم رئيس المافيا الإيطالية الأكبر وحسب؛
بل وإنَّ ابنه البكر والتالي على عرشه موجود ايضًا.

كان وجود ريكاردو يفرض الهيبة والإحترام فقط كوالده، غير انه يشبهه بالملامح والصفّات.
الكل يعرف ان ريكاردو ليس اقل عنفًا ووحشية من والده.
بل على النقيض؛ ان كان والده يستمتع بتعذيب ضحاياه ببطئ واخذ وقته معهم، كان ريكاردو من يقوم باللعب معهم.
يدخلهم في حالة نفسية من الجنون او الإنفصام ثم يأخذ وقته بتعذيبهم بطريقة المطاردة.
القط والفأر.

لذا، وقوف هذين الإثنين جنبًا إلى جنب يعني أقل خطأ ويوّدع فيها الشخص حياته بأسوأ طريقة ممكنة.

"تلك الفتاة هناك" قال لويجي، مستدعيًا انتباه ابنه اللذي وجهه له تلقائيا.
"لديها لون شعرنا وعينينا، بل إن عينيها فيهما بعض الزرقة مثل اينزو. عمرها ستة عشر عامًا، واسم امها فرانسيسكا".
توسعت عيني ريكاردو قليلًا.
أخذه الأمر بضعة دقائق من الصمت، يحلل فيها المعلومات اللتي افشى بها والده للتو.

بعد مغادرة فرانسيسكا منزلهم وحياتهم، لم يقم لويجي بالبحث عن مكانها لرؤيته إذ ان الأمر لا داعي له.
لكنه كان ليفعل لو طلب اولاده منه رؤية والدتهم.
وهذا هو ما لم يفعلوه هم ايضًا.
لويجي كان ابًا صريحًا ومباشرًا مع اولاده.
لم يخفِ عليهم حقيقة ان امهم لم تشعر بالراحة في حياتها معهم وارادت الطلاق.
لم يرَ داعٍ من الكذب عليهم، إذ كان يؤمن ان الحقيقة المطلقة بين أفراد العائلة هي أهم عامل في ابقاء الثقة والعلاقة الوطيدة ما بين افرادها.