"الفصل التاسع والاربعون"

20.3K 409 24
                                    

.
"غازي"
بعد أن سلم على جدته ذهب إلى منزل والده بشوقه الجارف إلى والدته و وليفة روحـه وها هو يحتضن والدته ويُقبّل كفيها وقدميها:كيفك ياجنتي
لا شيء يُوصف فرحتها بِقدوم غازي هو إبنهت البكر أول فرحه لها علمت أنه تزوج ولكنها لم تغضب ولم تزعل يكفيها أنه مُرتاح وهي أختياره :بخير يايمـه وين زوجتك ليه ماجبتها معاك
لم يرتوي من عِنقها وتقبيل كفيها:خليكِ من زوجتي يايمـه خليني أرتوي بشوفتكِ وين غزل
في هذه الأثناء نزل تُركي وهتف بترحيب ومن ثم ممازحاً :أرحبوا تراحيب المطر ..غازي ياخوي بعد عن حلوة اللبن أغار عليـها
ضحكت أم غازي وأبتسم غازي ومن هتف بِمُجاكره:طير ياشيخ قال أغار لا تنسه أنا أكبر فرحتها
مد تُركي يده يُصافحه:خليك غازي الثقيل اللي أعرفك
ضغط على يده بِقُوه وحرك حاجبه صعوداً ونزولاً:غازي ثقيل بكل شيء إلا بحبه وشوقه لـ حلوة اللبن و وليفة روحه
تألم تُركي وحاول نزع كفه:لعنبوو من يسلم عليك مره ثانيه فك يدي أحتاجها أمسك يدي زوجتي مُستقبلاً
لم يستطيع غازي كتم ضحكته وكذلك أم غازي أما تُركي كشر في وجهه بعد أن ترك كفه
دعت أم غازي بصوت مسموع:ياجعلني ما أفقدكم
تمتم غازي وتُركي بـ "أمين" عيناه تبحث عن وليفة روحه لم يستطيع الجلوس مع والدته وقلبه وعقله عندها:يمـه بروح أشوف غــزل
حركت راسها بتمام ومن ثم تنهدت بعمق بعد مغادرته من جانبها توجه غازي إلى أمام غُرفة غزل طرق الباب بِخفه وأتاه صوتها الذي يشوبه الحزن:الباب مفتوح
فتح الباب ودخل رآها تجلس على الاريكه الصغيره وتقرأ كتاب:وليفة الروح
نظرت إليه ووضعت الكتاب من يدها لمعت عيناها بِبريق دموعها :ياروح وليفتك
تقدم وأعتدلت هي واقفه ورمت بجسدها بين ذراعيه:أشتقت لك ياغازي وربي أشتقت
أستقبلها بحب وشوق الإخوه مسح على ظهرها:ما أتفقنا كذا ياروح وليفكِ
أبتعدت عنه قليلاً بعد أن أرتوت من حضنه الدافئ:وش أسوي ياوليفـي الشوق مايرحم فاقده وجودك حولينـي
مسح دموعها وقرص وجنتها:لاعاد أشوف دموعكِ رجعت وباخذكِ معـي بإذن الله
أبتسمت بسعاده ومن ثم جلسا معاً وبدا بالأحاديث وأستمرت أحاديثهم ساعات طويله لم يخفي عنها ماحصل معه في إيطاليا وما سبب زواجه من رينام تفاجأت في البدايه بأنه تزوج وأتي مع زوجته فهي لم تجلس مع والدتها ولم تعلم من أحد :والحين وينها زوجتك!!ليه ماجبتها
زفر أنفاسه وهو يتأمل ملامحها الباهتة:تركتها بالفندق
تحدثت بِمراره وواقع:غازي وأنا أختك ماتبيها ليه تزوجتها حرام عليك تظلم نفسك وتظلمها كنت أقعد مع أبوي وأشرح له سوء التفاهم ليه تبي تظلم بنت الناس معاك أنا ماراح أسامحك لو أذيتها
مد يده إلى عُنقه:آفا غــزل تتوقعين أخوك رخمه عشان يظلم بنت الناس أو يمد يده عليها أتفاقي معاها يستمر زواجنا أشهر وأطلقها والوجه للوجه أبيض
أشتاظت غضباً فهي لم تعد تحتمل لتُثرثر بفوضوية:حلوه هذي زواج ورقـي تبي تقنعني إنك بتعيش معاها بنفس الغرفه وماراح تلمسها أو تأذيها بكلامك ياخـوي أصلاً انتوا الرجال كلكم كذا تتزوجون وحده وبقلبكم غيرها
سيستفزها حتى تتحدث بِما تخفيه :وش فيها هو مجرد زواج توقيتي وبعدين بطلقها وأتزوج بنت الحلال اللي تناسبني
أبتسمت بسخرية أيعقل أن يكون أخيها كـ أسامة لم لا وهو من ضمن صنف الرجال:لا تعلن زواجكم ياغازي أرفق فيها وطلقها قبل تعلقها فيك
تباً أنطفى غضبها ولم تبوح بما يزعجها ليهتف بِمكر:بخليها تتعلق فيني كـ عقاب لها وبعدين بطلقها
لو لم يكن أخيها الاكبـر والأقرب إليها لكانت صفعته تباً لصنف الرجال الذي لا يبالون بقلب الأنثى حاولت جاهده إلا تثور به ولكن لا جدوى مازال يتحدث ببرود وقفت وأصبحت تتحرك في غُرفتها لعلها تستطيع التحكم في غضبها قبل أن تنفجر في وجه أخيها
هتف غازي وهو يرى رجفة يديها وشفتيها التي تحاول عضها:لا تشيلين همها هي الاولى تبي زواجنا على ورق
نظرت إليه هتفت بِقهر مكبوت بداخلها:مو على كيفك ياغازي فاهم مو كل أثنى تقبل الاهانه وترضخ للحب مو من حقك تعلقها فيــك وتتركهـا لا تكون حقير مثل أسامة أهانـي وعذبني عشان هديل وبنهايه جاء يبي نفتح صفحه جديده علقني فيه من طفولتي وحب هديل أنجبرت أكون زوجه له بسبب شك أبوك وجدك فيني صبرت ثلاث سنوات عشان أمـي وعمّي سُلطان اللي يعاملني مثل وحده من بناته صبرت عشان كلام الناس اللي دائما يحطون العيب في البنت إذا تطلقت
رباه أمنحني الصبر فوالله أنني أكاد أنفجر غيضاً وحزناً عليها كلماتها كـ سكين حاده تنغرس في أعماقي وقف وأحتضنها وهتف بوعيد:خلاص غـزلي لا تتكلمين عهد علي لأرد له الدين وأخليه يحفى وراكِ ومايلقيكِ
دفعته عنها وقد تضرج وجهها بدموعها:لا تحلف وانت بتسلك دربه مع زوجتك
مسح وجهه بأحد كفيه وهتف برجاء:تكفين غــزل لا تضيقين خاطركِ بموضوع زواجي أوعدكِ ماتلقى مني ضيم كل اللي أبيه طلاقكِ من أسامة لازم الكـل يعرف أنه مايسوى مواطئ رجلكِ ياغـزل
مسحت دموعها بِعنف:الطلاق بيتم لا مُحال بالطيب ولا بالغصب ماعاد لاحد دخل فينـي
هز راسه بتفهم:كل اللي يطيب خاطركِ راح يصير أنا معاكِ ياوليفة الروح
أخذت غزل نفساً عميقاً بعد أن أستعادت برودها:روح جيب زوجتك تونسني عيب تخليها بالفندق وحدها
حك مقدمه جبينه وكأنه تذكر للتو:ترى زوجتي بنت عمّ زوج نوف خويتكِ
بضع ثواني حتى شهقت إيعقل أن تكون رينام التي لطالما سمعت بقصتها من نوف عقلها كان مُشوش مُنذ أخبار:قصـدك رينـام!! خطيبة خالد السابقه
لم يكن يعلم أنها خطيبته بات موضوعها يقلقه ولم يسألها عن سبب هروبها:اي رينام تعرفين وش قصتها
عضت على طرف شفتها وهي تتذكر نــوف كيف سيكون حالها وقد صادف خالد رينـام هي لا تعلم عن موضوعها الكثير ولن تتفوه بشيء أمام أخيها:لا ما أعرف
شك غازي بأنها تكذب:طيب مب مشكلة كلشيء بعرفه وكل اللي يهمني ذي الفتره أنتي وموضوع طلاقك بكرا بلتقي مع مُهاب
تمتمت بـ"طيب" ليهتف غازي:تحتاجين شيء برجع للفندق وبكرا بصباح بجيب زوجتـي
هزت راسها نافيه:سلامتك ياروح وليفتك
قَبّلها في جبينها وخرج من غُرفتها رفعت غزل يديها داعيه له"يارب إذا كانت رينام نصيبه أجمعه فيها على خيـر"
.
"بيت الجد "الساعه 3:20 فجراً
تسهر بِغُرفتها بِمُفردها أصبح روتينها ممل تنام بدايه الليل وتستيقظ أخره تمنت أن تعيش زوجة مناف معهم بنفس المنزل لكم أحبتها وأحبت الجلوس معها خرجت من غُرفتها عازمه الذهاب إلى المطبخ وتحضير كوب قهـوه باتت مُدمنه لها نزلت وقع نظرها على جدها الجالس في الصاله بِمُفرده أكملت خطواتها سريعاً ووقفت خلف الاريكه التي يجلس بها:الله وش الليل الحلو هذا وأبوي بيسهر معاي
تحركت بحيث أصبحت أمامه راته ينظر إلى الفراغ والدمع في عيناه جثت على رُكبتيها أمامه:يبه وش فيك
أنتبه أبو سُلطان لوجودها عندما أحتضنت كفيه المُجعده:ليه صاحيه يابوكِ فيكِ شيء
هزت راسها بـ"لا":مافيني شيء يبه انت اللي وش فيك ليه الدمع بلل رمشك ولحيتك
أشار لها بأن تجلس بجانبه:أقعدي يابنيتي
جلست أرجوان بجانبه وأحتضنت كفه وقَبّلتها:قول وش متعبك يا يبــه ليه أحسك فاقد لك شيء
آه من ألم الماضي الذي فتح له أبوابه أحفاده اليوم:فاقد وليدي الناصر وندمان لانـي ما أستقبلته هو وزوجته مناف وغازي مشوا على دربه وكل واحد جاء هو و زوجتـه خفت أظلمهم مثل ما ظلمت ناصـر
أرجوان ترقرق الدمع في مُقلتيها لذكرى ذلك الرجل العظيم "أبيها" رحمة الله عليه لكم كان حنوناً وأباً يُقتدى به:لا يضيق خاطرك يايبه أبوي الله يرحمـه راح للي أفضل مني ومنك
مد ذراعه وجعله راسها على صدره:ليت الموت أخذنـي وترك ناصر
أستكانت على صدره:يبــه طلبتك لا تجيب طاري الموت ياجعل يومي قبل يومك
تمردت منه دمعه وضاق صدره فوق ضيقته هذه القطعه المُتبقيه من أبنه المُتوفي يجيب عليه تعويضها وتأمين مُستقبلها قبل أن يرحل من هذه الحياة أبتعدت على مضض:يبه بروح أسوي لي قهـوه أكمل السهر معاك
أبتسم أبو سُلطان وهتف:السهر مضر يابوكِ أنا بطلع أصلي وتر
تمتمت بـ"تقبل الله" ومشت بضع خطوات سمعت صوت الارتطام لتلتفت بخوف وترى جدها طريحاً ركضت إليها:يبـــــــــه
جثت على رُكبتيها:يبـــه يبــــه تكفى أصحـى يبــه
عقلها الباطني توقف عن العمل عجزت عن فعل شيء حاولت هزه ولكن لا جدوى خرجت راكضه من المنزل ستذهب إلى الملحق الخاص بالسائق ولكنها تعثرت وقفت رغم تألمها طرق باب الملحق بِقـوّه وقد تضرج وجهها بدموعها :راهـول ...راهـــول ...وجــع راهــول
وكأنه دخل في غيبوبه لا يُجيب عليها ركضت وفتحت باب المنزل ستذهب إلى بيت عمّها سُلطان ولكن قبل أن تخرج تسلط عليها ضوء سياره قادم رفعت كفيها إلى وجهها لتحجب الضوء توقفت السياره مقابل المنزل أبعدت كفيها ورأته يترجل من سيارته عاقد الجبين:أرجــــــوان
نطقت من بين بُكائها وهي تُشير إلى الداخل:أبــوي أبوي طاح م مدري شفيه
دخل سريعاً مُتجاهل وقوفها أمامه لحقت بعده دخل وراه طريحاً جثت على رُكبتيه بجانبه وضع يده بالقرب من أنفه ووجد التنفس عنده بطيء هتفت بخوف:أنـس شفيه أبـوي
حاول رفعه من على الأرض ورفعه على ظهره :تعالي ساعديني نأخذه المُستشفى
مسحت أرجوان دموعها بعشوائية وتقدمت وساعدته بصعوبه خرج أنس وجده محمولاً على ظهره وهي بعده فتحت باب المرتبه الوسطى وضعه بخفه وصعدت هي من الجهه الاخرى ووضعت راس جدها على فخذها أغلق أنـس باب المنزل وعاد إلى سيارته حركها بسرعه جنونية وبين الحين والآخر يلتفت إلى الخلف ويزد من سرعته تجاوز أشارات المرور ولحقت به دورية تطلبه التوقف ولكنه لم يرضخ لهم زاد من سرعته حتى وصل أقرب مُستشفى ترجل سريعاً وفتح الباب وكذلك تبعته الدورية إلى أمام المُستشفى كان يحاول إخراج جده الغائب عن وعيه ترجل رجال الدورية غاضبين منه وعندما لاحظوا إخراجه للرجل الطريح تقدموا لمساعدته حملوه الى الداخل وأرجوان بعدهم وضعوه على النقاله وكان أنـس يصرخ بصوت مُرتفع يستنجد بالأطباء أدخلوه إلى الطوارئ ونظرات المتواجدين على أرجوان التي لم تكن ترتدي إلا بجامة نومها وشعرها مُجدل جديلة طويله ووجهها أحمر مضرج بدموعها هتف أحد رجال الدورية وهو يصد عنها:أستر محرمك ياولد الناس
التفت أنـس وصُعق لم ينتبه لها كان منشغلاً بجده وهي كانت مرعوبه بشكل لا يُوصف تقدم وسحبها عن الأنظار وهمس من بين أسنانه:فضحتينا
دفنت وجهها في صدره وتشبثت بثوبه شعر بثقل جسدها:أرجوان...أرجوان
تأكد أنها غابت عن وعيها رفعها بين ذراعيه وأدخلها إلى الغُرفة المقابله لهم وضعها على السرير بخفه خرج وطلب من المساعدات الدخول ورؤيتها دخلت إليها طبيبه وهو وقف مع رجال أمن الطريق يعتذر إليهم ويشرح ماحدث له عاتبه أحد رجال الأمن ومن ثم تفهموا وضعه وغادروا من المستشفى جلس على أحد الكراسي ينتظر أي خبراً عن جده وعن أرجوان كان الله في عونه غاب أيام وعاد لأجل جـده خرجت الطبيبه من الغُرفة التي بها أرجوان وطمنته أنه مجرد هبوط بالدم وتحتاج إلى العناية أخرج هاتفه من جيبه يجب عليه الاتصال بأحد ليس أبيه خوفاً عليه من أن يُصيبه شيئاً أتصل على أسامة مرتين ولم يُجيب عليه عاود الاتصال مُجدداً حتى رد عليه:السلام عليكم...أسامة ياخوي تقدر تجي لمستشفى الـ.....لا أبوي مافيه شي ...الصراحه جـدي تعب وأخذت وهو الحين بالطوارئ ....طيب أنتظرك
أنهى المُكالمة ووقف قادته أقدامه إلى الغُرفة التي بها أرجوان دخل وتأملها لبضع دقائق الابره الطبيه في يدها اليُسرى وملامحها ساكنه تقدم قليلاً وسرعان ما تراجع للخلف شد شعره للخلف وخرج من الغُرفة تحرك ذهاباً وإياباً حتى خرج الطبيب:دكتور بشـر وشلونه جـدي
هتف الطبيب وهو ينزع كمامته:ربنا ستر طبعاً تعرض لبدايه جلطه وبفضل الله وأسعافكم له تداركنا وضعه وهو لازم يبقى تحت المُراقبه لمده 48ساعه
شكر الطبيب ومن ثم سجد شاكراً لله عجز وجل :لك الحمد يارب عدد خلقك ورضا نفسك
سمع صوت أذان الفجـر توجه إلى دورات المياة ومن ثم خرج إلى المسجد القريب من المستشفى
مرت ساعه حتى أستفاقت أرجوان نزعت الابره من رسغها وتألمت ولكنها لم تهتم تذكرت جدها ونزلت من السرير خرجت من الغُرفة ورات أنـس وأسامة يقفان في نهاية الممر وكل منهُما يسند جسده على الحائط لم تهتم للباسها تقدمت إليهم ونطقت بصوت مُتحشرج:وين أبــوي
نظر إليها أنـس بنظرات نارية وأسامة عقد حاجبيه:وين غطاكِ يابنت الناصر
زمّت أرجوان شفتيها:جاوبوني وين أبـوي وش فيــه
تقدم إليها أنـس وأمسك بِمعصمها وأرجعها إلى الغُرفة التي كانت بها تحت أنظار أسامة المُتعجبه :جدي بالعنايه أنبثري بالغُرفة حتى أجيب لكِ شيء تسترين نفسكِ فيه يمين بالله لو تخرجين لتشوفين شيء مايعجبكِ يابنت العمّ
لم تهتم لتهديده:سالتك بالله يا أنـس لا تكذب علي والله لو صار شيء لجـدي ما أسامحك
أستغفر أنس بصوت مسموع:ماتفهمين أنتي أقول لكِ جدي بخيـر
أمسكت أرجوان بكفه وهتفت بنبره لامست قلبه:تكفى يا أنس خليني أشوفه و أوعدك ماعاد أطلب منك شيء
سحب أنس كفه على مضض:لا تزيدينها علي ماراح نقدر نشوفه حالياً أقعدي هنا حتى أروح أجيب لكِ عبايه
عادت لزمّ شفتيها مُجدداً أما هو صد وخرج من الغُرفة راى نظرات أسامة الحارقة له زفر أنفاسه بهدوء:بروح للبيت أجيب لها عبايه
كزّ على أسنانه وهتف بتسائل:شلون خليتها تجي بعدك وهي بدون غطاء
مسح أنس على ذقنه:لا تشره علي ياخوي ما أنتبهت والله شفت جدي طايح وماعرفت إيش أسـوي
جلس أسامة:طيب روح جيب لها شيء يسترها ولا رجعها معاك البيت
هتف بإستعجال:أعرفها عنيده ماراح ترضي ترجع أتركها هنا وبروح أجيب لها عبايه ومنها أشوف جدتـي ماتدري أن جدي طاح
تمتمت أسامة بـ"طيب طيب"غادر أنـس وبقى أسامة في مكانه وضع رأسه بين كفيـه يعلم أن ما أصاب جده بِسببه هو وغازي اللعين
.
"غازي"
لم يعود إلى الفندق إلا الساعه الـ 5:00فجراً ذهب إلى منزل مُهاب وسهرا معاً دخل المصعد وهو يُفكر بِما عرفه عن حياة أخته سيُذيق أسامة أضعاف ما ذاقته أخته ولن ينسى تلك الهديل ستكون جزءً من إنتقامـه توقف المصعد وخرج منه أخرج من جيبه كرت الجناح وعلبة السجائر التقط واحده وأشعلها وهو يدخل إلى الداخل كان الجناح مُظلم أشعل الأضواء ووقع نظره على تلك النائمه على الاريكه دون غطاء يُغطيها يبدو أنها غفت دون أنتباه فـ هاتفها بيدها تقدم بخطوات هادئه وقف لبضع دقائق يتأملها وينفث دخانه كانت أحد موظفاته واليوم زوجتـه عجباً للأيام والأقدار أطفى سجارته في باطن كفه وعيناه مازالت تتأمل ملامحها الساكنه أقتحمت حياته بكذبـه لتتحول هذه الكذبه إلى حقيقه هي الان زوجتـه قانونياً قذف فتات السجاره من يده وحنى بجسده قليلاً:بنت أصحـي ..رينام
فتحت أحدى عيناها ونطقت بِنبره تُغلفها أثار النعاس :هممم وش تبـي
أستقام في وقفته:صحصحي بكلمكِ
وضعت كفها على ثغرها وهي تتثاءب:بعدين بعدين نتكلم
تقدم وأمسكها من عضديها وجعلها تجلس رغماً عنها:مو أنا اللي تقولين له بعدين الوقت اللي أبي أكلمكِ فيه تسمعين لي فاهمـه
مازالت تُغمض عيناها النوم مُسيطر عليها لم تنم مُنذ فتره صلت فجـر وبقيت في الصاله تقرأ وردها من هاتفها هتفت ببحتها الناعسه:غازي احنا مب في الشركة عشان تفرض سيطرتك علي بالشركة موظفه عندك أما الحين لا
حرك راسـه بيأس لا جدوى من الحديث معها الآن وضع إحدى يداه خلف راسها والأخرى تحت ساقيها ورفعها بين ذراعيه توجه بها إلى الغُرفة التي تنام بها وضعها على السرير بخفه ومن ثم سحب المفرش الأبيض وغطى جسدها خرج من الغُرفه وعاد إلى حيث كانت مُستلقيه أستلقى مكانها والتقط هاتفها تأمله قليلاً ووضعه في جيبه أخرج علبه السجاره وعاد للتدخين بشراهه
.
علم الجميع بِوضع أبو سُلطان وقدم إلى المُستشفى سُلطان وسلمان و والدتهُما
هتف سُلطان بتسائل:أبـوي وينه وش صار عليه يا أنس
وقف أسامة من على الكُرسي وتقدم إلى والده حاول تقبيل راسه ولكنه منعه وعاد للحديث مع أنـس:أنطق ياولد
أستغرب أنـس من تصرف أبيه:تحت المُراقبه ماكان له لزوم تجون ممنوع الزياره
هتف أسامة بعد صد وجفاء أبيه:بمشي عملي لا تنسه تتصل فيني يا أنـس
تمتم أنـس بـ"طيب" أما سُلطان راقب إبنه حتى غادر من أمامه لن يكن مُتساهلاً معه إن ثبت ما أخبرهم به غازي سيستفرد بِغزل ويعرف الحقيقه منها
جلست أم سُلطان بِتعب على أحد الكراسي:وينـها بنت الناصـر
تذكـر تلك النائمه في القسم الاخر عاد بعد أن جلب لها عبائتها ووجدها نائمه وضع العبائه جانبها وخرج هتف وهو يحك حاجبه:بالقسم الثاني
بتّر جملته عندما تقدمت إليهم أرجوان تمشي بِلهفه وهتفت بنبره مبحوحه:يمــه وين أبوي
تقدم إليها سلمان و أحتضنها:كيف صرتـي
همست أرجوان بصوت مُنخفض:تمام مافيني شيء أبـوي وش صار عليه
أبعدها سلمان عن حضنه قليلاً:أبـوي بخير وأضح إنكِ تعبانه خليني أرجعكِ للبيت ولما يصحى أبوي تجينه
هزت راسها بِرفض وهي تتوجه وتجلس بجانب جدتها:مانيب راجعه إلا مع أبـوي
هتف سُلطان بأمر:أرجعـي البيت وشلو تبقين هنا أنـس ماراح يقصر وش يقعدكِ بقسم الرجال
زمّت أرجوان شفتيها تحت نقابها وهتفت بِعناد: بقعد مع أنـس مانيب رايحه مكان
جلس سلمان بِجانبها وبتفهم:فاهمين خوفكِ على أبوي بس لو صحى وعرف إنكِ مُرهقه نفسكِ بيزعل
لا إرادياً نظرت إلى أنس بِنظرات راجيه لعله يتفهمها ويجعلها تبقى مع جدها ولكنـه صد عنها هتفت أم سُلطان بعد صمت حفيدتها:أتركوها تسوي اللي تبي وأنا أمكم رجعوني البيت ضاق صدري من ريحة المُعقمات
هتف سُلطان:أنا برجعها البيت وانت ياسلمان أسبق للشركة معانا اليوم صفقة مهمه
تمتم سلمان بـ"طيب" ومن ثم غادر تحدث سُلطان مع أنس قليلاً ومن ثم غادر هو و والدته بقت أرجوان تنظر إلى أناملها التي في حضنها هتف أنس بنبره مُنخفضه لكنها حاده:متى تتركين عنادكِ عاجبكِ جلوسكِ بالمستشفى قدام الجاي والرايح وبدون فائده
رفعت نظرها إليها بِبُرود:ماراح أرد عليك اللي فيني مُكفيني
سند ظهره على الحائط وبِسخرية:وش اللي فيكِ علميني
صمتت قليلاً ومن ثم هتفت بِتغيير للموضوع:روح أطلب لي قهوه وبعدين أدفع لك حقها
هتف أنس بِسُخريه وهو يُجاريها:أوامر ثانيه يابنت العم وش تبين جنب القهوه
أبتسمت ولاحظ إبتسامتها من عيناها الفاتنه:اممم اي شيء جوعانه والله
رباه كيف لهذه العينان أن تأسره وتجعله يرضخ ويذهب لجلب الطعام لها توسعت إبتسامتها وهي تراه يذهب من جانبها بقت تتأمل الماره سرير يذهب وسرير يأتي أطباء يتركضون وأعين تهمر دمعها لفت نظرها بُكاء امرأتين واحده منهنّ تبكي بشده وتُلطم صدرها قادها فضولها للتقدم منهنّ سمعت أحاديثهنّ وترقرق الدمع في عيناها هي أيضاً جربت فقد الأب والأم وهاتين الامرأتان فقدنّ أبيهنّ اي مواساة ستتلقاها هاتين الامرأتان ليطيب جُرح فقدهنّ غادرت من جانبهنّ ومشت في الممر دون وجهه مُحدده صدمت بِكتفها بِشخص دون قصد وتألمت:أســفـه
مشت بعد أن أعتذرت تُريد الاختلاء بِنفسها وتفريغ حزنها وبُكائها المكتوم رات دورة المياه الخاصه بالنساء دخلتها وقفت أمام المغاسل نزعت نقابها وطرحتها وغسلت وجهها مرات عديده
أما أنـس عاد إلى حيث تركها وبيده كوب عصير مانجو والقليل من المُعجنات لم يجدها نطق وهو يتلفت يميناً ويساراً :يارب صبرك وين راحت ذي
وضع مافي يده على أحد مقاعد الانتظار وظل يبحث عنها حتى أنه خرج إلى خارج المُستشفى ولم يجدها عاد إلى الداخل وهو يتواعد بها لمحها تمشي بالممر كان الله في عونها من غضبه وخوفه عليها تقدم وأمسكها من معصمها:ناويه تسببين لي جلطه
ليست بِمزاج جيد لمُناقشته اي كلمه أخر منه ستنفجر باكيـه :أسفه ماعاد بكررها بس أترك يدي عورتني والله
ترك معصمها بعد نبرتها الشبه الباكيه والتي لامست قلبـه وجعلت غضبه منها يُخمد :أمشي قدامـي دامنـي ماسك أعصابي عنكِ
مشت أمامه بطواعيـه أخذ نفساً عميقاً وتبعها إلى القسم المُرقد به جدهُما رفع حاجبه عندما لم يجد الطعام الذي أحضرها لها على المقعد يبدو أن عمال النظافة رفعوه:عجبكِ يالبزر جيت أدور عليكِ وحطيت أكلكِ هنا والواضح شالوه عمال النظافه
جلست وكتفت ذراعيها وهتفت بِنبره هادئة:مشكور ماعاد أبــي شيء
صبراً جميل والله المُستعان أكان ينقصه عنادها ووجودها معـه صد عنها حتى لا يتحدث معها مجدداً
.
مرت الساعات سريعاً لتختفي أشعه الشمس ويحل الليل مُعلناً عن إرتباط شخصان بِعقداً شرعـي نفذ وعده وهاهـي أصبحت زوجته بعد تمام عقد قرانهُما ولم يكن هنالك أحد غريب غير عائلتهم كان الجميع يتبادل أطراف الحديث وضع عبدالعزيز فنجان القهوه وهتف:عمّي جسار أبــي أشوف زوجتي
وقف أخيها مالك وهتف بِمجاملة:بروح أناديها لك
رفع عبدالعزيز حاجبه فنبرته لم تعجبـه لايهم أن لم يكن الجميع راضي بهذا الزواج لديه هدف واحد ولن يتراجع مُتحمساً لرؤيتها وأستفزازها أنتظر حتى عاد مالك وهو عاقد الحاجبين:تعال معـي
وقف عبدالعزيز بِهيبته وغروره ليهتف أحد أبناء عمته بِنبره ذات مغزى:ماكنت الظن أن النصيب بيجمعك مع ملاك على العموم موفق وزواج الدهر
أبتسم بِسُخرية يفهم نظرات الجميع له وكيف أرتبط بِفتاة تتقمص دور شاب تحت مُسمى "بويه"لم يلاحظ الجميع ما لاحظه هو خرج من المجلس بعد مالك الذي أدخله إلى أحد الغُرفة:أنتظرها دقيقه وأجيبها لك
جلس عبدالعزيز وهو يداعب سبحته ويترقب دخولها على أحر من الجمر دقائق حتى دخلت ترتدي فُستان قصير باللون الأبيض توضع بعض الرتوش على وجهها الملاكـي روج باللون الأحمر الصارخ وشعرها القصير الصبياني المُرتب جعلها في عيناه أجمل من قبل مشت قليلاً ومن ثم توقفت أستغرب وقوفها وأنحنائها للاسفل وسرعان مارفع حاجبه وهو يراها تنزع الكعب وتقذفه بعيداً وقف وتقدم إليها:مين قدكِ ياملاك صرتي حَرم عبدالعزيز بن سالم
راته يقترب ويعدم المسافه بينهُما دفعته قليلاً وجلست على أحد الأرائك بِملل من هذه العادات والتقاليد أجبرتها عمّتها على التزين ولبس هذا الفُستان أبتسم عبدالعزيز وجلس بجانبها مُلاصقاً لها وبِمكر حتى يُنفذ خطته :الحين مين لاعب عليكِ إنكِ بنت وخلاكِ تلبسين فستان ياليت غيرتي قبل تدخلين علـي مايناسبكِ تلبسين ملابس بنات والشكل صبيانـي
حفرت أظافرها في باطن كفها:دامك تشوفني صبيانيه ليه تزوجتني
رائحة عطرها الخُمري أثمله لا ينكر بأن ملامحها العاديه فاتنـه ليست بذلك الجمال ولكنها تمتلك ملامح تجبرك على تأملها:فيكِ تقولي مزاج وأحتاج صديق يخاويني ومافي أحسن منكِ
أبتعدت من جانبه وجلست بالاريكة الأخرى مُقابلاً له وهتفت بِسُخرية:ضحكتني ياعـز
حرك سبحته التي في في يده وهتف بِجمّود:صرتي حَرم عبدالعزيز خرجه من البيت ممنوع بدون علمـي تقطعين علاقتكِ بخوياتكِ عبايه كتف ما أبي نقاب وتلبسينه
رفعت حاجبه بغضب:لا والله ناقص بس تقول نفس لا تتنفسين بدون علمـي تزوجتني وانت عارف بطبعـي ومُلزم تتحملني
رمقها عبدالعزيز بِنظرات مُتفحصه وهو مُتعمد:إذا كنتي أنثى كنت مُلزم أتحملكِ بس انتي شايفه نفسكِ ولـد وتقدرين تتحملين كل شيء مثل الرجال
كلماته أصابت قلبها وأدمته لم ينتقدها شخص قبل لا أبيها ولا أخوتها التزمت الصمت وعيناها تنظر إلى أناملها التي في حجرها رسم عبدالعزيز طيف إبتسامة وهو يرى صمتها وعدم النظر إليه وقف وهتف بنفس نبرته القاسيه والتي لا يتحدث بها إلا معها:أنتهى وقتنا أنا رايح أطمن على شــوق ومن اليوم حتى يتم عرسنا لا تفكرين تطلعين بدون علمـي
تباً لكم يا صنف الرجال المُتحجرين وقفت وتقدمت إليه دون تخطيط مُسبق وهي تشتمه في سرها يتحدث عن شوق أمامها دون مُراعاة ستجعله يندم على إرتباطه بها وقفت على أصابع قدميها وطوقت عُنقه:شــوق تدري إنك خنتها وتزوجت غيرها اليوم
لم يتوقع هذه الحركة منـها مازال يحتفظ بِجمّوده وهو يترقبها مالذي ستفعله:أي تدري ولولا تعبها كان حضرت الملكة وباركت لنا
أبتسمت بِمكر وهي تضع قُبّلتها على عُنقـه ومن ثم على ياقه ثوبه الأبيض بحيث تضرج بِأحمر شفتيها أبتعدت وهي ترى ملامحه هادئه ولم يُبدي أي ردت فعل هتفت بِبِرود وكأنها لم تُقدم على خطوه جريئة:رد دين ياعـز لا تنسه انت أول من بديت
فهم مقصدها وما حدث بينهُما في المُستشفى ولكن لا بأس ماهو منها مرحباً به:حلو تصافينـي والأيام بيننا لدرجة راح تعجزين عن رد الدين ياملاك
كتفت ذراعيها أمامه دون مُبالاه:توكل شوقك أكيد تكون تنتظرك ولا تخاف كل دين برده لك
كم تبدو لذيذه وهي تدعي إلا مُبالاه خرج من الغُرفة وأخرج هاتفه وأتصل بِوالده مُتعذراً لا يجب عليه الدخول وهو يعلم إن أحمر الشفاه قد لطخ ثوبه فهذا عيباً بِحقهُما هي تعمدت هذا ضناً منها إن شوق زوجته صعد سيارته وتحرك إلى منزلهم لتغيير ملابسه والذهاب إلى شوق حقاً
.
في نفس المنطقة وتحديداً في أحد الفنادق تجلس على سرير إبيها بِجانبه مصحفها بيدها وتقرأ عليه سوره البقرة وعيناها تذرف الدمع أصبح في الايام الاخيره يُنازع الموت في أي لحظه مُدركة أنه سيُفارق الحياة وتبقى وحيده بين ضجيج هذه الحياة تلمست كفيه المُتجمده وكأن الدم توقف عن التدفق لتصبح بارده سمعت صوت طرقات الباب وضعت المصحف ونزلت من السرير و توجهت إلى أمام الباب:ميــن
توسعت أحداقها وخفق قلبها عندما أتاها صوته :أنا وليــد
يالله ما الذي أتى بـه إليها مجدداً لم تمنع نفسها من فتح الباب لـه لتتعانق العيون عيناها التي تحمل له البرود والحقد وعيناه العاشقه والمُحبه لتأمل ملامحها:وش جابك ياوليد
شعور جميل وهو يتأمل بطنها الذي بدأ بالبروز لكم أشتاق إليها أظمائه الفراق ورواه اللقاء:جابنـي الشوق لكِ ياعروق قلبـي
رفعت شوق حاجبها بِسُخرية:صدقتك قول اللي عندك والله معاك مالك وجود بحياتي ياوليد
زفر أنفاسه وكل مايُريده عِناقها والاقتصاص من الايام الخاليه منـها لم يعشق أنثى كما عشقها لم يتمنى قرب أنثى كما تمنى قُربها:أدحري الشيطان أنا رجعت من أجلكِ ياشوقـي أقتصي منـي بالطريقة اللي تبين غير الهجر ياعروق قلبـي
تنهدت وهي تتأمله تغير عن أخر مره راته بها:ولـيـد مافي شيء يجمعني فيك لا تتعب نفسك
مد وليد يده ولمس بطنها:غلطانه ياشوق اللي ببطنكِ يجمعني فيكِ
لاحظت أنها أطالت الوقوف أمام الباب ولم تسمح له بالدخول تراجعت بضع خطوات حتى تُغلق الباب:مافي شيء راح يجمعنا ياوليد الخاطر مايبيك وحتى اللي ببطني مايبيك
أعترض إغلاقها للباب ليشعر بأحد يسحبه بقوّه ويثبته على الحائط بعينان مُحمرتان وعروق بارزه:مين انت وش تسوي قدام جناح أهلـي
فتحت شوق الباب على وسعه عندما سمعت صوت أخيها عبدالعزيز ورأته يُثبت وليد وأحد ذراعيه على عُنقه يكاد يخنقه:عـز ياخوي أتركه هذا وليد زوجـي
التفت إليها ومن ثم إلى وليد أبعد ذراعه عن عُنقه وبإعتذار:أعذرني يالنسيب على سوء الفهم
عدل وليد ياقه قميصه الأسود وقلبه يتراقص فرحاً لقولها"هذا وليد زوجـي"مد كفه يُصافح عبدالعزيز :حصل خيـر يالنسيب
هتف عبدالعزيز وهو يشد على كفهُ:خلونا ندخل ياجماعة الخير
سبقتهم إلى الداخل هي أنضج و أوعى من أن تكون أنثى شاكيه ومُتذمره تندب حظها أمام أخيها ستنهي علاقتها بِوليد دون تدخل أفراد أسرتها ماحدث بينهُما وطريقة زواجهُما ستكون سراً مدفوناً لا يعلمه أحد غيرهُما و أبيها وتلك الصديقة الحبيبة "رينام" دخل وليد وعبدالعزيز تسلل إلى مسامعهُما صوتها وهي تُنادي على أبيها مشى عبدالعزيز بخطوات مُستعجله ولحقه وليد:وش صار!!
التفتت إلى عبدالعزيز:مدري شفيه جسمـه ثلج ومايرد علي
تقدم وليد من السرير وثنى رُكبتيه وهو يتحسس نبضه لم يشعر بأي نبضه وجسده مُتجمد يصعب عليه قول الاحتمال الذي باغته أمام هذه التي على وشك الانهيار وهي تفرك كفه بين كفيها لعل بُرودته تخف هتف عبدالعزيز بعد أن لاحظ نظرات وليد:خلونا ناخذه المُستشفى
نزلت شوق من السرير وهي تحاول عدم الانهيار والبُكاء رغم لمعت عيناها :اي تكفى عـز خلينا نروح نطمن عليه أبوي ماراح يصير له شيء
دخلت الى غُرفتها وجلبت عبائتها ارتدتها سريعاً ونقابها بِعشوائية
أعتدل وليد واقفاً وتقدم عبدالعزيز ورفعوه بِمساعدة بعض أخذه إلى المُستشفى بسيارة عبدالعزيز وأدخلوه إلى الطوارئ تتحرك أمام الغُرفة بخوف وقلق وعيناها تذرف الدمع بِسخاء أمسكها وليد من عضديها وأجلسها على أحد كراسي الانتظار وجلس مُقابلاً لها ممسك بكفيها:خلي إيمانكِ بالله قوي ياشــوق مهما صار
ضغطت على كفيـه:ونعم بالله بس قلبي مايقوى على فراقه ياوليد
عبدالعزيز الواقف بعيداً عنهُما ويسند جسده على الحائط كان الله في عونكِ ياشوق فهو ذهب إلى من هو أرحم مننا أدرك مُفارقته للحياة مُنذ كانا في الفندق فجسده أصبح ثقيلاً ثقل الموت مرت نصف ساعه ليخرج الاطباء بوجوه مُكدره لا تُبشر بالخيـر وقفت سريعاً وهتفت بِغُصه :بشروا الله يخليكم كيف صار أبـوي
هتف أحد الاطباء وهو ينزع كمامته:الإعمار بيد الخالق أبـوكِ يطلبكِ الحل
صرخت صرخة دوت في أرجاء المُستشفى"يــبـــــه" دخلت الغُرفة ورات الطبيبه تُغطيه بالغطاء الأبيض منعتها وأحتضنته وبأنهيار :يــبـــــــــــه آآآآآآآآه يــــبــــــه آآآآآه
دخل بعدها وليد وعبدالعزيز وكل واحد منهُما يبتلع غصته حاول وليد إبعادها عن جثمان فيصل : قوي قلبكِ ياشــوق وإدعي له بالرحمه
رغم إيمانها بالله عز وجل إلا إنها في هذه اللحظه ضعفت أمام لحظه الفقد جزعت بصوت عالـي وهي تدفن وجهها في صدره :يــــبــه يــــبـــه الله يخليك لا تتركنـــي يبــــه
"ما أقسى الفراق وما أقسى فراق الأب ليت الأقدار تكتب لنا الرحيل قبل رحيل الأب"
دخل طبيب وأمر الطبيبه بان تحقنها بالابره لتفعل كما طلب منها حاولت شوق المقاومه وهي تتعلق بذراع وليــد بدأت بفقد وعيها تدريجياً وتهمس بهمس مؤلم:يبــ..ـه خذ..نـي...لا...تمـ...ـوت ...يبــ ..ـه
رفعها وليد بين ذراعيه وأخذها إلى أحد الغُرف أما عبدالعزيز مسح دمعته المُتمرده ما الذي قدمـه فيصل لها حتى تجزع وتبكـي وهي تعلم بأنه ليس بأبيها الحقيقي تقدم منه وغطى وجهه وأصبح يدعي له بالرحمـه لقد وعده بأن يأتي بأبنـه المفقود لكم بحث عنـه ولكم ذهب لبيت خالـه لِمعرفة اي دار أيتام وضعه بـه ولكنه لم يجد خالـه كان أبناءه يتعذرون بأنه مسافر فارق الحياة قبل أن يلتقي بأبنـه عسى اللقاء يكون في جنات النعيـم وكان الله في عون شــوق خرج من الغُرفة سيقوم بالإجراءات حتى يتم الدفن

رواية"تزوجتكِ يابنت عمّي إجباري ويوم فراقكِ صرتي أنفاسي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن