كان يشاهد ابنته تنظر للتلفاز بتعبيرٍ مستغرب.
أدار نظره للشاشة لكي يرى مالذي رسم ذلك التعبير على محيّاها فلم يجد سوا مبارة لكرة القدم.
ضحِكَ في سرِّه. ابنته عبارة عن كتابٍ مفتوحٍ حقًا.
قد عاد إلى المنزل منذ عدة لحظات وتوقع منها ان تلاحظ قدومه كعادتها لكنه وجدها منغمسة بمشاهدة التلفاز وهي تنظر للاعبين والكرة كأنهم كائنات فضائية.
"اهلًا ابي".
حيّاه ريكاردو وهو ينزل من الدرج مع الحاسوب في يده.
"اهلًا ريكاردو" ردَّ عليه لويجي.
"ti sei preso cura di quello stronzo?".(الترجمة: هل اهتممت بذلك اللعين؟).
"il codardo è morto troppo in fretta"
ردَّ لويجي وهو ينظر لليتيزيا اللتي ما زالت منغمسة بالمشاهدة ولم تنتبه لهما
"ma mi sono divertito con lui".(الترجمة: الجبان مات بسرعة.
لكني استمتعتُ بوقتي معه).اقتربَ من مكان ابنته وجلس قُربها.
هو متفاجئ ومستمتع كونها لم تلاحظ وجوده للآن.
"ما الأمر مع المباراة؟ لماذا يبدو عليكِ الإستغراب؟".
ازدادتْ العقدة اللتي بين حاجبيها وقالت وهي ما زالت تنظر للشاشة:
"انا لا أفهم، لماذا يركضون حول الكرة؟ اعني انا افهم مفهوم اللعبة، لكني لا أستطيع أن افهم لماذا يمرّون بكل تلك المشقة والإصابات والتعب من أجل إدخال كرة في شبكة؟".
كان صوتها يدل كم هي محتارة حقًا ولويجي شعر بالرغبة الصادقة للضحِك، لكنه لم يفعل.
ريكاردو ايضًا كان يقف خلفهما واضعًا يده فوق فمه.
"هكذا هم البشر. غير مفهومين اغلب الأوقات. يمرُّون بالكثير من المشاق من أجل ارضاء رغباتهم وشهواتهم".
اومأتْ ليتيزيا بتفهُم وادارت رأسها للمرّة الأولى منذ جلوسها امام الشاشة.
اتسعتْ عينيها وهي تنظر للويجي الجالس قُربها.
نهضتْ بسُرعة وهي تنظر له بتوتر، حتّى انه بدأ يشعر بالقلق، مالذي حدث لها؟
"انا.. انا آسفة لم انتبه لمجيئك. انا_ انا كنتُ منغمسة بالمشاهدة ولم اسمع شيئًا و.. و..".
كانت تشرح بتوتر وتلعثم وسرعة وهي تؤشّر بيدها ما بين التلفاز والباب.
لقد تذكرتْ ذِكرى سيئة، وارتكبتْ نفس الخطأ."لا بأس ليتيزيا، اهدأي. لم يحدُث شيء.
خذي انفاسكِ".
تفحَّصت ليتيزيا ملامح وجهه ونظرت ايضًا لريكاردو.
لا يبدو عليهم الغضب او الإنزعاج، بل يبدوان.. قلِقين؟
حاولتْ تهدئة نفسها.
لا بأس، ليتيزيا. لا بأس.
انه ليس دانيال.
وضعتْ يدها على موضع قلبها واخذتْ نفسًا عميقًا.
"انا.. انا آسفة".
اعتذرتْ. هي تُبالغ مرة أخرى. لقد وضعتْ نفسها في موقفٍ محرجٍ مرة أخرى.
"تعالي اجلسي، ليتيزيا". قال لويجي بهدوء وهو يشير للمكان بقُربِه.
سمِعَت كلامه وجلستْ قُربه مخفضةً رأسها.
ارادَ لويجي تغيير مزاجها وتشتيت افكارها من ايٍّ ما كانت تفكر به ويجعلها بذلك الحزن.
"لم آخذ حضني صباحًا لأنني خرجتُ مبكرًا بسبب عملي، ألا يمكنني أخذهُ الآن؟".
اتسعتْ عيني ريكاردو وهو يستمع لما قاله والده.
رغم ان أمور مشابهه تكررت كثيرًا في آخر فترة، لكنه ما زال لا يمكنه ان يعتاد على هذا الجانب من والده، وحقيقة كونه قد جاء توًا من تقطيع شخصٍ ما وهو حيّ لا تساعد في صورتِه البتّة.
أنت تقرأ
أميرة وحش المشرط | Princess of the Scalple's Beast
General Fictionليتيزيا؛ ذات الستة عشر عامًا زفَّ اليها والدها خُطَّته بتزويجها قسرًا من رجل مافيا خمسيني لأجلِ مصالح مشتركة ما بين العائلتين. تخضع مُرغمة للذهاب مع عائلتها من امريكا إلى ايطاليا لغرضِ اتمام الزواج الظالم، الَّا انَّها تتبع خيوط خطتها الإنتحارية الل...