أميرة وحش المشرط | Princess of the Scalple's Beast

الفصل الثالث والأربعون | الجلسة الأولى

رغم كون المقعد اللذي كانت تجلسُ عليه مريحًا جدًا، الّا ان من يراها بهيئتها المتصلّبة وعينيها القلقة سيظنها تنتظر الخروج لتأدية عرض امام الآلاف.

"تفضلّي. حليبُ شوكولا مثلما طلبتِ"
رفعتْ ليتيزيا عينيها بسرعة للشابّة اللتي مدّت لها الكوب مع ابتسامة لطيفة، واخذتهُ منها وهي تشكرها بأدب.

استرختْ قليلًا وهي تحرّك اناملها بخفّة على حواف الكوب الساخن، الدفئ اللذي يبُثّه يهدّئ من تصلُّبها بشكلٍ واضح.

"يمكنني مناداتُكِ بليتيزيا وحسب، صحيح؟"
جلستْ الشابّة ذات الهندام العملي على المقعد المقابل لليتيزيا، واضعةً قدمها اليمنى فوق اليسرى تزامنًا مع وضعها لقهوتها على سطح المنضدة الصغيرة اللتي كانت بينهما.

"اوه نعم. ليتي جيد ايضًا، طبيبة ناتالي".

"ناتالي وحسب من فضلكِ، ليتيزيا"
ابتسمتْ ناتالي بلطف وهي تبعد شعرها الأشقر الداكن من وجهها.

اعادتْ ليتيزيا الإبتسامة بأخرى صغيرة، وارتشفتْ من حليبها الساخن ببطئ وهي تلقي نظرة جيّدة على العيادة اللتي هي بها.

كانت اشبه بغرفة دافئة كبيرة نوعًا ما، مع الأثاث الخشبي باللون البنّي والبيج يعطي الطابع الأكبر للغرفة.
تزيّن النباتات الخضراء ارجاء المكان بدقّة مناسبة حيث لا تعطي مظهرًا فوضويًا. يتخلّل تشكيلة الألوان المتناسقة تلك لوحات معلّقة على الحائط بألوان هادئة، اضافتْ لرونق العيادة لمسةً خاصّة.

لم تذهب ليتيزيا لعيادة نفسية قبلًا، لكن المكان اللذي كانت به لحظتها كان جميلًا ومريحًا للأعصاب.

"اذن، كيف حالكِ، ليتيزيا؟"
نظرتْ المقصودة إلى ناتالي، فاجأها السؤال قليلًا إذ كانت قبله شاردة.
"انا.." تردّدت. هل تريد جوابًا فلسفيًا ام سطحيًا؟

قهقهتْ الشابّة بخفّة.
"لا حاجة لشيء عميق ليتيزيا. اعتبريني مثل صديقتكِ. نحن اليوم صديقات ندردش مع بعضنا، ولسنا طبيبة وزائرتها".

تنهدتْ ليتيزيا براحة كون سؤالها غير المطروح تمتْ الإجابة عنه، وقالت:
"انا بخير، شكرًا لكِ. متعبة قليلًا، لكنني عدا ذلك بخير".

"كيف كان نومكِ في الأمس؟"

"امس نمتُ كثيرًا.. منذ الظهر وحتى الليل، ثم عدتُ للنوم بعد منتصف الليل".

"وكيف كانت جودة نومك؟".

اخذتْ ليتيزيا وقتًا، تفكر بإجابتها.
"في المرة الأولى كان نومي عميقًا للغاية.. كنتُ اشعر كما لو انني لا أود الإستيقاظ. ليس ان اموت، لكن.. لا أعلم.. ".