"الفصل الثامن والخمسون"

21.2K 433 28
                                    

مشى  نواف ناحيتها وهو يهتف بضحكة:وريني وش راح تسويين
رمته بالكعب ولكنها لم تُصيبه قفز للجهه الأخرى:الاولى ما جت بس لو قربت الثانيه تجيك والله
رفع نواف  ثوبه وربطه حول خصره:يلا سويها ياعصقولتي
زمّت نيارا  شفتيها:نواف أحسن لك لا تتحدانـي
أقترب نواف بِعناد:نواف حاف وراكِ ما تدلعيني نفس زوجاتي السابقات
نفخت وجنتيها بِغضب لذكر طاري زوجاته السابقات صوبت الكعب ناحيته ولم تُخطى هذه المره قفزت بِحماس بعد أن أصابته في فخذه وصرخ متألماً:آآه مجنونه
تمايلت نيارا بجسدها حتى وصلت ناحيته:ياروحـي أنت عورتك
نواف رغم أنه تألم إلا أنه أعتدل ومد ذراعيه حتى يستطيع محاوطتها ولكنها انحنت للاسفل وركضت للجهه الأخرى أنفجر نواف ضاحكاً:يابنت أهجـدي على الاقل أفسخي فستانكِ أخاف تطيحين
تخصرت نيارا بكلتا يديها وهتفت بِعفوية:وإن طحت أنت اللي بتساعدنـي وتبتلش فيني
خلل نواف  يده في شعره الكثيف وبعثره:خليكِ عاقله وماراح أجبركِ على شيء خلينا نصلي
ضربت نيارا جبينها بِخفه:يووووه نسيتتت من أمـس وعمتي أم خالد توصيني ما ننسى الصلاه
رفع نواف حاجبه بِمكر:إيش وصتكِ بعد علميني نكتسب خبره من كلام عمّتي
ضيّقت نيارا عيناها لوهله وسرعان ما توردت وجنتيها :وجــع أستحي نواف
ضحك نواف بِقهقهه:عيون نواف أدخلي غيري ملابسكِ وخلينا نصلي
تمتمت نيارا بـ"طيب" ودخلت إلى الغُرفة ونواف دخل بعدها ووضع الحقيبه التي بها ملابسها ومن ثم خرج لا يُريد أن يُوترها مُنذ أول يوماً لهُما سيجعلها تأخذ راحتها حتى تتعود عليه حتى تشعر ناحيته كما يشعر هو بعد نصف ساعه دخل الغُرفة ووجدها تُجفف شعرها دخل دورة المياة ومن ثم خرج وهو يرتدي بِجامة نوم قد كانت نيارا لبست جلال الصلاه وفرشت لهُما سُجادتين تقدم وكبر ومن ثم بدأ بالصلاه وهي بعده وبعد الانتهاء وضع يده على راسها وقرأ الدعاء المأثور "اللهم أني أسألك خيرها وخير ما جبلتها عليه.. وأعوذ بك من شرها وشر ماجبلتها عليه " قبّل جبينها قُبّله طويله ومن ثم دفن وجهها في صدره:نيارتـي أبي أعيش حياتي كلها معاكِ بعيد عن حياتي السابقه أوعدكِ إنكِ تكوني الأنثى الاولى والأخير بقلبي وبحياتي
حبست الهواء في رئتيها وعجزت عن الرد ضاعت حروفها بأكملها وقف نواف وجعلها تقف معه نزع جلال الصلاه بِخفه ومن ثم تاملها بِحب صفائح وجهها العّذبه الخاليه من الرتوش فستانها الزهري الناعم فاتنه أحتلت قلبه بأكمله سبحان من جعل ملحها يغلب زين الحسناوات قرب وجهه ليغزو عيناها ووجنتيها بِقُبّلاته تسارعت أنفاسها وتضرجت وجنتيها بـ لون الحُمره لِيعتقها قبل أن تتمرد عليه نفسـه:تسهري معـي
أستعادت أنفاسها وهدوئها رغم إن قُبّلاته لم تتجاوز مساحه وجنتيها وعيناها:طـ..ـيـب أنـ..ــا جوعانه
وضع ذراعه على كتفها وخرجا معاً من الغُرفة:طلبت لنا ياروح نواف
.
"بيت عبدالله"جناح حمد"
تقف أمام النافذه تترقب عودة غزل ولكن لا أثر لها خافت من تهور أخيها ليتها كذبت عليه ولم تُخبره مكان القاعه عاد حمد قبل نصف ساعة وسألها عن غزل وأخبرته أنها لم تعد من الزفاف رفعت ساعة معصمها ورات الساعة 1:25بعد مُنتصف الليل شهقت بِخفه وهي تشعر بِحمد يحتضنها من الخلف ويدفن وجهه في شعرها:وش فيها غـرامـي مو على بعضها
وضعت أمل كفيها على كفيه المُحاوطه لـ بطنها:مزيونـي أسامة جاء وسأل عن غزل
صمتت أمل  ولكنه أنتظرها حتى تُكمل حديثها:طيب ياروحي وش صار
أخذت أمل نفساً عميقاً:الصراحه قلت له أنها راحت العرس وعصب وسأل عن القاعه وقلت له
أبتعد عنها وجعلها تلتفت إليه:وشوو يعني غزل الحين مع أسامة
رفعت كتوفها بـ"مدري" وهي في قمة توترها:أنا أسفـه ماضنيت أنه بيروح لها
زفر حمد أنفاسه هو حلف مُسبقاً أنه لن يلومها بأفعال أسامة قبّل جبينها قُبّله مُطوله:لا تعتذرين ياغرامـي غزل محد يقدر عليها بتصل بشوف وينها قبل يلاحظ غازي
عانقته أكل بشـده:كنت خايفه تزعل منـي يامزيوني 
بادلها حمد  العِناق:أزعل من الناس كلها ولا أزعل منكِ  ياغرامـي
أبتعدت عنه ووقفت على أصابع قدميها وقبّلت أنفه:أبوس هالخشم وراعيه
أبتسم وقبل أن يتفوه بِكلمه تسلل إلى مسامعهُما صوت غازي الغاضب تمتم بـ"اللهم أجعله خير" فتح باب جناحه وخرج  راى غازي يمسك السائق من ياقه قميصه وتُركي يُحاول إبعاده عنه:يارخمه موتك على يدي
تقدم حمد وأبعده عنه:غازي صلي على النبي
كانت عيناه مُحمره وعروقه بارزه أسامة فعلها وأخذ غزل كما وعده وفوق هذا طلب من السائق إيصال كلامه ه بالحرف الواحد"وفيت بوعدي وغزلي راجعه لي طرقن عن خشمك"شد على شعره وكلام أسامة يتردد في ذهنه :الزفت أسامة أخذ غزل والرخمه الجبان ما أعترض
هتف حمد بِهدوء:غازي تتكلم وكأنك ماتعرف غزل
خرج غازي من جانبهم وهو ناوي الذهاب إلى منزل أسامة لن يفلت اليوم منه وإن كلفه حياته أثناء خروجه توقفت سيارتهم وترجل أسامة أولاً ومن ثم  غزل تقدم منهم غازي والشرار يتطاير من عيناه هجم على أسامة وأمسكه من ياقة ثوبه وهتف بِفحيح :شكلك تبي تودع الحياة يا أسامة
رفع أسامة كفيه وأبعد يديه التي تمسك بياقة ثوبه وهتف بهدوء لا طاقة له للحديث معه بعد حديث غزل الذي أدمى قلبه:زوجتي وخذيتها نتفاهم 
هتفت غزل بهدوء وهي تمسك بغازي:غازي خلينا ندخل
يكاد يُصاب بالجنون من برودها أيعقل أنها تُريد العوده إلى أسامة خرج حمد وتُركي وكذلك السائق قذف أسامة مفتاح سيارة عمّه لـ تُركي وأخذ مفتاح سيارته وغادر من جانبهم مُحمل بالكثير من الخيبات
أما غزل تجاهلت أسئلة أخوتها ودخلت إلى غُرفتها وأغلقت الباب بالمفتاح لا تُريد الحديث معهم يكفيها  حديث أسامة الذي أدمى قلبها وضعت كلتا يديها على مسامعها تتجاهل طرقات غازي على بابها نطقت بنبره باكيه:ما أبي أكلم أحد تكفون خلوني بِحالي
تنهد غازي بضيق وصعد إلى جناحـه وعندما فتح الباب وجد الجناح مُظلم تماماً بحث عن زر تشغيل الأضواء أشعلها وأغلق الباب بحث بعيناه عنها في صالة الجناح ولكنه لم يجدها في مكانها حيث تنام دائما أكمل خطواته إلى غُرفة النوم وداهمته رائحة عطرها الخُمري أشعل الضوء و وجدها نائمه في سريره تقدم بِخطوات هادئه وتأملها بِما يُقارب ربع ساعه زفر أنفاسه وخرج من الجناح إلى الصاله جلس على الاريكه التي تنام بها رينام وفك أزرار قميصه بأكملها أخرج دخانه وأصبح يُدخن أخرج من جيب بنطاله  كرت تأمل الاسم بعيناه الحاده وقرأ الاسم بصوت هامس"هديل عُدي الـ.."نفث الدخان ومرر أصبعه الإبهام على أسمها طيلة هذه الايام وهو يُراقبها بالخفاء صدم مما عرفه عنها مما زاد رغبته بالزواج بها لن يمضي هذا الشهر إلا وهي زوجته
.
أوقف سيارته في باحة منزله وطيلة الطريق يستمع إلى حديث والدته عن زفاف نواف ونوف كانت في الخلف مُلتزمه الصمت ترجل وفتح لـ والدته الباب وساعدها على النزول أوصلها إلى جناحها وهو في قمة إستغرابه أن نوف لم تخرج من السياره عاد إليها وفتح الباب:وش تنتظرين
ترجلت نوف من السياره وهتفت بِدلع:أنتظرك تشيلني تعبت من الرقص ومافيني حيل أخطي خطوه وحده
رفع  خالد حاجبه الأيسر ولعق طرف شفته:مين سمح لكِ ترقصين
أقترب نوف  منه وأعدمت المسافه:شيلني بعدين أقول لك مين سمح لي
رفعها بين ذراعيه وطوقت عُنقه أكمل خطواته إلى الداخل وصعد إلى جناحهُما وهي في قمة سعادتها أشعل ضوء الجناح ومازالت بين ذراعيه:نزلنـي أبي أفسخ عبايتي ونقابي أنكتمت
أنزلها بِخفه ولكنه لم يسمح لها بالابتعاد عنه مازال يحاوط خصرها وأحد يداه تنزع نقابها وطرحتها كزّ على أسنانه:متى قصيتي شعركِ
حركت راسها يميناً ويساراً ليضرب شعرها القصير طول عُنقها:اليوم بالمشغل اللوك مرررره يخرفنن وطلع الشعر القصير يناسبني
شد  خالد على خصرها حتى التصقت به وأختلطت أنفاسهُما ليهتف بِفحيح:مين سمح لكِ تقصينه يا نوف
لم تهتم لِغضبه رفعت ذراعيها وطوقت عُنقه:ما حبيت نوف قول قطوتي المُفترسه أو سمرائي الماكره
زفر أنفاسه وأبعدها عنه وخرج من الجناح حتى لا  يصب جام غضبه عليها كيف سمحت لِنفسها بقص شعرها أبتسمت نوف بعد خروجه ودخلت إلى غُرفة النوم نزعت عبائتها ووقفت أمام المرأه مشطت شعرها القصير والتقطت عطره وهي مُتعمده أغرقت فُستانها التركوازي وعُنقها بعطره وجددت أحمر الشفاه ومن ثم نزعت الكعب وخرجت من غُرفة النوم لم يعود للآن يبدو أنه غضب منها مدت يدها لتفتح الباب ولكنه فتحه قبلها ودخل أبتسمت في وجهه أما هو غرق في تأمل شكلها الفاتن المُلفت أغلق الباب وسند جسده عليه وهتف دون إنتباه إلى نفسه:أخُلق سماركِ ليكون أجلـي
أقتربت نوف منه وعلى ثغرها طيف إبتسامة ماكره:بدون شك نوف نصيبك وسمارها وحسنها أجلك
هي مُحقه سمارها بِمُفرده فتنه جذبها إليه ووضع راسه بين عُنقها وكتفها أشتم رائحه عطره عالقه في عُنقها:سماركِ وحسنكِ جابوا أجلي فما بالك وعطري لاصق بجسدكِ
دفعته نوف قليلاً وأبتعدت حركت شعرها بِغرور:أعتبره إعلان إنهزامك قدامـي ياخالد
أبتلع ريقه وتجاهل كلامها ودخل إلى غُرفة نومه لحقت به:طيب أسمعني
لم يلتفت إليها مُطلقاً يحاول السيطره على مشاعره ورغبته :أسمعكِ
تقدمت نوف إليه ووقفت مُقابلاً له:أبيك تناظر فيني وأنا أتكلم
كيف يُصارحها أنه إذا أطال النظر في عيناها سيغرق أكثر في جاذبيتها ويُفضح مافي قلبه ناحيتها:وش عندكِ
زمّت نوف شفتيها لوهله ومن ثم هتفت وهي ترفع حاجبها كما يفعل هو:اليوم نشبت لي حرمه عجوز تبيني لولدها وقلت لها تنتظرني حتى تطلقني وعطيتها رقمـي
لم ينتبه لـ حديثها مُطلقاً فهي تظن أنه مُنصت لها ولكنه في الحقيقه غارق في تأمل ملامحها العّذبه مررت أناملها أمامه:خالد ترى أكلمك
باغتها بِعِناق طويل كاد يُحطم أضلعها ومن ثم همس وهو يُمرر أنامله على ظهرها المكشوف:أنتي لـي فقط سمراء خالد وزوجته وحلاله
هذا ماسعت إليه مُطولاً أعترافه بأنها زوجته وحلاله رفعت ذراعيها وبادلته العِناق ومن ثم الهمس:مثل ما أنا لك فقط انت لي فقط زوجي وحلالـي مستعده أحارب الكل عشان تكون لي فقط 
أبتعد قليلاً وأحتضن وجهها بين كفيـه ليغزو صفائح وجهها بِقُبّلاته أغمضت عيناها عندما طبع قُبّلتين عميقتين على العينين أرجع خصلات شعرها خلف أذنها وقرب شفتيه إلى مسامعها وهمس لها بأنها مازالت عذراء وأنه كذب عليها دفعته بكلتا يديها:ليــه كذبت علـي يا خالد ليه
وضع أصبعه السبابه على ثغرها وهمس وهو يُقبّل جبينها:اششش أنا أسـف  
باغتته هذه المره هي  بِعِناق  عميق و حفرت أظافرها الطويله في ظهره:أكرهك ياخالد
بادلها العِناق ولم يكن عِنقهُما عادياً كان عِناق يُفصح عن مشاعرهُما يُعلن عن إنهزام كبرياء كلاهُما أمام الآخر عِناق يُفصح عن رغبة كلاهُما في الآخر كان هدفه الانتقام منها ولكنه أصبح غريقاً في حُسنها وحسن سمارها لن تكن ليلتهُما هذه عاديه إنها ليلة الانهزامات أعلن إنهزامه وعشقه لها في مسامعها مع كلمات غزليه لتعلن أستسلامها له ولعشقه الأناني
.
مرت الايام سريعاً دون جديد يُذكر غير أن غازي تقدم لـ هديل ولم يحصل على الرد للآن
الساعه 11:00مساءً"رميث"
جلست على الاريكه تنتظر سيّاف يعود من السوبر ماركت ذهب ليّجلب لهُما دجاج حتى تعد لهُما كبسه فتحت هاتفها أنبعثت من بين شفتيها تنهيده عميقة مناف  مُنذ الامس لم يرسل لها شيء ولم يتصل بها لطالما كان صباحاً ومساءً يرسل لها  ويتصل بها وجملته المُحببه إلى قلبها  والتي يُكررها في كُل أتصال "يومـي ما يكتمل إذا ماسمعت صوتكِ وصوت أنفاسكِ"نبرته الحنونه دائماً تُلامس قلبها وتجعلها تميل إليه دون إنتباه ودون تريث كُتب لها الشقاء والعناء بعد وفاة أهلها وبعد فراق أخيها حُرمت من طفولتها وتزوجت رجلاً يفوق عمّها بالعمر طريح الفراش ظلت تعتني به سته أشهر ومن ثم توفى عادت إلى منزل عمّها وذاقت ضعف العذاب كان عمّها وزوجته يُعاملانها تعامل سيء فُزعت لا إرادياً وهي تسمع الباب يُفتح قرات البسملة وتذكرت أنه سيّاف :سيّــاف
لم تسمع رد وقفت وتوجهت إلى حيث الممر توسعت أحداقها وهي ترى منـاف:منـ
بتّرت جملتها عندما ركزت على طفل صغير ينام ورأسه على كتف مناف:مين هذا اللي معاك
أكمل مناف خطواته والابتسامة تُزين ثغره تقدم منها ووضع الطفل بين يديها ومن ثم قبّل كلتا وجنتيها:أشتقت لكِ ياعين أبوي
جمدت  رميث في مكانها:مـ..مـنـ..ـاف خذه من حضني بيطيح والله تكفى خذه
هتف مناف بهدوء وهو يكمل خطواته إلى الداخل:الحقيني 
بقت في مكانها تنظر إلى أختفاء مناف وإلى الطفل النائم بسلام أرتعشت أوصالها وترقرق الدمع في عيناها:منــاف لا تروح مناف تعال خذه تكفى
عاد مناف إليها بعد أن وضع حقيبته في غُرفتها أخذ الطفل منها:آفا ياعين أبـوي ليه تبكين
رفعت رميث كفها إلى صدرها:ولد مين هذا يامناف
أدخل الطفل إلى غُرفتها ووضعه على سريرها وهي لحقته به:جاوبنـي ولد مين هذا
مد مناف كفه إلى خلف راسها وفك عقدة شعرها لينسدل بشكل مُغري خلل يده بين خصلات شعرها الطويل:وين سيّاف
أبتعدت رميث عنه وزمّت شفتيها وهي على وشك الإنفجار بالبُكاء:ليه تتجاهل سؤالي ولد مين هذا يامناف
جذبها مناف إليه وأعدم المسافه وضع شفتيه على جبينها:ولدي يارميث 
أنهارت سدود عيناها التي كانت تحبسها مُنذ دخل:ليـ..ـه ماقلت لي إنك متزوج غيري يامناف 
رفعها مناف  بين ذراعيه ومشى إلى حيث الاريكه وجلس وهي في حضنه ورأسها على صدره:هذا ولـدي وولدكِ يارميث وأبيكِ تربينه
أتاهُما صوت سيّاف الذي يُنادي بـ أسمها:رميـث وينكِ
وقفت من حجر مناف قبل أن يدخل سيّاف مسحت دموعها سريعاً بكلتا كفيها المُرتجفه:بـغـرفتـي
دخل سريعاً وبيده المُشتريات وهتف بِفرحه وهو يرى مناف:أسفرت وأنورت حيّ الله النسيب
أبتسم مناف ووقف ووضع ذراعه على كتف رميث الواقفه:الله يحييك
رفع سيّاف مافي يده وهتف ممازحاً :رميثو جبت الدجاج ياويلكِ تسحبين علي عشان مناف رجع
هتف مناف وهو يلعب بِحاجبه:أعطينا مقفاك وشوف لك أقرب مطعم أبي زوجتي
يتمازحان ولا أحد منهُما مُنتبه لها تكاد تفقد صوابها دخل وبيده طفلاً ويقول أنه أبنه أبعدت ذراع مناف وهتفت بنبره مهزوزه:أسكتـوا
زفر مناف أنفاسه وعقد سيّاف حاجبيه وهتف بِأستنكار:رميث مُعصبه!!شفيكِ وش سوا فيكِ مناف
تقدمت إلى سريرها وأشارت إلى الطفل النائم:جاب ولده جابـه ليه ماقلتوا أنه متزوج وعنده ولد
وضع سيّاف المُشتريات وتقدم إليها:وشووو مين قال لكِ ان مناف مـ..
هتف منـاف قبل أن يُكمل سيّاف حديثه:لا تكذب عليها هذا ولـدي ولازم تربيه
قضمت أظافرها بِتوتر وهي تُحدق في ملامح الطفل بِتركيز وسرعان ما توسعت أحداقها ملامح زوجها الثاني "يُوسف" تجسدت في هذا الطفل الصغير جثت على رُكبتيها وذكرى وحشية يُوسف تتكرر أمامها:هو...اي والله ..هوو يشبهه..يشبه يُوسف..يشبه طليقي يامناف كــذاب هذا مب ولدك هذا ولـدي و ولـد يُوسف 
هرع  إليها مناف وجثى على رُكبتيه  وضمها إلى صدره:رميثي خلاص
صرخ سيّاف بِعدم فهم:فهمـونـي وش تخفون عنـي ولد مين وطليق ميــــن وش قاعد يصير 
تشبثت بِمناف وأجهشت بالبُكاء بشكل هستري:كان يعذبنـي لانـي ما أخليه يلمسني سلب مني كل شيء يامناف
أقترب سيّاف منهُما وأمسكها من معصمها وهتف بِضياع:يعنـي كنتي مُتزوجه فهميني  لا تجننيني
نزعت رميث  معصمها ووقفت وهتفت بِنبره مُتحشرجة:أي اي مو مره مرتـيـن يا سيّاف تحسب إن عمّك عيشنـي بنعيم بعد ماكذب علي إنك مت بحادث
ضحك سيّاف  بِأستنكار:أنا مت!!تستهبلين
تركتهُما وخرجت إلى خارج الغُرفة وجلست على أقرب أريكـه شعور الرهبه والتقزز عاد لها مُنذ شافت الطفل شبيه ذلك الذئب الذي عاشت معه خمسة أشهر في عذاب رفعت رُكبتيها وضمتها إلى صدرها لحق بها مناف وسيّاف وخاف كلاهُما عليه جلس مناف على يمينها وسيّاف أمامها:رميث ياروح سيّاف أحكـي وش صار معاكِ بغيابي
مسح مناف على شعرها وهو يلوم نفسه:رميث قولي لي سبب رفضكِ لـ أبنكِ ليه تخليتي عنه
زادت  رميث من ضم رُكبتيها إلى صدرها:ما أبيه ما أبيـه يامناف ذنبه إنه ولد يُوسف اللي طلقني وقت عرف بِحملي
سيّاف يكاد يُجن الحقيقه لم تتضح أمامه بأكملها:مين يُوسف وكيف تزوجكِ يا رميث
مسحت دموعها وأصبحت تسرد قصتها بألم:يُوسف صديق مُنيف ولد عمّي زوجني عمّي لـ شايب طريح أعتنيت فيه سته أشهر وبعدين توفى وبعد وفاته رجعت لبيت عمّي وأستقبلني وأخذ المبلغ اللي ورثته أنتهت العدة وزوجني لـ يُوسف صديق مُنيف تزوجني بدون علم أهله وأستأجر لي شقة كان يشربني حبوب غصب عنـي عشان ما أحمل كل ماكنت أمنعه يعذبني شوه جسمي كله أثار جرائمه لسى موجوده بجسمي حملت ولما عرف طلقني ورجعني لـ عمّي حاولت أجهض الجنين بس ربي كان كاتب له يجي على هذي الدنيا وبعد ولادتي عطيته لـ حرمه ماتخلف أنا ما أبيه ويُوسف ما يبيه
مع كُل كلمة كانت تقولها تنبعث منها شهقة حاده كـ نصل السكين تخترق أحشائها أحتضنها مناف وهو في قمة قهره عليها وأنهارت سدود عينى سيّاف أمسك راسه بكفيه:كلـه بسببي كله بسببي
زفر مناف أنفاسه وهو يشعر بارتخاء جسدها:رميث ..رميث
سحبها سيّاف ورآها تُغمض عيناها ببطء وتنطق بنبره أدمت قلب كلاهُما:يـ..ـــارب تعبـ..ـت
هتف مناف بهدوء وهو ينهض ويرفعها بين ذراعيه :بدخلها غُرفتها ترتاح
أدخلها إلى الغُرفة ووضعها على السرير ومن ثم قبّل جبينها هامساً:عهد علي لـ آخذ حقكِ منهم كلهم وراح أخليهم يذوقون أضعاف اللي ذقتيه ياعين أبوي
رفع بلوزتها القُطنيه ومرر أنامله على ظهرها وأحمرت عيناه وهو يرى أثار مُتوسمه ظهرها ناصع البياض رباه  لم تكن أثار عاديه بل أثار أحراق بطريقه وحشيه  ليته يستطيع محيها من جسدها و ذاكرتها  قرب الطفل النائم منها وغطاهُما ومن ثم خرج إلى سيّاف وضع يده على كتفه وجلس بِجانبه:سيّاف ياخوك خاطرك لا يضيق أنا بعدهم عهد ما يذوقون الراحـه
هتف  سيّاف وهو يضرب صدره بِقوة:شبت النار بيني ضلوعي يا مناف أختي وحيدتي عانت وأنا كنت أسرح وأمرح بِفرنسا أختـي ماتعدت العشرين ومُتزوجه للمره الثالثه لو أن أبوي موجود ماكانت تعرضت للضيم أنا رخمه ما أستاهل أكون أخوها وسندها
حوقل مناف بصوت مسموع:يا أخوك أذكر الله هذا نصيبها ومكتوب لها وهي الحين بين عيوني ورمشها
شد شعره للخلف :ليه ما كلمتني من البدايه يامناف وكيف عرفت أن عندها ولـد مو كنت في شغلك
لا ينكر أنه مُنذ تزوجها وهو يسعى جاهداً لمعرفة حياتها السابقه بحث عن أزواجها السابقين لا يعلم أن كانت غيرة أو فضولاً كل ما يعلمه أن قلبه يدفعه لمعرفة ماضيها وكيف عانت:تقابلت مع عمّك قبل السفر وهو اللي علمني عن وجود طفل لها بس رفض يقول مع مين  وكلت شخص أثق فيه يتابع الموضوع وعرف كل شيء ورجعت قبل ثلاث أيام ورحت لبيت الحرمه رفضت تعطيني ياه بس بنهايه رضت
كور سيّاف يده وهتف بِفحيح:ماراح أتركهم بحالهم كل من كان سبب بعذابي أختي
أخرج مناف هاتفه وفتح على محادثه مع زميل له وناول سيّاف:هذي معلومات عن يُوسف طليقها وراح تفيدنا كثير
شد سيّاف على الهاتف بِقوة وهو يقرأ أسمه ومكان عمله وقف بسرعه وهتف والشرار يتطاير من عيناه المُحمره:رايح لهم الحين وماهمنـي أن لحقتهم قصاص
أوقفه مناف يعلم بِمدى تهوره ولكنه لا يُريد أن يخسره:حلفت ما تروح لهم أو تتصرف بِتهور حق رميث بنأخذه وهذا عهد علي ليوم الدين
زفر سيّاف أنفاسه وتمتم بـ"طيب" عكس النار المُشتعله في داخله
.
"شوق"
صباح يوم جديد بأشعته البازغه مُنذ صلاة الفجر وهي مُستيقظه تقرأ القران لـ روح أبيها "فيصل" مررت أناملها على بطنها بعد الانتهاء من القراءة:راح الكثير وبقى القليل على قدومك ياروح أمك
وقفت ونزعت جلال الصلاه أرتدت فستان خفيف واسع يليق بها رفعت شعرها الكيرلي للأعلى ووضعت مُرطب شفاه لا غير أخذت لها شال صوف غطت به أكتافها و التقطت هاتفها وقررت الخروج إلى باحة القصر  بعد يومين عرس عبدالعزيز والجميع مشغول وهي في قمة تحمسها لـ رجوع أختها توق من إيطاليا نزلت عبر المصعد وخرجت إلى باحه المنزل مشت قليلاً ومن ثم شعرت بالتعب توجهت إلى الجلسه وجلست
بضع دقائق حتى أتى عبدالعزيز وهو يلهث من الركض :تعالي أركـضي معـي
حدجته شوق بنظرات حانقه:واضح تطنز علي شايف بطني وش كبرها وتبيني أركض
ضحك عبدالعزيز  بِقهقهه وجلس مقابلاً لها:ماتبين تروحين تودعين زوجكِ
ضيّقت شوق عيناها لوهله:أودعه!!ليه وين مسافر
هتف عبدالعزيز بالامبالاه وهو يخلل يده في شعره ويُبعثره:اي راجع إيطاليا ما ألومه الرجال طفش وحده خليه يروح إيطاليا يشوف حياته عند المزز 
التقطت شوق الوساده ورمته بها:أيا اللي ما تستحي على وجهك
توسعت إبتسامته وهتف بِنبره ذات مقصد:أنا لو ملاك تتركني وحيد وتقعد ببيت أهلها بجيب فوقها زوجه
ميلت شوق  شفتيها وهي تراه يبتعد فتحت هاتفها وأتصلت به دون تريث ألم يعدها أنه سيسعى ليجعلها تسامحه هل أستسلم في مُنتصف الطريق تباً هاتفه مُغلق وضعت كفها على بطنها وهمست:شايف يافيصل أبوك يبي يتركنا وحدنا
وقفت وشدت على الشال الذي تُغطي به أكتافها ذلك الغبي لن تدعه يُسافر ويتركها هي و أبنها بِمُفردهُما دخلت إلى الداخل سريعاً ودخلت جناحها التقطت عبائتها الواسعه وأرتدتها وكذلك نقابها ستمنعه من السفر وستعود إليه وتقتص منه وهي بِجانبه البعد لن يُجدي ولن تكن أنانيه وتحرم أبنها من أبيه وجود الأب أهم ركن في حياة الطفل تستطيع الاعتناء به ومنحه الحنان ولكن سينقصه حنان أبيه وجود الأب حياة باكملها وفراقه عناء خرجت من جناحها ونزلت بخطوات شبه مُستعجله رات عبدالعزيز يدخل:عز ياعين أبوي وصلني لشقة وليد
كتف ذراعيه وهتف وهو يُراقص حاجبيه:وش عندها الاخت
هتفت  شوق بنبره أستعطاف:عز بليــز ياعين أبوي وياحشاشة جوف أمـي 
سحب عبدالعزيز نقابها ممازحاً:آمري ياروح عز أطلع أجيب مفتاحي وأرجـع
زمّت شفتيها وعدلت نقابها وخرجت تنتظره بالخارج لم يستغرق إلا دقيقتين وعاد إليها صعدت السياره وهي تدعي في سرها أن يكون في شقته الآن في كل دقيقه تستعجل عبدالعزيز تشعر أن الطريق طال:عز متى نوصل وين بيته
كتم ضحكته يشعر بها وكأنها مُراهقه:أخخ منكم يالحريم يوم يبي يسافر ويعيش حياته تبين تروحين له
شوق ليست في مزاج جيد لـ مجادلته:عز سوق وانت ساكت 
أوقف عبدالعزيز  سيارته أمام المبنى وترجل هو أولاً وهي بعده دخلا معاً إلى المصعد وصعدا إلى الطابق السادس توقف المصعد وأخذها إلى أمام شُقته ضغط على زر الجرس مراراً وتكراراً زفرت شوق بضيق:شكلنا تأخرنا ياعز
هز راسه نافياً ومازال يضغط على الزر بعد بضع دقائق أتاهُما صوته المُغلف بآثار النعاس:ميـن
حبست الهواء في رئتيها وهي تسمع نبرته المبحوحه اختبئت خلف عبدالعزيز أما عبدالعزيز مرر أصبعه السبابه على طول حاجبه:عبدالعزيز
فتح وليد الباب وهو يفرك عيناه ويتثاءب:وش عندك يارجال من صباح ربـي مُزعجني واحنا طول الليل سهرانين
أبتعد عبدالعزيز  قليلاً وظهرت شوق:جبت زوجتك تودعك قبل سفرك خفت أبتلش بصياحها
ضربته شوق في كتفه وبهمس :عـز وجع
وليد طار النوم من عيناه وتوسعت إبتسامته رغم أنه لم يفهم عن أي سفر يتحدث عبدالعزيز :حيّ الله أم فيصل
عضت شوق على شفتها تحت نقابها في هذه اللحظه ندمت على قدومها ماذا سيقول عنـها:توصل بسلامه عز خلينا نرجع البيت
فتح عبدالعزيز ثغره بتعجب وأمسك بِمعصمها وجعلها تدخل :تمزحين!! ماعندي لعب بنات خليكِ عاقله وتفاهمـي مع زوجكِ
تجمد الدم في عُروقها وهي ترا عبدالعزيز يخرج و وليد يُغلق الباب تقدم وباغتها بِعِناق دون أن يتفوه بِكلمه ليت الزمن في هذه اللحظه يتوقف وتبقى هي حبيسه بين ذراعيه حتى يرتوي قلبه المُتيم بها أبتعد عنها بهدوء ووضع ذراعه على كتفها وجعلها تدخل معه إلى الداخل:أنتظري هنا دقايق وبرجع لكِ ياضيّ العمر وأشواقه
جلست ونزعت نقابها وطرحتها أما هو دخل غُرفة نومه شعرت بِتوتر لتأخره ولكنها قرأت الأذكار ووقفت أصبحت تتجول في شقته ومن ثم دخلت المطبخ فتحت البراد وأخرجت لها قارورة ماء سمعته يُنادي بأسمها خرجت وسرعان ما صدت وهي تراه عاري الصدر ويلف جزئه السفلي بالمنشفة والأخرى بيده يُجفف شعره:وجــع وليد ما تستحي
ضحك وليد بِقهقهه وتقدم منها أخذ منها قارورة الماء وشربها دفعه واحده:زوجتـي وش فيها!!بعدين وش سالفه السفر ذي مين قال إني مُسافر وتارك روحي هنا   
ضيّقت شوق عيناها لوهله وسرعان ما فهمت أنه تلاعب من عبدالعزيز:عز قال إنك راجع إيطاليا
توسعت إبتسامته:كفو والله هذا النسيب الصح اللي يهمه مصلحه أخته وزوجها
كشرت شوق في وجهه ومشت من جانبه وجلست:هين ياعـز حسابك يوم أرجع
جلس وليد مُلاصقاً لها بِتعمد:هذا إذا خليتكِ ترجعي
لا تُجيد كيد النساء ولكنها ستُحاول:وليد تبي أرجع لك ونعيش مع بعـض
تمتم بـ"اي" وهو يُخلل يده بين خصلات شعرها الكيرلي أمسكت بيده ووضعتها على بطنها:أنا وانت وفيصل
تراقص قلبه فرحاً وأنامله تُداعب بطنها البارز:أي مُستعد أسوي أي شيء عشان نعيش مع بعض
عضت شوق على طرف شفتيها:حلو أجل أسمع شروطي عشان أرجـع لك
أنصت وليد إليها جيداً وعيناه تغزو صفائح وجهها الخاليه من الرتوش أكملت حديثها وهي ترى نظراته المُلتهمه:عقد جديد ومهر مُضاعف وزواج بأفخم القاعات ها وش قلت حبيبي
أحتضن وجهها بين كفيه وقبّل جبينها قُبّله مُطوله:تم لكل شرط ياروح وليــد 
توردت وجنتيها ووقفت مُبتعده عنـه:بتصل بعز يرجعلي واليوم بعد المغرب تعال وجيب معاك المُملك والمهر والعرس مع عرس عز
وقف ومد ذراعه وجذبها إليه:أخاف عليكِ من عيونـي فما بالكِ بعيون الحاضرين وأنتي بِفستانكِ الأبيض
تمردت شوق إبتسامتها لا إرادياً:قبل الزفه تعال وحصنـي بِنفسك وحصن أبنك 
لعق طرف شفته وهو يكاد يطير فرحاً:نفذي لي رغبتي وخلينا نخرج وبعدها أنا برجعكِ للبيت
تمتمت بـ"طيب" وزفرت أنفاسها كيف ستكون ردت فعل أهلها وردت فعل الحضور وهي بِفستانها الأبيض وبطنها البارز
.
في دار رعاية المُسنين تجلس مع أمراه عجوز  وتُمشط لها شعرها هتفت العجوز:يمه هديل شفيكِ طول الوقت عقلكِ مب معاكِ وش تشكين منه
زفرت هديل أنفاسها بضيق وظفرت لها شعرها:قلبي يعورني ياخاله أذيت أعز صديقاتي والحين أخوها مُتقدم لي
التفتت إليها وهتفت:يايمـه أستخيري وانتي بنيه تستاهلين كل خير وخويتكِ أطلبي منها السماح وإذا كان أخوها نصيبكِ وأفقي
وضعت هديل المشاط وضمت كفيها إلى صدرها:أستخرت وحسيت براحه بس خايفه أعطيهم مُوافقتي وأظلمه معاي
مددت ساقيها وجعلت هديل تنام على فخذها:شوفي يايمـه ياهديل البنت مالها إلا زوجها سندها بالحياة وافقي وعيشي حياتكِ لا تقولين بظلمه معاي قولي بسعده معاي
أغمضت هديل عيناها لوهله ومرت صورة ذلك المُلثم الذي يظهر لها كـ ظلها أيعقل أن يكون هو نفسه غازي ولماذا أختارها هي هل تُوافق لترى ماذا يُريد منها أم ترفضه لتُكمل حياتها و تحتفظ بسرها حتى يأتي أجلها
رن هاتفها أعتدلت وأخرجته من جيب بنطالها كان المُتصل والدتها ردت عليها تحدثت معها قليلاً ومن ثم أنهت الاتصال:خالتي أنا بمشي لا تنسين دواكِ
أبتسمت العجوز ودعت لها في سرها هذه الهديل تعتني بها طول الوقت وكأنها وأحده من بناتها خرجت هديل من المركز نظرت يميناً ويساراً ولم ترى سائقها أخرجت هاتفها حتى تتصل به ولكن توقفت سياره أمامها وفُتح الزجاج وهتف بنبره رجوليه مميزه:تبين أوصلكِ يا زوجتي المُستقبلية
كزّت هديل على أسنانها وهي لم تتعرف عليه:وقـح
ترجل غازي من سيارته والابتسامة تُزين ثغره:ليه للحين ما وصلتني موافقتكِ على خطبتي لكِ
حبست الهواء في رئتيها وحركت أهدابها بعدم تصديق أيعقل أن هذا الذي يقف أمامها هو نفسه غازي شدت على عبائتها بِتوتر:أنت غازي
هز غازي راسه بِمعنى "اي":غازي عبدالله الـ.. زوجك المُستقبلي
رباه ليس وقت خفقات قلبي الغير مُنتظمه أجعلني أصمد أمامه:و.. وش تبي منـي ليه تقدمت لـي
نزع غازي النظاره وهتف بِتلاعب:عندي سببين الأول أبي أكمل نصف ديني والثاني الخاطر يبيكِ أنتي
لا تُصدق هديل حديثه ولن تصدقه يبدو كاذب:كذاب قولها بالصريح تبي تأخذ حق أختك
لعق غازي  طرف شفته بإستمتاع لِنبرة صوتهاالمُميزه:وافقي وراح تعرفي ليه أخترتكِ
في هذه الأثناء توقفت سياره سائقها صمتت ووزعت نظرها بين سائقها الذي نزل وعقد حاجبيه وبين  صفائح وجه غازي  عيناه الحاده والتي تجزم أنها أجمل عينان رأتها رغم المسافه التي بينهُما إلا أنها ترى جمالها:توكل ياولد الناس حق أختك بيأخذه رب العالمين أعتقني من خطبتك
زفر غازي أنفاسه بصوت مسموع:أسمعي يابنت الناس وافقي ولا تختبرين صبري أكثر سبب زواجي منكِ راح تعرفينه لما تصيري حليلتي
أرتجفت هديل شفتيها تحت نقابها وهي تراه يصعد سيارته ويُغادر من أمام المركز رفعت راسها للسماء وأنهمرت دموعها يكفيها العقاب الذي عاقبها الله به ماذا يُريد منها هذا المُتحكم توجهت الى السياره وصعدت ومسحت دموعها بكلتا يديها:راجيف أنتبه تتكلم قدام راكان أو أبوي والله ما أسامحك
تمتم بـ"حاضر مدام" وقاد السياره بسرعه مُتوسطه
.
الساعه 9:00مساءً"متعب وشيماء"
عادوا مُنذ أربع أيام من شهر عسلهُما الذي لم يطول فضل كلاهُما العود إلى ديّارهُما وعاد كلاهُما للعمل ولكن اليوم متعب لم يذهب وهي كذلك لا تعلم مابه مُنذ ليلة الامس وهو بِمزاج مُتعكر حاولت معرفة مابه ولكنه لم يُخبرها مُدعياً أنه يشعر بصداع ويُريد النوم خرجت من المطبخ بعد ما أعدت لهُما العشاء ستحاول جعله يستيقظ فهو يقوم للصلاه ويعود للنوم دون الحديث معها دخلت غُرفة نومهُما أشعلت الأضواء ودخلت دورة المياه أغتسلت حتى تزيل رائحة الطبخ العالقه بِملابسها وجسدها خرجت ترتدي روب الحمام التقطت فستان لنصف ساقيها  وأرتدته جففت شعرها ورشت من عطرها وصعدت إلى السرير تلمست وجهه بأناملها:متعب..حبيبي..روحـي..يكفيك نوم
فتح عيناه بثقلٍ واضح وتأمل وجهها القريب من وجهه :روح متعب مالي خلق لشيء خاطري ضايق
أغرقت صفائح وجهه بِقُبّلاتها:قولي وش اللي مُضيق خاطرك لدرجه حرمتني من النوم على صدرك
أغمض عيناه وهتف بِضيق:تعرفين إني تربيت بالميتم وللحين أتواصل معاهم وكل شهر أزورهم
تمتمت شيماء  بـ"اي" وهي تُداعب رمش عيناه بأناملها أكمل حديثه:أمس أتصلوا فيني وقالوا أن في شخص جاء وسال عن طفل حطوه أمام باب الميتم بتاريخ مُعين ولما شافوا التاريخ والوقت طلع هذا الطفل أنا
أعتدلت شيماء  في جلستها وهتفت بشك:يعني أهلك اللي يسالوا عنك
أعتدل متعب  وسند ظهره:ما أدري ولا أبي أعرف مين هم
أحتضنت شيماء كفه وقبّلتها:وليه ياعيوني ما تبي تعرف أحتمال يكونوا أهلك
أبتسم متعب بِسُخرية:أهلي!!أنا ما عندي أهل ولو فعلاً طلعوا أهلي ما يشرفني أعترف فيهم
زفرت  شيماء أنفاسها لا تعلم كيف تُقنعه للتأكد:حبيبي روح وتأكد مين هم تكفى عشانـي
مد  متعب كفيه وأحتضن وجهها:شيم ياروحـي أنتي كل أهلي ماعندي أهل غيرك بهذي الحياه
تراقص قلبها فرحاً وباغتته بِعِناق:عشانـي يامتعب و عشان أولادنا
أبتسم لا أرادياً للفظ"أولادنا" رفع ذراعيه وبادلها العِناق ومن ثم أبتعدت ونزلت من السرير :يلا قم صلي فرضك وتعال المطبخ حبيبي 
نزل هو الاخر والتقط هاتفه من على الكوميدون فتحه وراى مُكالمات فائته من أسامة ورساله نُصيه فتحها وراى مُحتواها"جهز القهوه ياخوي دربي بجيك بعد ساعه":شيم ياروحي أسامة بيجـي جهزي لنا القهوه
تمتمت بـ"طيب"وهي ترى فرحته مرسومه على ملامحه بقدوم أسامة:صرت أشك إنك تحب أسامة أكثر مني

رواية"تزوجتكِ يابنت عمّي إجباري ويوم فراقكِ صرتي أنفاسي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن