"الفصل الثامن والاربعون"

20.2K 417 22
                                    

"بيت عبدالله"
فتحت عيناها بِثقل وأضح وركزتها في سقف الغُرفة أغمضتها وفتحتها مراراً وتكراراً وهي تشعر بصداع يكاد يمزق دماغها ماهذه الحالة التي هي عليها مُنذ  أربع ايام أعتدلت في جلستها بقت على حالها بضع دقائق خللت كلتا يديها في شعرها عاتبت نفسها على أدمانها للمنومات فهي لم تعد تُصلي الفجر في وقته  نزلت من السرير متوجهه إلى دورة المياة خرجت بعد بضع دقائق التقطت جلال الصلاه وصلت الفجـر مع الضحى دعت الله كثيرا أن يغفر لها تعلم ماهي عُقوبه من يتأخر عن  الصلاه ولكن لا حول لها ولا قوه مُرهقه ومتعبه ولا عذر لها أصبحت تتهرب من كوابيسها وتلك الذكرى بِحبوب المنوم أنتهت من صلاتها وتوجهت إلى سريرها تبحث عن الأقراص المنومه وهي عازمه على رميها والتخلص منها بحثت عنها ولم تجدها:هف وينها معقول ماما دخلت وأخذتها
قلبت سريرها رأساً على عقب ولم تجدها توجهت إلى أمام التسريحه تبحث بين مستلزماتها ووقع نظرها على إنعكاسها في المرأة رفعت يدها إلى عُنقها وأصبح صدرها يعلو ويهبط ماهذه الآثار سرت حراره كـ تيار في جسدها وذكر شخصاً واحداً تبادر إلى ذهنها توجهت إلى هاتفتها لترى كم الساعه وتفاجأت بعدد المُكالمات الفائتة منه والرسائل النصيه دخلت وفتحتها ترقرقت دموعها بقهر وغيض لم يدعها وشأنها حتى وهي في منزل أبيها أعادت قراءة محتوى الرسائل" أنتي لي حتى لو حلفت كل الخلايق جيتكِ تالي الليوله وجوارحي كلها شوق لكِ والخاطر تمنى يغفى بين أحضانكِ""ماقدرت أمنع نفسي عنكِ ولا راح أقدر والأيام بيننا ياغـزلي""لا تتهربين من الواقع بحبوب المنوم أرجعـي لي وعهد علـي أفني عمـري في سبيل تطيب جروحكِ"
رفعت أناملها إلى كيبورد هاتفتها وبدات تكتب له بأنامل مُرتجفه"تحلم أرجـع لك والأيام بيننا يا أسامـة  غزلك عافتك وياجعل كل غالي على قلبك يعوفك وياجعلك تعاني ألم الفراق ومحد يضمك"
أنتهت من الكتابه ورفعت أحدى كفيها تمسح دموعها بعنف عادت قرأتها ومن ثم أرسلتها وقامت بحظر رقمه  بعثت رساله لسائق أبيها أن يتجهز وينتظرها قذفت هاتفها بعيداً وأخذت نفساً عميقاً ستكمل مابدات بـه وستعود للمحامي مُهاب حتى لو وقف الجميع ضدها لا يهمها لم تعد صغيره أصبحت ناضحة تعلم ماهي مصلحتها توجهت إلى الدولاب وأخرجت لها من ملابسها القديمة أرتدتها سريعاً ولبست عبائتها ونقابها وخرجت من الغُرفة صادفت أبيها يجلس في الصاله ويرتشف قهوته ومُندمج بين الملفات تقدمت إليه:صباح الخيـر يابو غازي
وضع الكوب ورمقها من راسها حتى أخمص قدميها وهو مُستغرب من لفظها"يابو غازي":يابو غازي ليه ماعادت أبـوكِ ياغـزل
أبتسمت تحت نقابها بِسُخرية:للاسف فقدت الحق يوم جبرتني أتزوج ولد أخوك الرخمـه
كزّ على أسنانه مُنذ عاد من إيطاليا وهي تلتزم غُرفتها ولم يسن له معرفة مابينها وبين أسامة:غــزل أحترمـي ألفاظكِ
تجاهلت كلامه علاقتها به ليست كـ علاقة أب وأبنته ليس لانه جبرها على الزواج بل لانه شك لوهله بها هي أبنته وتربيته كيف أنقاد لوسوسة شيطانه وشك بها لن تغفر له:تحملني أيام فقط وبعدين بطلع من بيتك ولاتفكـر يابو غازي مجرد تفكير تجبرني أرجع لولد أخوك اليوم بروح للمحكمه وأكمل قضية الخلع
وقف عبدالله بغضب وقاحتها زادت عن حدها:غــزل لو بايعه حياتكِ خلي رجولكِ تخطي عتبة المحكمة
نظرت غزل إليه بنظرات يائسه نظرات عجز عن فهمها وأكملت خطواتها للخارج متجاهله تهديده لها شعر بدوار طفيف يغزو جسده وألم في صدره جلس وهو يُنادي على زوجته:يا أم غـــازي ...يا أم غـــازي
قدمت ام غازي  إليه من المطبخ :بسم الله شفيك ياعبدالله تصارخ
فرق شفتيه:روحـي جيبي لي إبرة السكـر عيالكِ جابوا نهايتي بدا غازي والحين غــزل
توجهت إلى جناحهُما لتجلب له الأبره وهي تدعي لـ أبنائها بالهدايه صُدمت حقاً بخبر زواج غازي لم تكن تتوقع منه
.   
"عناد&ليان"
عاد من المسجد بعد صلاة الظهر ودخل منـزله توقف عندما داهمته رائحة الأكل اللذيذه توجه إلى المطبخ وراى ليان جالسـه بِملابسها والتي ترتديها من تعيش في القريـه ثوب طويل باللون السماوي وعليه نقوشات باللون الكُركمـي وشعرها مُجدل بجديله طويله  بدت كفتاة بدويـه:السلام عليكـم
أبتسمت له بعد تعب وإرهاق محاولتها في تحضير الطعام لهُما وقفت وهتفت بهدوء:وعليكم السلام وينك من الفجـر
كتف يداه وأستند على الحائط هتف وهو يُراقص حاجبيه بطريقه تستفزها:شدخلكِ ليكون مسؤوله عنـي وأنا مب داري وبعدين وش ذي الريحـه
كشرت ليان  في وجهه وأصبحت تلعب بجديلتها:ترى خرجت لسـوق الديره وشريت أغراض للمطبخ
عقد  عناد حاجبيه بشده وتقدم إليها بحده:أنتي شلون تخرجين بدون علمـي أنا وش قايل لكِ ياليان لو أحد أكتشف عن وجودك ببيتـي
تنهدت ليان  بعمق وأبتسمت بعفويه:عنـاد تكفى لا تصرخ علي محد ركزي علـي لبست من أثوابك وتلطمت بالشماغ شريت الأغراض ومحد ركزي علي
تمحي غضبه بأبتسامتها البريئه حاول مجاراتها وتفهيمها وضعه:ليان أهل الديره يعرفون الصغير والكبير ورح يركزون عليكِ لو كثرت طلعاتكِ أعفيني من جنونكِ وتهوركِ أنا مب ناقص مشكلة جديده وبعدين من وين لكِ الفلوس
مازالت تبتسم لتكمل حديثها بفرحه وكأنها سوت إنجاز عظيم:إزهلها ماراح يصيبك شيء وأنا معاك بعدين بعت خاتمـي وجاب لي قيمة حلـوه تكفينا أسبوع
تكاد تصيبه بالجنون خرج من المطبخ وجلس بصالـه لحقت بـه:عنـاد شفيك رفضت أكلم أمـي مره ثانيه وأطلبها فلوس وش فيها لو بعت خاتمـي مايلزمني أصلاً
فك ربطة غُترته من راسه وخلل يده في شعره بشكل عشوائـي:كم مره قلت لكِ مال حرام ما أبــي تبين تبتزين أهلكِ ياليان أهلكِ ياكبرها عند الله قلت لكِ أصبري ايام وبلقي لي وظيفه باي مكان
تعلم أنه عزيز نفس رغم حالته الماديه لكم هو رجلاً نبيل في نظرها ونبله وشهامته تزيدانه جمالاً في عيناها:خلاص أسفـه عـناد وعد ماعاد أخالفك بشيء والأخت إذا غلطت الاخ يسامحها صح
زفر عناد أنفاسه بعد حديثها طلبت منه أن يعتبرها أختاً له كما تعتبره أخاً لها:خلاص سامحتكِ روحي شوفي الأكل جوعان والله
حركت ليان  يديها علامة الانتصار:يس يس يازينك وانت مروق وفاك عقدة الجبين
عناد عاد لعقد جبينه مره ثانيه:لـيان وش قلت
ركضت إلى المطبخ وهي تضحك بضع دقائق حتى عادت والطعام بيدها وضعت الصحن على الأرض:ها شرايك فينـي مسويه لك كبسه
شمر عن ساعديه وهي جلست وتربعت بحماس تنتظره يتذوق الكبسه التي تعبت بإعدادها سّم بالله وبدا بالأكل وهي تترقبه تقلصت ملامحه وكأنه لم يستسيغ طعمها راى ملامحها التي عبستها:مو حلوه الكبسه ياعناد صح
أبتلع مافي فمـه وصب له كوب ماء وشربه دفعه واحده وهتف:لا حلوه ذوقيها ويمين مانقوم الا وقد كملناها
زمّت شفتيها من حلفه ومدت يدها حتى تتذوق الكبسه صب لها عناد كوب ماء ووضعه بجانبها ترقرق الدمع في عيناها وهي تبتلعه بصعوبه التقطت كوب الماء وشربت منه قليلاً:ليـه تقول أنها حلوه وهي كذا مالحـه
أبتسم عناد وعاد للأكل لن يكسر بخاطرها يبدو أنها لا تعلم شيء عن الطبخ فقد زودت الملح وقللت من أضافة البهارات طعمها حقاً لا يُستساغ:ماعليها كلام عمري ماقد ذقت مثل طبخكِ وطبخكِ أحسن من طبخ ثنيان
زمّت ليان شفتيها مره أخرى فقد حاولت جاهده أن تعدها كما كانت ترى ليال:أدري أنك تطنز علـي
راقص عناد حاجبيه كعادته:أقول سّمـي وكلـي ومع الايامُ بعلمكِ
صمتت وهي تراه يأكل ويكح بين الحين والآخر مدت يدها لتُشاركه والصمت يعم المكان وعند الانتهاء من الأكل هتفت ليان بِترقب:عنـاد عنـدي سؤال فيك تقول فضول
وقف وأخذ الصحن معه ودخل إلى المطبخ:تعالي المطبخ سوي لنا شاي وأنا بغسل المواعين
لحقت ليان  به وبأعتراض:لا عناد أنا بغسلها وانت سوي الشاي ولا تتهرب من سؤالي
التفت إليها وسند جسده على المغسلة:وش عندك يالفضولية
توجهت الى إبريق الشاي وهمست في سرها تحملي نتيجة فضولكِ ياليانو:مين الجادل
عقد حاجبيه وصد عنها يغسل المواعين عادت لتلح عليه بسؤالها:بليز عناد مين الجادل شفت ورقه مكتوب فيها قصيده وعليها أسمها
هتف عناد دون أن يلتفت إليها:الوكاد إنكِ قريتي القصيدة وعرفتي من تكون بالنسبه لي
هتفت ليان بعفوية:يب شكيت أنها حبيبتك وانت اللي كاتب القصيدة ماعرفت إنك شاعر
التفت إليها والابتسامة تزين ثغره:الجادل بنت شيخ الديره شايفه حظي الزفت مالقيت إلا هي أنعجب فيها وهي بعيده عني بعد نجم سهيل
عقدت حاجبيها كما يفعل ورفعت أصبعها السبابه ومررتها على طول حاجبها:وإذا كانت بنت شيخ تصلي ليل ونهار أن شخص مثلك حبها
ضحك عناد بقهقهه:ياحلوك ياليان ماتشوفيني بالنظره اللي الكل يشوفني فيها
أنتهت من أعداد الشاي لتهتف بِعقلانيه:ماينحكم على الشخص إلا لما تعاشره ياعنـاد الناس تنغر بالمظهر الخارجي وإذا حبيت شخص كل عيوبه في نظرك عسـل الحب مايعرف صغير ولا كبير غني ولا فقير الله يقذف الحب بقلوب الناس اللي تستحق  
دائما ماتصدمه في حديثها تارة يشعر بأنها ناضجة وسبق وعاشت تجارب لا تعد ولا تُحصى وتارة يشعر بأنها طفلـة عنيدة وتارة مُراهقه شرسـه هتف برفعة حاجب:تتكلمين عن الحب وكأنكِ قد حبيتي
ميلت ليان شفتيها وتقدمت تُساعده في غسل المواعين التي لم ينجزها وبقى مُنشغلاً بالحديث معها:ليه وش شايفني بزر
أخذ الليفه من يدها :حلفت ماتغسلينها أنا بغسلها وانتي علميني يالبزر من وين تعرفين الحب
سندت جسدها على الحائط وبقت تتأمله وهو يغسل المواعين:شوف بِما إنك قلت أننا مثل الإخوان بفتح لك قلبي وتفتح لي قلبك ها وش قلت موافق
هز راسه بِمُسايره لها يُريد أن يعرف قصتها التي أرهقته مُنذ لقاها أصبحت تتحدث معه بعفوية أبتداً من تنكرها وخرجاتها ولقائها بِعبدالعزيز ومعرفة أبيها وضربه لها ولحظة وداعهُما كان ينصت إليها جيداً بِملامح خاليه من أي تعبير صمتت وهو هتف بإنتقاد:كل هذا صار ولسى عايشه يابرودت دم أهلكِ لو إنكِ أختي دفنتكِ ومحد درى عنكِ
ضحكت ليان بقهقهه:أنضربت لين تكسرت عظامي وش تبي أكثر
قذفها بالليفه التي بيده:ينفع أذبحكِ الحين بما أننا صرنا أخـوان
نفضت ملابسها والتي أصابها بلل من الليفه:كنسلت ماعاد أحنا أخوان الله يبلش العدو لو إني غسلت المواعين بدالك يالدفش
أشار لها بيده أن تصمت حتى ينتهي من الغسل وضعت يدها على ثغرها وهو أكمل سريعاً ومن ثم سحب لهُما كوبان وهي أخذت الإبريق وخرجا إلى الصاله صب له ولها:اي يلا كملـي ليه أمكِ تركتكِ وحدكِ معقول عشان عبدالعزيز
هزت راسـها بنفــي:موضوعها غير هي ماتعرف عن عبدالعزيز أقول أيش أنسى قول لي قصتك وليه عايش وحدك
حاول أستفزازها حتى تفرغ مافي جعبتها يُريد التوصل إلى حقيقتها:لا تكذبين أكيد إنكِ سويتي شيء كايد خلاها تترككِ بِمنطقة مهجورة مُغرقة بدمكِ
هتفت بِفقدان أعصاب:ماسويت شيء ليه ماتفهم عرفت ماضيها وحبها لولـد عمّها اللي دفعها لأفعال قذره
بتّرت حديثها ووضعت يدها على ثغرها أما عناد شعر بالخجل وهي تتحدث عن والدتها وكأن قصة والدته  تتكرر مع غيره والدته التي كانت تحب شخصاً وتزوجت بغيره أنجبته ومن ثم هربت بصحبة الرجل الذي أحبته:وش سوت أمكِ ياليان لا تستحين أمي سوت أكثر منها وهربت مع حبيبها وتركتني وعمري أشهر بين عذاب أبـوي
لمحت عيناه ذات اللون الغريب تترقرق الدمع في مُقلتيها ونبرته الحزينه التي لامست قلبها لتكمل حديثها دون تردد:ما أعرف التفاصيل كلها بس سمعتها تتكلم عن حبها لولد عمّها ناصر ومحاولتها قتل زوجته وهي تولـد وأخذها لأحد التؤام متخيل حرمت أم وأب من بنتهم ليال عاشت معاها ١٩سنه تحت مسمى أنها بنتها وكذبت على صالح اللي هو أبوي أن ليال بنت طليقها سمعتها وكنت رايحه أعلم ليال وأبوي والباقي أنت تعرفه أخذتني مغمى علي وتركتني وحدي
أستغفر في سـره وهتف بتسائل:وأهل ليال وينهم الحين مو معقول مادوروا عن بنتهم المفقودة
رفعت كتوفها بـ "إلا مدري":صدقني ما أعرف باقي التفاصيل بس أهل ليال أمها أبوها أخوانها توفوا بحادث وبقت أختها التؤام وسبحان الله الشبه بينهم كبيـر بس مع هذا الصدف للحين ما جمعتهم
خلل يده في شعره بتفكير ومن ثم هتف بِترقب:أقول ليان وش رايكِ تساعدين أختك وتجمعينها بأختها
زفرت الهواء من رئتيها:بِمساعدتك ياعناد
ضرب على صدره بحماس:والله إنكِ تبشرين ياليان لو تبين الحين نروح لمنطقتكم ونطب على أهلكِ
أبتسمت ليان  لتفاعله معها:سلامات داخلين حرب ماعليك بالأول لازم أوصـل للحقيقه وكيف قدرت تخطفها متأكده أنها مب وحدها في أحد ساعدها وأصلاً اللي عرفته ناصر تزوج وحده أجنبية شلون أمي وصلت لهم محتاره ياعناد أبي أوصل للماضي كلـه
حديثها أدخله في دوامـه لا مخرج لها:هب هب شلون أجنبيه وخطف لا أمكِ ذي داهيه ينفع تدخل مع المافيا
نفخت  ليان وجنتيها وهي تحاول عدم الضحك:عنـاد أنسى الموضوع عندي طلب وليت ماترفض وتأكد إذا رفضت ماعاد أهتم ببيتك ولا أطبخ لك
مثل عناد العصبيه وهتف ممازحاً:لا والله أسحبك من شعركِ وأرجعكِ للمكان اللي شفتكِ
كتفت يديها بزعل وحنق حقيقي:ياخي على الطالعه والنازلة برجعكِ للمكان اللي شفتكِ خلاص رجعني وريحني من منتك علي
أدرك أنها زعلت وليس كما يُمازحها قبيل:ليان والله أمزح آمري تدللي وأطلبـي عناد أخوكِ يخسى يرفض لكِ طلب
نست زعلها وحنقها:بالليل أبيك تأخذني للتل اللي دائما تروح له أنت وثنيان
صعب عليه أخذها الجميع يتردد إلى التل في الليل العاشق والحزين والمهموم:أبشري بشرط تتنكرين
لو أنه ليس حراماً لكانت عانقته تعبير عن شكرها وأمتنانها له:أي كفـو يالاخـو
.
"بيت الجد"
بعد صلاة العشاء أجتمع أبو سُلطان وأبناءه سُلطان وعبدالله وسلمان  وأنضم  إليهم غازي ومناف الذي عاد للتو من بيت سيّاف كان الجميع يتبادل أطراف الحديث عن العمل والتجار المُنافسين لهم ليُشير عبدالله لـ غازي بِفتح موضوعه وزواجه  فهم مقصده جيداً ليهتف بنبرته المُعتاده والتي لا تدل على عدم خوفه:جـدي في موضوع بقوله لكم
عبدالله الذي أصبح يُحرك فنجان قهوته الفارغ بِترقب وهو يتوقع ردت فعل أبيه كما كانت ردت فعله لزواج ناصـر هتف أبو سُلطان:هات اللي عندك مجيئك ماهو مريحنـي بدون ماتعطيني خبر
رسم على ثغره طيف إبتسامة:ماجيت وحدي جبت معي زوجتـي
صمت لحظه إدراك عُروقاً برزت ونبضاً خفق ضرب أبو سُلطان الأرض بعصاته:عيد كلامك ياولد عبدالله
دون إكتراث لنظرات الجميع له:جبت زوجتي معـي ياجـدي صار لي فترة متزوج وانت تعرف أهلها بنت أبو رواف الـ....
عقد سلمان حاجبيه:قصدك عمّ خالد صاحب  شركة kr
تمتمت بـ "اي" وأكمل حديثه:الزواج وتم ياجـدي وجبتها بعلن زواجنا رسمي
ماذا يحدث خلال أسبوع تلقى ثلاث صفعات زواج مناف وحنق غزل الذي عرف به للتو وزواج غازي الماضي يتكرر وعناد غازي كعناد ناصـر سبق وغلط بحق أبنه لن يغلط أكثر ويجرم بحق أحفاده عقله  مشوش كثيراً غياب الحفيد المُتمرد"أنس" أقلقه كثيراً   هتف بِجمّود:كل شخص يسوي اللي يبي وأعتبروا جدكم ميت
وقف غازي وقبّله في راسه وجلس بجانبه :عمرك طويل يالغالي
مازال أبو سلطان على جمّوده:سُلطان ياوليدي أتصل على ولدك أسامـ
لم يكمل حديثه إلا ودخل أسامة بهيبته التي تفرض وجوده بين الجميع ببذلة عمله العسكرية القى السلام وقبّل راس والده وجده دون السلام على غازي يعلم أن رجوعه متعلق بِغـزل صب له مناف قهوه:سّم ياخـوي
أخذ أسامة الفنجال منه:ياجعلك تسلم ياخـوي
هتف أبو سُلطان بجمّود دون مُراعاه:اي وش مهبب فيه ياولد سُلطان مع بنت عمّك
أرتشف القليل من القهوه العربيه وببرود:سلامتك ياجـدي خلاف بسيط وبحله معاها بعد أذن عمـي عبدالله أبي أشوفها
هتف غازي بأعتراض وهو يشتعل غضباً لقد أتصل به مُهاب وأخبره عن قدوم غزل إليه مجدداً وهي مُصره على إتمام قضية الخلع وقبل أن يأتي الى بيت جدها ذهب إلى منزل أبيها لرؤيتها ولكنها في عملها:أتخسى وتعقب ياولد العمّ تشوفها مره ثانـيه اللي بينكم تنهييه المحاكم 
مازال أسامة يتقمص دور البرود وهو يشتعل غضباً من الداخل:لا انت ولا المحكمة تمنعوني أشوفها والخلع ماراح يتم لو تطلع لسماء وتنزل 
تكدرت ملامح سُلطان وكذلك عبدالله أما مناف ينظر إليهم بصمت نطق أبو سُلطان بغضب العالمين:أحترموا مجلسي ياولد سُلطان وولد عبدالله ترفعون صوتكم بوجودي
التزم الجميع الصمت ونظرات أسامة وغازي تكاد تحرق الاخر هتف سُلطان بِتفهم:أذكروا الله ياجماعه وفهمونا وش صار بينهم وش قصة الخلع
هتف أسامة ببرود:أسال ولد أخوك يبه محرض زوجتي تروح للمحكمه وتقابل محامي غريب عنها ولوحدها
لم يُصدق الجميع أن غازي يفعل هذا وهو شديد الغيره على محارمه هتف عبدالله بشك:صحيح اللي يقـوله أسامة ياولد أبوك
فك غازي أزرار ثوبه العلويه:اي صحيح الرخمه اللي قدمكم رفض يطلقها بالرضاوه وماهي أخت غازي اللي تنهان وتقعد مع شخص مايسوى مواطئ رجلها
هتف مناف بغيض فغازي تجاوز حدوده بالفاظة على أخيه:محشوم أخوي من ألفاظك ياولد العمّ
سلمان الصامت من البدايه لاحظ سواد وجه والده هتف بحده:أخرج انت وياه من المجلس 
فتح أبو سلطان أزرار ثوبه وهو يشعر بضيق يكتم صدره:لا بارك الله في عدوينكم يالرخوم أحشموا اللي أكبر منكم عبدالله أتصل ببنتك تجي نفهم موضوعهم
وقف غازي مُعترضاً:واللي رفع سبع سموات ياجـدي مايهدا لي بال إلا لما أرد له الدين أختي ماهي لعبه عندكم يكفي غصبتوها تتزوج واحد ماهو كفو ماراح تجبروها ترجع له وغزل ماراح تخطي رجولها مكان وهذا الرخمه موجود
حرك فكـه بغضب غازي أستفزه وأخرجه من طوره وقف سريعا وأمسكه من ياقه ثوبه:جبتها لنفسك ياغازي
كور غازي يده ولكمه في وجهه:انت اللي جبتها لنفسك يا عديم الرجوله أصلا تخسى أقول عنك رجال سكت لك كثير رغم معرفتي بضربك لأختي  أجل تبي أختي ترجع لك نجم سهيل أقرب لك منها وأنا موجود
وقف مناف وسلمان ليفرقوا بينهُما ولكن أسامة دفع عمّه سلمان دون قصد أصبح لا يعي مايفعل غازي أستفزه برجولته أمام الجميع سحبه من ياقة ثوبـه:ياجنازتي يا جنازتك تكون اليوم
عجز أبو سلطان على النهوض خارت قواه وهو يرى أحفاده في شجار والشرار يتطاير من أعينهم وقف عبدالله وتقدم إلى أبيه أما سُلطان مازال في طور الصدمه أبنه الذي يشد ظهره به ويعتبره فخره ويعتز به يمد يده على أبنة أخيه وقف بينهُما ورفع يده لتستقر في وجه أسامـة وهتف بجمّود ليس من عادته:أخــرج ولا عاد عيني تشوفك يا أسامة
عدل غازي ياقة ثوبه وهو يبتسم بسخرية أما مناف  شعر بالاستياء من أبيه أبتسم أسامة وهتف بوعيد:الايام بيننا ياغازي وغزل راجعه لي طرقن عن خشوم الكـل
خرج مُسرعاً من المجلس ولحق به مناف أما سُلطان جلس بتعب وقلبه يؤلمه على أبنه وصفعه له أمام الجميع هتف عبدالله وهو يمسح عرق أبيه المُتصبب:يبــه تبي آخذك المُستشفى
فرق شفتيه الجافه وهو يرمق سُلطان :لا كل واحد يتوكل على بيته مافي لي أحترام اليد اللي تنمد على الغير بِمجلسي يبي لها كسـر
تقدم غازي إليه ولكنه رفع العصا أمامه:لا تقرب ياولد عبدالله دام النفس عليك طيبه  مجلسي يعتذرك لين تراجع أخطائك وتعتذر لولد عمّك ويعتذر لك
رفع حاجبه الحاد كحدة نظراته:محشوم ياجدي أنت وعمّي سُلطان لكن أسامة يخسى أعتذر لـه واللي بيني وبينـه غــزل لو كان غلط بحقي سامحته وأعتذرت له بس هو غلط بحق غــزل ورد الدين صار وأجب علـي
خرج من المجلس وتوجه إلى الداخل حتى يُسلم على جدته أما أسامة خرج من منزل جده فتح باب  سيارته وحاول مناف إيقافه:صلي على النبي يارجال وين رايح وانت معصب
أبتسم  أسامه بِمُجاملة:مين قال إني معصب حل عني يامناف  رايح لمتعب مُنتظرني بالكافي
توجه إلى الجهه الأخرى وصعد وهو يهتف :بخاويك من زمان عن متعب
صعد أسامة وزفر أنفاسه بصوت مسموع:تكفى ياخوك أتركني وحـدي برجع بيتي
يعلم أنه يُكابر وعزيز نفس ليس ممن يشكون همهم ولكنه يتمنى لو يستطيع  إنتشال أحزانه من صدره والتخفيف عنـه:ولا يضيق خاطرك ياولد سُلطان أعذر أبوي
أبتسم أسامه  هذه المره براحـه:الضيق مايقرب صوبي وانت أخوي وأبـوي على عيني وراسي وأنا فداه
أشار له أن يشغل سيارته:شغل سيارتك وصلني شقة سيّاف بروح أشوف زوجتي
حرك سيارته وتذكر أن يُبارك له:مبروك زوجة الدهر
ان شاءالله ياخوك ناوي تسكنها ببيت أبوي
رفع أصبعه السبابه ومررها على طول حاجبه الأيمن:عارف طبيعة عملي وإجازتي خلصت وخايف عليها أمـي ما تتقبلها وتضايقها بكون آخذها معي فترات وفترات تقعد مع أخوها سيّاف
هتف أسامة بِتفهم فوالدته من النوع الذي لا يُعاشر سكن بعد زواجه من غزل شهرين وكانت تتذمر وتهين غــزل ببرود أمامه:زين ماسويت يأخوك وخلاها مابين فتره وفتره تروح تتونس مع بنت عمّي ناصر
تمتم بـ"ان شاءالله "ومن ثم فتح له اللوكيشن إلى الشارع الذي يسكن به سيّاف وبعد مرور نصف ساعه أوقف السياره أمام المبنى السكني ترجل مناف:تأمر على شيء ياخوك
حرك أسامة راسه بنفي وهو يبتسم له:سلامتك
غادر أسامة عائداً إلى منزله ودخل مناف المبنى أخرج هاتفه وأتصل بـ سيّاف رد عليه سريعاً بـ"هلا" قاطعه مناف بإستعجال: أفتح لي مجلسك يالنسيب
قطع الاتصال وصعد بالمصعد إلى أمام شقة سيّاف الذي كان بإنتظاره تقدم إليه وصافحه:ناشب لك ناشب لك دام زوجتي عندك
كتف سيّاف يديه وهتف ممازحاً:توكل ياولد سُلطان ماعندي لك زوجة توك قبل ساعات طالع من عندي
دفعه مناف  جانباً ودخل وهو يهتف:قلت لك خلاني آخذ زوجتي رفضت يعني تحمل تحمل
دخل سيّاف بعده وأغلق الباب وهتف بضحكة:ناقص بس تقولها بالصريح بجيب قشي وأسكن عندك
دخل مناف إلى الصاله باحثاً عنها لم يمضي على إرتباطه بها إلا بضع أيام ولكنها فرضت وجودها بحياته بهدوئها ونضوجها رغم سنها الصغير:روح تجهز بعشيك اليوم بِمطعم يحبه قلبك
راقص سيّاف حاجبيه بِلعانه وهو يجلس على الأريكة :شعنده الاخ صاير كريم وعيونه تتلفت يمين يسار
جلس مناف وأبتسم :أحمد ربك باخذك معنا وإلا المفروض تنبثر وحدك هنا
خرجت إليهم من الغُرفة المُجاوره وألقت السلام ومن ثم جلست بِجانب سيّاف رد عليها كلاهُما السلام ومن ثم هتف سيّاف وهو يضع ذراعه خلفها:رميثـي صديقي الصدوق عازمنا على مطعم تبين نروح ولا نكنسل لعيونكِ يا أم دميعه
نظرت إلى مناف نظرة خاطفه ومن ثم تحدثت بهدوء:نطلع ماعندي مشكلة
وقف سيّاف بعد مُوافقتها:أجل بروح آخذ لي شور سريع
توجه إلى غُرفته وبقيت مع مناف تكاد تحبس أنفاسها التي يخطفها بِحضوره ونبرة صوته الدافئه تأملها بصمت تنظر إلى كل شيء عداهُ دائما ما تشتت ناظريها عنـه وقفت مُتعذره بأنها ستذهب إلى غُرفتها لتستعد غادرت من جانبه ودخلت غُرفتها أبتسم لا إرادياً وهو يتذكر لقائها بسيّاف
"قبل بضع أيام"
أتى الصباح وذهب بها إلى أمام المبنى الذي به سيّاف ترددت في النزول من السياره:منـاف خايفه وفرحانه بنفس الوقت
ترجل وتقدم إلى جهتها فتح لها الباب ومد لها كفه:أنزلي بنسويها مفاجاة لـ سيّاف أكيد أنه نايم
لم تمد له كفها ترجلت وهي تزفر أنفاسها أحاسيسها المُتناقضه ..شوق ..زعل..عتاب..فرح..تردد..خوف.. كلها تكاد تخطف أنفاسها تفهم مناف ترددها ورغماً عنها شبك أنامله في أناملها وصعدا معاً إلى شقة سيّاف كان له نسخه من مفاتيح الشقـه فتحها ودخل وهي وقفت أمام الباب:مناف أخاف يصيبه شيء من دخولنا
أبتسم ليُطمنها عاد ووضع ذراعه على كتفها ودخل بها إلى داخل الشقة أغلق الباب وتوجه إلى غُرفة نوم سيّاف فتح الباب ولفحهُما برودة الغُرفة تقدمت بخطوات مستعجله وهي تراه نائم على بطنه وضعت كفها على ثغرها وغرقت عيناها بدموعها كان الله في عون قلبها على شوقها المكبوت لـ أخيها جثت على رُكبتيها أمام وجهه تأملته وزاد بُكائها لتصدر صوتاً مدت كفيها إلى وجهه تتحسسه:سـ...سـيـّ...ــاف
فتح عيناه بذعر أعتدل جالساً وعيناه متوسعه نظر إليها ومازالت مُتنقبه نظر إلى الباب وراى مناف يستند على الباب عاد بنظره إليها فرق شفتيه بصعوبه:ر رمـ..ـيـ..ــث
هزت راسها بـ "أي" لتغرق عيناه هو الاخر بدموعه نزل من سريره وجثى بِجانبها عانق كلاهُما الاخر بشوق وعتاب وأجهش كلاهُما بالبُكاء بصوت مُرتفع:سامحيني ياذكرى أبـوي وأمـي سامحيني ياوحيدة سيّاف
تشبثت به أكثر وهي تُريد الصراخ حتى تنقطع أحبالها الصوتيه:آآآه ضمني ياخـوي لصدرك ونسيني سنين عجاف خاليه بدونك
زاد من عناقه لها بضع ثواني ومن ثم أبعدها قليلاً وأصبح يُقبّل كفيها ورأسها عجز عن وصف مشاعره المكبوتة شوقه لها فاق مسمى الشوق صغيرته التي أعتنى بها مُنذ كان طفلاً كبرت وذاقت مُر الحياة بِمُفردها صد مناف وهو مُتاثراً من حالهُما تكاد تخونه مُقلتيه وتذرف دمعها ليشاركهُما البُكاء فضل الانسحاب وأنتظرهُما في الصاله جلس على أقرب أريكـه بضع دقائق حتى خرجا معاً وقد نزعت نقابها وطرحتها تامل وجهها المُحمر وشعرها المرفوع بِمشبك وتدلى منه خصلات متمرده تقدم سيّاف إليه وهو يحاول إظهار ردت فعل طبيعية:مدري وش أسوي فيك يامناف
وقف مناف وهتف ممازحاً:ضمني مثل ماضميت زوجتي بعديها لك هذي المره واضح كنت تحت تأثير الصدمه
كور يده و ضربه في بطنه بقوّه:من أمس خاطري يبي يمردغك يامناف بس أستحيت من جدك وأبوك بالشركـه
عض على شفته مُتألماً ومن ثم هتف وهو يبعد يده عن بطنه :واضح مازلت تحت تاثير الصدمه ما ألومك ياسيّاف
باغته سيّاف بِعِناق عنيف وهو يضحك:الله يقدرني على رد جمايلك يامناف
"وقتنا الحالي"
أفاق من شروده على رنين هاتفه راى المُتصل عمّه سلمان رد عليه وكان يسأل عن أسامة أخبره أنه عاد إلى منزله أنهى المُكالمة ووقف متوجهاً إلى غُرفة رميث وجد الباب ليس مُغلقاً تردد في الدخول ليس هنالك مانعاً للدخول إليها هي أصبحت زوجته فتح الباب ووجدها قد أرتدت عبائتها وطرحتها في يدها:مناف
دخل وأغلق الباب وتقدم إليها: أبطيتوا علي ومليت وحـدي واضح سيّاف بيطول
أبتسمت بتوتر وخجل تفقد حاسه النطق أمامه تتبخر كلماتها وكأنها أعجمية لا تجيد التحدث بلغته أنبعثت من بين شفتيها تنهيده غير مقصوده رفع يده إلى عُنقه :شسمه هذا أبيكِ بِموضوع
ضيّقت عيناها لوهله وهي تراه يجلس على حافه السرير لا تعلم لِماذا راودتها الشكوك بأنه سيتحدث عن زواجهُما أيعقل أنه سيتحدث عن أنفصالهُما ولما لا وهو تزوجها ليجمعها بأخيها لولاه لبقيت في منزل عمّها ولربما زَوجها بشخصاً ثالث ليكسب المال:أسمعك
أشار لها بأن تجلس بِجانبه وهو يبتسم:ترى ما آكل بشر والله تعالـي يابنت الحلال
ميلت شفتيها بخفوت تقدمت وجلست بِجانبه تفصلهُما عدت سنتيمترات:أسمعك يامناف
حاول إلا يلتصق بها ويُوترها بِقُربه شبك أنامله في بعضها البعض:أسمعينـي يارميث أدري مو وقته الكلام بس الشاهد علي الله أنـي تزوجتك وأنا حاسس براحـه ورضى وأنا عارف إن وسبق لك تجارب زواج مع غيري أبيكِ يارميث تنسين كل مامريتي فيه ولا تطرين زواجكِ السابق لاحد حتى لو كان لـ سيّاف أعتبريني أول شخص أرتبطتي فيـه
أي رجلاً هذا الذي حُضيت به هو الجبر والمواساة الربانية نبرته ماهي إلا طبطبه على قلبها غمرتها في نعيم السعاده:وأهلك يامناف
يُريد الاقتراب وكسر الحواجز بينهُما ولكن لن يتسرع ويفرض نفسه عليها:شفيهم أهلي دام قلت لكِ الموضوع مايخرج حتى لـ سيّاف وهو أقرب شخص لي ولكِ ليه تشيلين هم أهلي
صمتت ليس لديها شيئاً لقوله وقف منـاف وهتف وهو يتوجه الى خارج الغُرفة :بروح أشوف سيّاف
أخذت نفساً عميقاً بعد خروجه لم يكن نفساً عادياً بل كان مُشبع برائحة عطره العودي   
.
"ثائر وليال"
مُنذ أجهضت وهي تُلازم المنزل تغيبت عن جامعتها  وثائر أخذ إجازه يعتني بها لكم هي محظوظه برجلاً مثله غمرها بِحبه وحنانه وإهتمامه تجلس على الاريكـة في الصاله وهو في المطبخ خرج وهو يرتدي مريوله المطبخ تقدم إليها وهتف بِضحكه :ليالـي لي ساعه بالمطبخ وحست الدنيا ولا عرفت أسوي شيء شرايكِ نطلب   
ليال لم تستطيع كتم ضحكتها نزلت من الاريكه وهتفت :مايحتاج حبيبي ندخل المطبخ مع بعض ونسوي عشاء 
هتف برفض وإستعجال وهو يحاول إجلاسها على الاريكه :لااا أقعدي أرتاحي
ميلت ليال شفتيها:ثائر حبيبي والله صرت كويسه وفي الحركه بركه
داعب وجنتها بأنامله ومن ثم طبع قُبّله على وجنتها:أسمعـي الكلام ماعنـدي أغلى منكِ
وقفت على أصابع قدميها وطبعت قُبّلتها الرقيقه:تدري إنـي أحبــك
هز ثائر  راسه نافياً والابتسامة تُزين ثغره:لا ما أدري
رمقته بِطرف عيناها:قدامـي المطبخ وبعدين تعرف كم ليال تحبك
وضع ذراعه على كتفها ومشيا معاً إلى المطبخ ضحكت فور دخولها:حبيبي وش سويت بالمطبخ
شاركها الضحك ومن ثم هتف:كنت أبي أسوي لكِ باستــا أعرفكِ تعشقينها وشفت طريقة عملها بس صعبه
توقفت ليال عن الضحك والتقطت المريوله الاخرى وأرتدتها ومن ثم أعادت رفع شعرها بِمشبك التفتت إليه وبِسعاده:نسويها مع بعـض 
حرك راسه بمعنى "تمام" وبدأ بِمساعدتها بإعدادها وبين الحين والآخر يُشاكسها بأفعاله تاره تضحك وتاره تنهُره بِغضب لطخ وجنتيها بِكريمة الطبخ ومثلت الحنق لترى لهفته على مُراضاتها  قام بِأدخال صينية الباستا إلى المايكرويف والتفت إليها تُغسل وجهها تقدم إليها وسحب لها مناديل منعته من تنشيف وجهها ليهتف بضحكة :لا لا ما أقدر على زعل طفلتي
مازالت تتقن دورها لتهتف ببرود:بروح أنام بالعافية عليك
منعها من الخروج ورفعها إلى فوق رخام الدولاب وهتف بنبره خشنه:مانا أبـو ذياب لو تركتك تزعلين
شهقت ليال ونست تمثيلها:أبـو ذياب!! وش ذا الاسم
رفع ثائر حاجبه صعوداً ونزولاً:أي أبو ذياب يا أم ذياب
وضعت ليال يدها على بطنها ولمعت عيناها:بس ماعدت حامل شكل الولد عرف بالاسم اللي تبي تسميه و
وضع أصبعه السبابه على ثغرها:قدرة ربنا ياروح ثائر والسنين قدامنا بنجيب ذياب وغيره لا يضيق خاطركِ
قَبّلت أصبعه التي على ثغرها ومدت ذراعيها وعانقته بِصمت أبتسم وهتف بِحماس :أثنين و سنه ويكون ثالثنا ذياب
دفعته بِخفه وضحكتها دوت في المطبخ توجه إلى أمام المايكرويف وفتحـه راها لم تنضج بعــد توجه إلى الثلاجة وأخرج منها مشروبات غازيه وهي قفزت بِخفه:بروح أغير ملابسـي وانت أنتبه عليها
بعث لها قُبّله:يلا لا تتأخرين
خرجت من المطبخ وهو بقى يحضر لهُما سلطه أنتهى من تحضيرها وكذلك نضجت الباستا
خرجت ليال من غُرفتهُما وقد غيرت ملابسها وأرتدت بِجامة صوفيه ثقيلة رأته ينتظرها في الصاله والطعام على الطاوله الزجاجية ركضت وجلست بِجانبه مُلاصقه له:الله حبيبي شكلها تفتح النفس 
هتف بجرائته المُعتاده:مافي شيء غيركِ يفتح النـفس
توردت وجنتيها رغم أعتيادها على جرأته المحببه إلى قلبها

رواية"تزوجتكِ يابنت عمّي إجباري ويوم فراقكِ صرتي أنفاسي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن