الفصل الواحد والخمسون | ماضٍ وتخطي

12.6K 985 748
                                    

وقفتْ ليتيزيا في منتصف غرفتها تحدّق بالمحيط حولها بأعين مندهشة.

كُنَّ الخادمات يدخلنْ محمَّلاتٍ بالعُلَب والأكياس الكثيرة.. منها ما هو مبهرج الشكل ومنها ما هو راقٍ.. لكن جميعها تشترك بكونها من علامات تجارية عالمية.

"آنستي الصغيرة، اين نضع الهدايا؟"
سألتْ كالِينا، إحدى الخادمات، وهي كانت اكثرهُن مقرِبة من ليتيزيا لشخصيتها اللطيفة البشوشة.

لم تُجِب ليتيزيا مباشرة إذ انها كانت ما تزال تنظر حولها بدهشة وتعجُّب.. ثم استوعبتْ السؤال الذي طُرِح عليها فردتْ بإبتسامة:
"لا بأس، كالينا. دعوها على الأرض لو سمحتُن.
انا من سيُرتِّبها."

أرادتْ كالينا وباقي الخادمات الإعتراض،
لكنها قامتْ بطمأنتهن:
"ارجوكن. اريدُ ان اقوم بالأمرِ بنفسي."

وافقن الخادمات وانتهين من وضع الهدايا في الغرفة قبل ان يستأذِنَّ للخروج.

اطلقتْ ليتيزيا تنهيدة وهي تناظر المكان حولها.
لقد أكدتْ عليهم اكثر من مرة انها ليست بحاجة لأي شيء.. لكن لا، كانوا يخرجون كلماتها من الأذن الأخرى بشكلٍ واضح.

تربَّعتْ أرضًا وناظرتْ الأكياس والعُلب من حولها..
وشعرت بنشوة من الحماس تصول داخلها.
ربما هي لم تطلب هذه الهدايا، وربما هي تشعر ببعض الذنب لإنفاقهم الكثير عليها، لكن هذا لا يغيّر كون شعور فتح الهدايا من أشخاص تحبهم لهو شيء محبَّب لها.

علبةً بعد علبة، وكيسًا بعد كيس كانت دهشتها وسعادتها تزداد. مجوهراتْ من الماس والذهب والفضة، قلائد وأساور وحلَق أُذُن.. كانت هذه اكثر ما رأته ليتيزيا.

كان هناك احذية ذات كعبٍ عالٍ من علامات تجارية عالمية، كما الحال مع الأحذية الرياضية التي كانت مصنوعة حسب الطلب!

عُلب مكياج وفساتين عملية وللمناسبات..
عُلب حلوى وعطور.. بإسمها!

كانت فاغرة الفاه.. حسنا، حماسها تبَّخر.
هذا حقا كثير. ليست فقط من علامات تجارية،
بل ومصنوعة حسب الطلب لها وبإسمها!

لكن، ومن بين كل تلك الحاجيات البرّاقة والمبهرجة،
هناك شيء جذب انتباهها..
شيء اسود محشو يبدو ناعم الملمس.. كثيرا.

قطّبت حاجبيها وهي تخرجه من علبته،
لينشرح وجهها بإبتسامة سعيدة ومتفاجئة وهي ترى الكائن المحشو اللطيف بين يديها.

كانت دمية محشوّة على شكل قطٍّ اسود..
أزرق العينين!

دُقَّ بابها دقَّتين تبعهما صوت أخيها:
"أعجبكِ؟"

أميرة وحش المشرط | Princess of the Scalple's Beastحيث تعيش القصص. اكتشف الآن