أميرة وحش المشرط | Princess of the Scalple's Beast

الفصل الثاني والأربعون | صباحٌ آخر.. مختلف

دعكَ عينيه ببطئ، يعتاد على الضوء.
نهض ببطئ، متكئًا بمرفقه على السرير تحته.
كان.. مرهقًا. قبضته تؤلمه كثيرًا ولم يعرف السبب.
كان مشوّشًا حتى.

شعر بشيء يدغدغ جانبه الأيمن. التفت فوجد اخته نائمة محاطة بذراعي والدها.
كان شعرها متناثرًا بجانبه وهذا ما كان يسبب له شعور الدغدغة مسبقًا.

عادتْ له حينها كل ذكريات الأمس.
العاهر باول اللذي آذى اخته.. صعوده اليها وايقاظه لها.. النقش اللذي رآه على بطنها.. نوبة الهلع اللتي مرّت بها..
و.. ماضيها اللذي سردته.

اغمض عينيه بقوّة داعكًا صدغه بيده السليمة.
هو لا يعرف كيف يشعر. لطالما كان شخصًا لا يفهم مشاعره ولا يعرف كيف يعبر عنها.
الشعور الوحيد اللذي يجتاحه في هكذا اوقات هو الغضب. هذا كان الشعور الوحيد اللذي يبرع في اظهاره والتعبير عنه.

لكن هذه المرة.. شعوره كان مختلفًا.
هو كان غاضبًا. غاضبًا من فرانسيسكا اللتي اخذت اخته منهم، غاضبًا من المارتينز اللذين عذبوا اخته كل تلك السنين.. وغاضبًا من نفسه بالمقام الأوّل.
لكنه ايضًا كان حزينًا، متألمًا ومغتاظًا.

تنهيدة خافتة خرجتْ من ثغره ونظر لحال اخوته.
كلّهم ناموا في غرفة ليتيزيا تلك الليلة، لم يطِب لهم خاطر لتركها. كأنهم ارادوا تأكيد كونها موجودة وبخير لأنفسهم.

كان لويجي نائمًا على الجانب الأيسر من السرير، متشبثًا بليتيزيا بين يديه كأنها قد تختفي في اي لحظة.
انتونيو بدوره كان نائمًا على الجانب الأيمن.
اندريا كان جالسًا على الأرض، شابكًا مرفقيه ببعضهما على السرير ونائمًا برأسه عليهما.
اينزو كان نائمًا بنفس الوضعية على المكتب، وريكاردو كان متكئًا بظهره على الحائط وجابريل كان متكئًا عليه هو برأسه.

كان مستغربًا من نفسه إذ استيقظ وحده وقبل الباقين. تذكر امر المدرسة، لكن، حسنًا ليس وكأنه سيذهب على اي حال. نظر للساعة قرب السرير وكانت حوالي السابعة صباحًا.
كان ما زال متعبًا، لكن بما انه استيقظ بالفعل قرر ان يجعل من نفسه مفيدًا وان يفعل شيئًا لليتيزيا.

~~

نهض اندريا وهو يحرّك رقبته يمينًا ويسارًا، يشعر بجسده متصلب ويؤلمه بسبب وضعية نومه في الليلة السابقة.

حين وقع نظره على ليتيزيا شعر برغبة بالبكاء مرة أخرى. هو فقط.. لا يستطيع أن يتخيل ما حصل.
ان كان قد شعر بكل ذلك الألم وهو استمع لما قالته وحسب، اذًا كيف بها هي من عاشت كل ما روته في الواقع؟

دعك عينيه يطرد الدموع بعيدًا. ليتيزيا بحاجتهم جميعًا في هكذا وقت، بحاجته هو.
لن يتمكن من مساعدتها ببكاءه.
لاحظ وجود جميع اخوته ووالده في الغرفة عدا توأمه، فعلم انه قد استيقظ من نومه مسبقًا.