يدخل ريكاردو إلى غرفة المشفى بهدوء بعد ان قام بفتح الباب.
تقابله الغرفة ذات الضوء الخافت.
شدَّ انتباهه منظر والده الجالس على حافة سرير ليتيزيا،
يمسك يدها بيدٍ ويمسح على شعرها بالأخرى.ريكاردو يعلم انها ابنة والده واخته، لكن ما زال الأمر غريبًا عليه للغاية لأن يرى والده يتصرف بهكذا حنّية مع أي أحد.
آخر مرّة رأى فيها والده هكذا كانت عندما كانوا اطفالًا.
بالطبع، ليس هو من تغير بل هم من تغيروا واصبحوا غير ودودين للغاية مع الأحضان والتصرفات الطفولية.
ووالده وعى على كونهم صاروا رجالًا ولم يعودوا اولادًا.
ما زال يعامل التوأم كأطفالٍ بعض الأحيان رغم ذلك،
لكن الآن قد ذهب منصبهم كصغار العائلة.حدَّ ريكاردو مطولًا بأبيه الممسك بيد اخته لبعض الوقت، وعلم حينها انها ستكون مدللته الصغيرة للأبد.
"لقد تأخرت".
قال لويجي بخفوت دون أن ينظر لريكاردو.
اقترب ريكاردو من السرير من الجهة المقابلة وجلس على المقعد الموجود:
"لقد ذهبت للمنزل للإغتسال. لم ارد لها أن تستيقظ وتراني مغطَّسًا بالدم"."خيرًا ما فعلت".
خيَّمَ الصمت بعدها لعدة دقائق، كلٌّ منهم يحدق بالصغيرة ليتيزيا بينما هو سارحٌ في أفكاره.
كان ريكاردو يفكر كم انها صغيرة وضئيلة الحجم، لم تبدو كفتاة في السادسة عشر بكل تأكيد، والفضل يعود لقلة التغذية اللتي هي عليها.
اخبرهم الطبيب جيمس انها تعاني من نقص تغذية حاد وعلى الأغلب ستواجه اضطرابًا في الأكل عندما تستيقظ وتبدأ بعيش حياة صحيّة.
كانت كلمات الطبيب تدور في رأس ريكاردو اثناء تعذيبه للعصابة اللتي حاولت إيقاف عملية الشحن الخاصة بهم.
شعر ببعض الراحة، لكنه علم انه لن يرتاح حتى يضع يديه حول المارتينز.لويجي، من الناحية الأخرى، كان يفكر بنفس الشيء؛
المارتينز.
كان مندهشًا من نفسه على أقل تقدير.
لو كان في وضعٍ آخر وحالةٍ أخرى، لكان الآن بدأ خطة انتقامه من المارتينز ولتفنن في تعذيبهم وجعلهم يرون من هو 'وحش المشرط' بحق.
لكن ما منعه كانت هي، ليتيزيا.
ابنته اللتي لم يعلم بوجودها الا بعد ستة عشر عامًا.
وحينما وجدها؛ لم تكن بأفضل صحّة لا نفسيًا ولا جسديًا.
لم يرد ان يشغل وقته الآن في مطاردة المارتينز وجعلهم يعيشون كوابيسهم وهم احياء بدلًا من بناء العلاقة مع ابنته وتوطيدها، لكسب ثقتها ومحبتها ان كان هذا ممكنًا حتّى.
لقد قرر مسبقًا كون اللعب الحقيقي سيبدأ بعد ان يضمن علاقته وعلاقة ابناءه مع ليتيزيا، وكونها ستعرف من هم وتبقى معهم ولن تغادرهم.
إلى ذلك الحين،
سيكتفي بالتحمية."هل استيقظت؟".
سأل ريكاردو قاطعاً الصمت بينهم.
"ليس كليًا. عانت من كوابيس فجأة وكانت تبكي وتصرخ. قمت بتهدئتها وعادت للنوم مباشرة بعدها".
اظهرت عيني ريكاردو قليلًا من الحزن وهو يحدق في وجه اخته الصغيرة.
"لقد مرَّت بالكثير".
أنت تقرأ
أميرة وحش المشرط | Princess of the Scalple's Beast
General Fictionليتيزيا؛ ذات الستة عشر عامًا زفَّ اليها والدها خُطَّته بتزويجها قسرًا من رجل مافيا خمسيني لأجلِ مصالح مشتركة ما بين العائلتين. تخضع مُرغمة للذهاب مع عائلتها من امريكا إلى ايطاليا لغرضِ اتمام الزواج الظالم، الَّا انَّها تتبع خيوط خطتها الإنتحارية الل...