ميلت هديل شفتيها بِخفوت :اممم إن كان قلت لك قلبي عارف أنت بحاله وإن كان قلت لك عمري عمري قصير وأنا أبيك تعيش
قاطعها غازي بحزم:هديل الموت لا عاد تطرينه وإلا صدقيني ماعاد بتصل لك
ترقرق الدمع في مُقلتيها بعد أن أنهاء المُكالمة هتفت بِهمس:قفل الخط بوجهي
عادت نيارا بعد بضع دقائق ورأتها تبكي تنهدت بِضيق:ديلو روحـي لا تبكين غازي وراكان سافروا عشان يشوفوا لكِ على مُتبرع ليه تتعبين نفسكِ أكثر
ردت هديل بِصوت مُتحشرج مُتعب: مرتين لقوا لي مُتبرع والأنسجة ما تطابقت لمتى يعنـي خلاص أنا راضيه بقدري متى غازي يفهم إني تعبت من المُستشفيات
عضت نيارا على طرف شفتها تمنع دموعها من النزول :ديلو وانتي متى تفهمين أن غازي مستعد يسوي أي شيء عشان تتعافين لا تضيقين خاطركِ وخاطره
يصعب عليها أن تأخذ نفساً عميقاً تلك النغزات تجعل روحها تنتزع هتفت بألم:يحاول يوضح لي أنه بخير وروحه مُتعبه يسهر جنبي ساعات ويرجع يراقب رينام ساعات يعرف مكانها ويراقبها لا هو اللي قادر يخطي لها ولا هو اللي قادر يبتعد عنـها
نيارا هي حقا لا تعلم ماهي المُشكله بينهم كل ما تعرفه أن رينام أنفصلت عن غــازي أختها لا تُشارك أحداً أسرارها:هذي الفتره أنسي كل شيء أنتبهي لصحتكِ وبعدها كل شيء بيزين انتي تتعافين ورينام وغازي ينهوا الخلاف اللي بينهم
تسلل إلى مسامعهنّ صوت جرس الشقه وقفت نيارا وتوجهت إلى أمام الباب:مين
أتاها صوتاً رجولياً:المعذره طال عمركِ أنا بدر سكرتير الاستاذ غازي وصل له ظرف للشركة وهو قال أي شيء يوصل له أوصله لبيته
هتفت نيارا:طيب أخوي دخله من تحت الباب
فعل كما طلبت منه التقطت نيارا الظرف وتوجهت إلى هديل وهي تفتحه بِفضول بعد أن لاحظت الجملة المكتوبه بخط يد"عذاب السنين يمحيه توقيعك":ياساتـر وش ذي الجملة المُلغمه
هتفت هديل بأستغراب:وش قصدكِ!!وش ذا اللي تفتحينه
هتفت نيارا بعد أنه فتحت الظرف وأخرجت الورقه:ظرف وصل لهتلركِ تعرفيني فضوليه وزاد فضولي بعد الجمله عذاب السنين يمحيه توقيعك
توسعت أحداقها وهي ترى محتوى الورقه والتي لم تكن سوء ورقه طلب طلاق:دعـوه طلاق رينام تبي تخلع غازي
أعتدلت هديل وملامح الدهشه مُرتسمه على ملامحها. الشاحبه:تمزحيـن!!
مدت لها الورقه:والله ما أمزح شوفـي وأضح الاخت صامله تبي فراقه
صُدمت هديل حقاً وترقرق الدمع في مُقلتيها وهتفت في سرها"غازي مستحيل يتحمل عذابه راح يزيد بِفراق رينام ":بروح لها لازم تفهم أنها نصيب غازي
عقدت نيارا حاجبيها بشده:ديلو صرت أشك إنكِ مُختله تراها ضرتكِ شريكتكِ بغازي
نظرت هديل إلى الورقة بِنظرات عميقه ومن ثم نظرت إلى نيارا:أي مُختله أبــي سعادته تكون مع رينام أبيهم يكونوا ضماد بعض
هتفت نيارا بِقهر واضـح:هتلر لعب بِعقلكِ وصايره تشوفين سعادته مع غيركِ تغيرتي ياهديل
أبتسمت هديل بحزن سكن ملامحها:غازي غيرني فعلاً الحياه معاه غيـر ليت النصيب جمعني فيه من البدايـه ضيعت سنين عمري بعصيان ربـي وبطريق غلط لازم أرد له الجميل وبروح أشوف رينام
شدت نيارا شعرها للخلف وزفرت أنفاسها ورات هديل تُوضع كفها المُرتجفه على صدرها مكان قلبها وعادت وأستلقت بِتعب جلست على رُكبتيها بِجانبها:شفتي نتيجة إنفعالكِ خلاص لا عاد تتعبين نفسكِ
أغمضت هديل عيناها بتعب:سامـي يعرف وين شقة رينام لازم أكلمه يوديني لها
هتفت نيارا بِهدوء:مين سامي!!
هتفت هديل وهي تفتح عيناها الدامعـه:اللي يجيب لي الأغراض غازي قبل يسافر طلب منه ينتبه لـ رينام
مدت نيارا كفها الى وجه هديل ومسحت دمعه تدحرجت:تأمرين أمر أنتي الحين أهدي ولا تجهدين نفسكِ غازي وراكان سفرهم مطول والجلسات ماراح تبدأ إلا بعد حضور غازي في معانا وقت نروح لها طيب
تمتمت هديل بـ"طيب"روحها مُتعبه وأفكارها مُشتته
.
أوقف سيارته أمام منزله عندما لمح سيارة نواف تتوقف قبله فتح الزجاج وهتف بِصوت عالي:وش عنـدك موقف سيارتك عند بيتي
ترجل نواف وهو يبتسم له ويتقدم منـه:الناس تسلم أول مو تحاسب بدال ماتقول لي أقلط حياك جاي تسأل
ترجل خالد وهتف وهو يرفع حاجبه ويُصافحه :جيتك ما تطمن ليه ما عطيتني خبر
مثل نواف الجديه بنبرته وملامحه:جيت آخذ تؤامـي
عقد خالد حاجبيه وهو يهتف بدهشه:تأخذها!!ليش عسى ماشـر
ضحك نواف بِقهقهه وهتف:اي جيت آخذها نبي نكرر طلعاتنا قبل ولا تشيل هم ماراح تطلع الشمس إلا وقد رجعتها لك بطلب منك الأذن قبل أكلمها ماتدري إني جيتها
لم يُحبذ خالد الأمر ولكنه هتف بِهدوء:أبشر بدخل أكلمها
عاد خالد إلى سيارته ونواف أبعد سيارته حتى يستطيع خالد الدخول بسيارته دخل خالد إلى داخل المنزل وكالعادة وجد والدته ونوف في صالة الجلوس تقدم منهنّ وقبّل راس والدته:نوف نواف ينتظركِ خارج
عقدت نوف حاجبيها بإستغراب:نواف!!غريبه توه أتصل فيني قبل نص ساعه ماقال أنه بيجي
هتف خالد وهو يصعد:يقول تطلعون تسهرون وتكررون طلعاتكم قبل
وقفت نوف ولحقته بِحماس بعد أن ودعت عمتها بِقُبله على راسها :الله من زمان عنها حبيبي انت موافق
كتم غيرته في صدره هو عاد من عمله حتى يسهر معها كـ الليالي السابقه وهي الان تُريد الخروج مع أخيها هتف وهو يفتح الجناح:براحتكِ
دخلت بعده وركضت حتى أصبحت مُقابل له عانقته ورفعت جسدها وغزت تقاسيم وجهه بِقُبّلاتها:لبى قلبه حبيب وروح نوف
قُبّلاتها لم تُحرك به ساكن ولم يُبادلها ولم يتفوه بِكلمه أبتعدت عنه بِبطء وتوجهت إلى الشماعه والتقطت عبائتها ونقابها وأرتدتهم سريعاً فوق لابسها العادي وهو التقط منشفته ونزع قميصه وضع لها نقود على الكوميدينه:خذي اللي تحتاجينه
نظرت إليه يعطيها ظهره ويدخل دورة المياة مابه لماذا هو بارداً معها اليوم عضت على طرف شفتيها بِحيره خرجت من الجناح ولم تأخذ النقود نزلت سريعاً وخرجت إلى نواف عانقته بشده:أشتقت لك يادوب
ضحك نواف وهتف:أشوا مافي أحد وإلا كان فشلتينا يادفشه يلا خلينا نمشي ياتؤامـي
أبتسم تحت نقابها وصعدت سيارته
خرج خالد من دورة المياه وهو يلف المنشفه حول جزئه السفلي ويُنشف شعره بالقطعه الاخرى لمح النقود موضعه على ما وضعها هو قذف المنشفه الصغيره من يده وزفر أنفاسه بِضيق ومن ثم قذف جسده إلى السرير راسه وظهره على السرير وساقيه مُتدليه إلى الأرض أغمض عيناه لِبضع ثوانـي وسرعان ما فتحها عندما أستلقت بِجانبه ووضعت راسها على صدره العاري:نوف
تمتمت بـ"عيونها" وهي تُرخي راسها على صدره أكثر شدها إليه بِرفق:غريبه مارحتي مع نواف
أبتسمت نوف وهتفت:أروح وروحي ماهوب بِراضي
زفر خالد أنفاسه وهتف بِهمس:مين قال إني مب راضي
أعتدلت بِجلستها وهتفت وهي تُميل شفتيها:تصرفاتك قالت لي معقول يمر يوم بدون ما تقول سمرائي الماكره
أبتسم خالد وهتف وهو يعيدها إليه:لا تلوميني ياسمرائـي أحسب الوقت حتى أرجـع ويجـي أقربهم لقلبكِ ويأخذكِ
ضحكت نوف وهتفت بدلع تجيده:محد قريب من القلب غيرك كلهم أغراب إلا انت ساكن القلب
عجباً تشعل غيرته وتُطفئها بِنفسها تجذبه إليها بكل أحوالها وبكل ثانيه تثبت له أنها المُنتصره الوحيده في كل المعارك
.
"نرجع للمخيم"
بعد صلاة الظهر غادر مشعل ومعه عمته نوره وقرر الجميع المكوث ثلاثه أيام أخرى وبعد صلاة العصر ركب الجميع الدبابات وقضوا يوماً سعيداً والآن يسهرن ّالفتيات في خيمتهنّ وبيد كل واحده فنجان قهوه وأحاديثهنّ المُختلفه المليئة بالمرح والاستمتاع
كان الجميع مُلاحظ ملامح غزل المُرتويه والفرحـه التي تشع من عيناها العسليـه كانت أسرار تُحاول مُجاراتهنّ بالحديث ولكنها تعجز تتوجع بين الحين والآخر
لاحظت غزل الجالسه بِجانبها حركاتها وآهاتها المُنخفضه:عميمه فيكِ شي تبين تدخلين المُخيم
هتفت بصوت مُنخفض:قومـي نمشي شوي أحس بوجـع خفيف
تمتمت غزل بـ"أبشري"ووقفت معها:بنمشي شوي ونرجـع لكم
هتفت أريج ممازحه وهي تُراقص حاجبيها :لا تبعدون عنا في سباع تتصيد الحوامل والمرافقات
ضحكنّ الفتيات وهتفت أسرار بغيض:هين يا أم لسان خلي لافي يجي على الدنيا وأخليه يربيكِ وتروك يسحب عليكِ
أرجعت أريج خصلات شعرها المُتمرده للخلف وهتفت بِثقه وجرأه:الناس كلها ممكن تسحب علي إلا حبيبي تــروك
ضحكنّ الفتيات وياسمين توسعت أحداقها:أريـج وجــع أستحـي وربي بعلم أبوي ياقليله الأدب ضحكت
أريج وهتفت بالامُبالاه:ياروحي يا ياسو أبوي ما أستحي منـه قبل يومين ناشبه له يسفرني أدرس مع تروك
قذفتها ياسمين بِفنجانها الفاضي وضحك الجميع وخرجت أسرار وغزل أكملنّ الفتيات مزحهنّ ولعبهنّ
أبتعدت أسرار وغزل عن المُخيم بِقليل وهتفت غزل بِهدوء:عميمه تدرين وين أسامة
هتفت أسرار وهي تزفر أنفاسها بالتدريج:لا وش عرفنـي هو زوجكِ المفروض تعرفين أنتي
هتفت غزل بِتلاعب:للاسف حظر رقمـي حاولت أتواصل معاه أبي أسافر له
نظرت إليها بِطرف عيناها:وش عرفكِ أنه مسافر أحتمال موجود ويتنفس نفس هواكِ
ضحكت غــزل وهتفت بِعفويه:الحين صار يتنفس نفس هواي وقلبي أرتوى من جديد ياعميمه
صمتت حتى تستوعب ما تفوهت به غزل: مافهمت
عضت غزل على شفتها تحت نقابها تمنع ضحكتها :افا عميمه معقول مافهمتي أسامة رجـع بالصباح وتكلمنا وفيكِ تقولي طاح الحطب ورجعت القمر لسمائها
عجزت أسرار عن تصديقها لوهله:غزل إن كان مزح
قاطعتها غزل بِحلفان:لا والله ياعميمه ماهو مزح بالفجر بعد ماطلعت من الخيمة جاء وتكلمنا
شعرت بِصدقها من حلفها تراقص قلبها فرحاً لـ ذلك القريب من قلبها ولكنها هتفت بشك:مُتاكده إنكِ مستعده ترجعين لـه بعد كل اللي صار بينكم
إلى متى سَتظل تُجاوب على هذا السؤال إلا يعلم الجميع أنها راضيه كُل الرضى هو الروح المُتممه لروحها هو أمانها وهو دوائها:أي مُتاكده كل دروبي توديني له ياعميمه كنت أقول الفراق هو الأنسب لنا وقلبي يقول مالكِ مفر منه هو نصيبكِ وهو قدركِ المكتوب أعشقه ياعميمه رغم جروحه اللي سببها لي أعشقه بكل عيوبه بكل محاسنه
شعرت أسرار بِرغبه عارمـه للبُكاء وهي تتذكر لقائها به قبل سفره:قبل مايسافر جانـي وهو ضايق الصدر والدمع على طرف الرمش قال كنت أقول لها حضني لك مفتوح وقت تتوه دروبك ماتدري أن دروبي تأهت قبل تتوه دروبها
كلماته الحزينه تُدمـي قلبها هتفت غزل وهي تُحاول التحكم بِنبرتها:آه ياعميمه مهما تاهت دُروبنا مالنا إلا بعض تنازلت عن كل شيء لأجل الحُب اللي بقلبي لـه تدرين ياعميمه محد سكن الفؤاد إلا مُعذبه
هتفت أسرار بِما يُورقها:انتي شلون عرفتي أن أسامة عقيم وكيف طاوعكِ قلبكِ تجرحينـه بِكلامكِ
خجلت غزل من نفسها كثيراً أتعبته بِكلماتها:ماراح أخفي عنـكِ صح أنا غلطت وقتها بـس روحي كانت مُتعبه والله ....كنت خايفه أحمل منه ويكون بيننا طفل يجبرني أرجع له رحت سويت فحوصات عند خويتي وطلعت سليمه ومافي أي عائق للحمل وقالت أحتمال العوائق عند زوجكِ ولازم فحوصات عشان نتأكد ....أهملت الموضوع فتره وكنت أشوف أصراره ومحاولته عشان أرجع له جاني لمكان عمـلي وجرح يده وخذيت عينه دم له رغم أن الدم مايعطي نتائج مؤكده ...تجاهلت الموضوع ويوم جاء بزواج غازي ماقدرت أمسك نفسي ياعميمه كنت أدور أي حل عشان يريحني ويريح قلبه وقلت كلامـي وانا مب مُتاكده منه أبداً وقتها قلت راح يطلقني هو عزيز نفس وماهو من اللي يرخص كرامته عشان حُب ..ماهقيت أن كلامـي راح يتحقق ياعميمه
أجهشت أسرار بالبُكاء وشعرت بِنغزات أسفل بطنها جعلتها تجلس ببطء جلست غزل بِجانبها بِقلق:عميمه فيكِ شيء
زادت أوجاعها ولم تستطيع التحمل أكثر:آآه غــزل نادي أمـي
أحتضنت كُتوفها حتى تُساعدها على الوقوف:حاولي توقفي نرجع المُخيم
وقفت اسرار بِمساعدة غزل وألمها يزيد بين الحين والاخر رجعنّ إلى قريب المُخيمات بِقليل هتفت غزل بِقلق:عميمه شكلكِ بتولدين بنادي لزوجكِ
أخرجت أسرار هاتفها من جيب فروتها وأتصلت عليه وسرعان مارد عليها:هلا
هتفت أسرار بنبره باكيه:عزام تعال أنا قريب من المُخيمات
أغلق الخط وهي جلست ونزعت نقابها وتعض على شفتيها
بضع دقائق حتى أتى إليهنّ عزام:وش صار
هتفت غزل بِأستعجال:فيها أوجاع شكلها بتولد
أبتلع عزام ريقه بِصعوبه وهتف ببلاهه:شلون يعني
تفهمت غزل موقفه:يابو لافي عمتي شكلها بتولد شغل سيارتك وخلينا نرجـع
نظر إليها وأنشطر قلبه على دموعها ركض ناحيه سيارته وشغلها وقربها منهنّ ترجل وفتح باب المرتبه الوسطى ومن ثم رفع أسرار بين ذراعيه ووضعها
خرج سلمان من المُخيم وتوجه إليهم:وش صاير
دخلت غزل إلى جانب عمتها وعزام هتف وهو يصعد :أسرار شوي تعبانه بنسبقكم أحنا الظاهر أن الطلق جاها
حوقل سلمان وهتف:يلا بعدكم بروح أعطيهم خبر أنتبه للطريق الله يسعدك
تمتم عزام بـ"طيب" وأنطلق وعاد سلمان وأخبر الجميع قلق الجميع عليها هتف سلمان:خلونا نرجع الحين ونلحق عزام
هتف أبو سُلطان بِتعقل:الطريق في الليل مب أمنه بلحق أنا وسلطان وعبدالله وانت ياسلمان أجلس مع البنات وبصباح تلحقونا
تمتم سلمان بـ"طيب" وخرج أبو سُلطان وأبنائه سلطان وعبدالله خرجت أم سُلطان وهي ترتدي عبائتها:رجلي على رجلكم يابو سُلطان
هتف عبدالله:أبشري يمـه وينها زوجتي خليها تجي معنا
خرجت أم غازي وقد أرتدت نقابها:يلا على بركة الله
صعدوا سيارة عبدالله وهو الذي يقودها
تعكر الوضع في خيمة الفتيات وهتفت أمـل بضيق :أسكتوا الله يأخذ شياطينكم بتصل على حمد ونلحقهم وش نقعد نسوي هنا
هتفت رميث بِهدوء:كلمت مناف يقول بصباح نلحقهم
التقطت أمل طرحتها ولفتها حول شعرها وخرجت من المُخيم وأتصلت بِحمد وسرعان ما خرج إليها:في شيء ياغرامـي
هتفت أمل بضيق:حمد خلينا نلحقهم
ضمها إلى صدره وهتف :تراها راح تولد وش ذا التعقيد والخوف بصباح نلحقهم ولافي يستقبلكِ أمام المُستشفى
ضربت صدره بِرفق:مو وقت مزحك يامزيونـي جد الوضوع يوتر هي قالت باقي أسبوعين وأكثر
هتف حمد بِضحكه:لافي مستعجل وش عليكِ أنتي يقول بلحق عرس أنس وأرجوان
دفعته أمل بغيض وحاولت الرجوع للمُخيم أمسك معصمها بِرفق وشد عليه:تعالي معـي دقايق في موضوع مهم لازم تعرفينه
عقدت أمل حاجبيها ومشت بعده إلى حيث سيارته فتحها وجعلها تصعد وهو بعدها:وش موضوعك يالدكتور المروق
أزاح حمد طرحتها عن شعرها وخلل كفه:ولهان والشوق أتعبنـي
أقشعر جسدها وتضرجت وجنتيها بِحُمرة خجلها عضت على شفتها ولم تتفوه بِكلمه
ابتسم حمد وهتف بِهمس:خلي راسكِ يرتاح على صدري لعل وعسى القلب يهدأ
زفرت أنفاسها المضطربة وفعلت كما طلب منها جلست في حُجره ووضعت راسها بالقرب من كتفه وعُنقه وهمست:أشتقت للنوم على صدرك لا تبعدني عنك حتى أرتوي
تمتم بـ"سمي" وهو يُغمض عيناه وينعم كلاهُما بِقُرب الاخر
.
"سياره عزام"
كان مُتوتر وهو يسمع صوت بُكائها وصراخها ويزيد من سرعة سيارته غزل لم تكن بحال أفضل منه ولكنها هتفت بِهدوء:يابو لافي خفف من سرعتك ماراح يصير شيء
التقط عُلبه المناديل وأخرج منها ومسح وجهه:طيب طيب
صرخت أسرار صرخة أفزعت كلاهُما ألم المخاض لا يُطاق ولا يُرحم:آآآآه ياربي
توقف عزام بدون سابق إنذار والتفت إليهنّ:وش صار
هتفت غزل وهي تمسح وجه عمتها المُتصبب عرقه:كمل سواقتك لا توقف يابو لافي
شغل سيارته مجدداً وزاد من سرعته هتفت أسرار بأنفاس مُتقطعه:غـ..زل ولـ..ـدي بأمانتـ..ـك لو ....صـ..ـار لي شيء
عزام أحمرت عيناه وخفق قلبه بشده توصيتها أسقطته في بحـر لن ينجو منه ولو كان سباحاً ماهراً أيا قلباً تمتلك حتى تتفوه بهذه الكلمات لِيقبض الله روحهُ قبل روحها سمع كلمات غــزل التي أثلجت صدره المُشتعل:بسم الله عليكِ ياعميمه ماراح يصيبكِ مكروه وراح تضمي لافي لصدركِ
ألم بعد ألم وروحاً تكاد تُنتزع قبل أن تلد أصبح تفكيرها مُنحصر حول طفلها وتلك الآلام تزداد:عزام بموت من الوجـع
هتف عزام بضيق وصراخها أصبح يُشتت تفكيره ويكاد يجعله يفقد القدره على القيادة:هدي يانور عتمتي راح نوصل
هتفت غزل وهي تكبح دموعها من النزول:ماراح يصيبكِ شيء ياعميمه قربنا نوصل
شد عزام على مقود السياره وزاد من سرعته مرت الساعه والساعتين حتى وصلوا أوقف سيارته أمام أول مُستشفى صادفه وترجل سريعاً وفتح بابها وأخرجها همس لها بِضعف وهو يركض:قاومـي عشان عزامكِ لا يضيع بعدكِ
هتفت أسراربأنفاس مُتقطعه:حلفـ..ـتك بالله إذا صار وفارقـ..ـت الحيـ..ـاه ولـ..ـدي ما تهتـ..ـم فيه إلا غـ..ـزل
رباه رباه أعنه حتى يضعها على السرير قبل أن يَسقط أرضاً من كلماتها التي تخترق ثنايا روحه ركضنّ إليه المُساعدات ووضعها على السرير قبّل جبينها قبل أن يدخلوها إلى قسم الولاده:روحي وقلبي معاكِ يانور عتمتي
أدخلوها وهو ذهب إلى الاستقبال وسجل أسمها والمعلومات الشخصيه ومن ثم عاد راى غزل تجلس بقلق وتوتر وتفرك أناملها سند جسده على الحائط وعيناه مُحمره تكاد تخرج من محاجرها خرجت الطبيبه بعد نصف ساعه وهتفت بِأستعجال :وين زوج أسرار
تقدم منها عزام:انا وش صار يادكتوره
هتفت الطبيبه بِمهنيه:أستاذ زوجتك تعسرت ولادتها ولازم عملية روح للاستقبال ووقع على الموافقه
تجمد الدم في عُروقه شعر بروحـه تنتزع وحملاً ثقيلاً وضع على ظهره هتف بصوت هامس "اللهم إني أستودعتك نور عتمتي":يعني لازم العمليه
هتفت غزل بتفهم لخوفه وقلقه :يابو لافي لازم توقع تقول الولاده تعسرت
تمتم عزام بـ"طيب" و توجه إلى الاستقبال وأخذ الورقه تأمل مكان التوقيع تردد لوهله وسرعان ماهتفت المساعده:أستعجل أخوي وقع
نظر إليها ومن ثم إلى الورقه كتم أنفاسه ووقع سريعاً وهو يتذكر قوله تعالى"قُل لَّن يُصِيبَنَآ إِلَّا مَا كَتَبَ ٱللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَىٰنَا ۚ وَعَلَى ٱللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ ٱلْمُؤْمِنُونَ"عاد وجلس بِكراسي الانتظار وهو يدعي لها مرت نصف ساعه وهو بِحاله يُرثى لها تفكيره مُنحصر حول نور عتمته زفر أنفاسه ووقف مجدداً أصبح يتحرك ذهاباً وإياباً
ليغرس الله الطمئنانية في قلبه وإلا سَيفقد عقله إنتظاره هنا لا يُجدي سَيذهب للبحث عن المُصلى سوف يُصلي حتى يهدأ قلبه:إذا صار شيء يا أم ناصر أتصلي علي
تمتمت غزل بـ"طيب"أما عزام ذهب إلى دورة المياة ومن ثم دخل المُصلى كان الوحيد الموجود في المُصلى رفع كفيه داعياً باكياً خاشاً قلبه لا يحتمل أن يُفارق من كانت له النور لم ينتبه للوقت ظل يدعي ويدعي ودموعه تنهمر أمام خالقه أمام من تخضع له العباد وترتجيه رن هاتفه أخرجه من جيبه وكان عبدالله رد عليه وأرسل له موقع المُستشفى ومن ثم كفكف دموعه وأستجمع نفسه وذهب إلى قسم الولاده تعجب من عدم وجود غزل فُتح باب العمليات وخرجت طبيبتان تقدم إليهنّ:دكتوره كيفها زوجتي
مشت أحداهنّ والأخرى نظرت إليه بحزن:عظم الله أجرك يا أستاذ
عقله لم يستوعب ما تتفوه به هذه الطبيبه حتى لمح مُساعدتين يدفعن السرير وتحت تلك الشراشف البيضاء جسداً مُغطى أيعقل أن يكون جسد نور عتمته حلقه أصبح كـ صحراء قاحله أيعقل أن تُفارقه تلك الحبيبة حاول وحاول إبتلاع ريقه الجاف ولكنه عجز:تكـذبـون نور عتمتي وينها
هتفت الطبيبه:تأخرتوا ومالحقنا عليها ولا على الجنين عظم الله أجركم
صعباً عليه تصديق ماحدث محبوبتـه أمنيته مُنذ زمن بعيد غادرته تركته في مُنتصف الطريق بِمُفرده غادر من جانبهم والدمع مُعلق في طرف أهدابه لم يعد يرى أمامه أصطدم بأحد المارين ومشى دون أن يعتذر حتماً أستطاع الوصول إلى الخارج وإستنشاق ذرات الأكسجين التي شعر بِلهيبها وأدرك من خلالها أنه بات يتيماً مجدداً وصل إلى أمام سيارته وسند جسده المُرتجف رباه مُتممة الروح فارقته أي إمتحان هذا أي مواساة سَتُهون عليه مرت الدقائق بِبطء شديد وكأنها دهوراً طويله إنها البدايه فقط رن هاتفه تجاهله مره ومرتين وعندما رن للمره الثالثه أخرجه وراى المُتصل نور عتمته قرأ الأسم أكثر من مره ومن ثم رد وكانت غزل:أبو لافي وين رحت أم لافي صحت وتسأل عنك
أغلق الخط في وجهها وتوسعت أحداقه وأنهمرت دموعه غير مُصدق ماحدث سجد لربه مُطولاً باكياً حامداً شاكراً وقف ودخل بِخطوات مُستعجله وراى نفس الطبيبه التي أخبرته أن زوجته توفت تقدم إليها وهو ناوي توبيخها على ما سببته له:قبل تعطين أخبار كاذبه تأكدي منـها مو كل الناس ممكن تسكت لكِ يا دكتوره
تراجعت بضع خطوات بتوتر:وش فيك مُتهجم علي
أخذ عزام نفساً عميقاً وهو يُود تحطيم فكها:قبل شوي سالتكِ كيف زوجتي وتقولين توفت
هتفت بأعتذار:أسـفه أخوي غلط صار بدون قصد أول ماشفتك حسبتك زوج مشاعل خصوصاً إنك سألت ووقت مشيت جاء زوج مشاعل
كور كفه وهو يُحاول كبح غضبه ومشى من جانبها أتصل مجدداً على غزل وأخذ رقم الجناح الذي هنّ به وقف أمام الجناح أخذ نفساً عميقاً وطرق الباب بضع ثواني حتى فتحت له غــزل:المعذره يابو لافي مالقيتك وقت أخرجوا عمتي من العمليات وحجزت جناح
أبتسم بِهدوء وهو مُتلهف للدخول ورؤيت نور عتمته:مشكوره يا أم ناصر
لاحظت غزل لهفته أبتسمت تحت نقابها وخرجت:بروح أشوف لافي
تمتم بـ"طيب" ودخل وأغلق الباب تقدم بِخطوات مُتلهفه لتلك المُستلقيه على السرير وقف يتأملها بعينان لامعه:الحمدلله على سلامتكِ يانور عتمتي
فتحت عيناها بِتعب واضح وحركت شفتيها:الله يسلمك ياروح عتمتك وين كنت شفت إبننا
لا تعلم ماحدث له ماحدث له كان أشبه بِنزع الروح حنى جسده ووضع قُبّله طويله على جبينها هتف بِنبره مُتحشرجه:باقي ماشفته
شعرت بشيء خفيف سقط على جبينها وتدحرج ببطء هتفت بِنبره مُتعبه:عزامـي ليه تبكي!!
أنبعثت من بين شفتيه تنهيده عميقه:فرحان بسلامتكِ يانور عتمة ليالي عزامك
أبتسمت بِتعب وهي تتأمل صفائح وجهه القريبه من وجهها :أفرح ياجعل مايفرح غيرك بس لا تذرف الدمع تراها تجرح نور عتمتك
أبتلاه الله في حُبها حتى باتت مُتممة روحـه تامُل ملامحها عن قُرب نوع من أنواع العافيه الآن شعر بأن روحه رُدت إليه جلس بِجانبها وأحتضن كفها ورفعه إلى ثغره لِيطبع قُبّلاته:عسى روح عزام تنتزع قبل تجرحكِ دموعه أو هو يجرحكِ
كلماته أغرقت عيناها بِمائها المالح لِتهتف :للحظات حسيت الموت يقترب منـي تمنيت قبل أدخل العمليات تحضني للمره الاخيره
هتف عزام وهو يمد كفه ويُلامس وجنتها:لا عاد تجيبين طاري الموت عزام بدونكِ ولا شيء
تمتمت بـ"طيب"وهتفت بِلهفه:أبي أشوف لافي وأضمه لصدري
أبتسم عزام فحقاً لم يُفكر به للآن كان تفكيره مُنحصر على نور عتمته:بروح أجيبه وتضمينه لصدرك
وقف وتوجه إلى خارج الغُرفة وعند فتحه الباب صادف مجيء غزل وبين كفيها إبنه:جبت لكم لافـي تشوفونه
تأمله قليلاً ومن ثم طلب منها أن تدخل وتضعه بِنفسها بين كفين أسرار دخلت وهتفت بِفرحه:عميمه شوفي مين جبت لكِ
نظرت أسرار إليه وشعرت بالعجز لأنها لا تستطيع الجلوس وأن تاخذه من بين كفيها وتضمه إلى صدرها بسبب جرح عمليتها الحديث:قربيه ياغزل أبي أبوسه وأشم ريحتـه
أبتسمت غزل تحت نقابها وقربته من وجهها قبّلته أسرار وعيناها تلمع ومن ثم هتفت:مره صغيـر
هتفت غزل وهي تضعه بين كفين عزام:اي مره نتفـه بس يجنن
أبتلع عزام ريقه وهو يتأمله موضوع بين كفيه يشعر بأنه سوف يسقط رفعه وقرب شفتيه من مسامعه وأصبح يُردد الأذان وبعد الانتهاء وضعه بِجانب أسرار رن هاتفه أخرجه وراى المُتصل عبدالله رد عليه وخرج من الغُرفة لِيستقبلهم
رفعت غزل نقابها بعد خروج عزام وهتفت:عميمه شوفيـه مره يشبه عزامكِ
ميلت أسرار شفتيها بِخفوت:قاعده تقزين بزوجـي ياللي ما تستحين هين حسابكِ لما أشوف روح عسولته
وضعت غزل كفها على صدرها:لبى قلبـه وش رايكِ تتصلين فيـه يجي يشوفكِ ويشوف لافي
نظرت أسرار إليها بطرف عيناها:واضح قصدكِ مررره
ضحكت غزل وأخرجت هاتف أسرار من حقيبتها التقطت صوره لـ لافي وأرسلتها لـ أسامة الذي كان مُتصلاً لم يرد عليها بـ رساله بل أتصل بها ردت غزل وهتفت قبله:سمائي شفت الشيخ لافـي نور دنيتنا
صمت قليلاً يستوعب ومن ثم هتف بنبره مبحوحه:محد منور دنيتي غيركِ ياغـزلـي
توردت وجنتيها وأولت عمتها ظهرها وهتفت بِمُراوغه:شسمه هذا أي أسم المُستشفى الـ.... برسل لك الموقع لا تتأخر عسولتك تبي تشوفك
على الطرف الاخر ضحك أسامة بِقهقهه:بجيكم بعد الظهر عشان أشوفكِ وأرتوي وإلا عسولتي و ورعها لاحق عليهم
تمتمت بـ"طيب"وأغلقت الخط ومن ثم التفتت إلى عمّتها عندما هتفت:عسولتك تبي تشوفك هاا!!ليه ما تقولين أنا المُشتاقه لك
نفخت غزل وجنتيها وهتفت بِمُشاكسه وهي تأخذ لافي :عميمه يقولون توكِ مسويه عمليه أهجدي
أبتسمت أسرار وهي ترى غزل تُقبّل لافي ودعت في سرها أن يرزق الله غزل وأسامة بطفل عما قريب
دخلت أم سُلطان وأم غازي ومن ثم دخل أبو سُلطان وأبنائه وعزام لم يدخل إحتراماً لـ أم غازي سلم عليها الجميع وباركوا لها
.
حل الصباح سريعاً ومن في البر جمعوا أمتعتهم إستعداداً للرجوع مشى ثائر ومناف قبلهم أخذ أنس أمل جانباً وهتف بِترجـي:مولتـي تكفين أقنعـي أرجوان تركب معـي أنتي وياها
هتفت أمل وهي تُضيّق عيناها:واضـح تمزح معاي صح!!
رفع أنس حاجبه وهتف بِجديّه:لا والله ما أمزح أقنعيها ولكِ مني اللي تبين
مشت أمل من جانبه وهي تهتف:تحلم ياولد أبـوي أنا بمشي مع مزيوني وهي مع عمو سلمانـي
زفرأنس أنفاسه بِضيق:وقت عنادكِ ياموله وش الحل كيف بخليها تجـي معـي
فكر قليلاً وهو يتحرك أمام سيارة عمّه سلمان تذكر أرجوان عندما أفسدت إطارات سيارته لِما لا يفعل هذا بسيارة عمّه سلمان أبتسم لأفكاره المُراهقه راى عمّه سلمان يتقدم إليه:يلا مشينا ياولد سُلطان
هتف أنـس بِمُراوغه:عمّي بسوق سيارتك وانت سوق سيارتي
عقد سلمان حاجبيه بإستغراب:وليه طيب
هتف أنس بِكذب:في كثبان وأخاف سيارتك تِغرز بين الرمل
رفع سلمان حاجبه وقد بدا الأمر يتضح له:طيب خذها والبنات معي بسيارتك
هل الحب جعله سخيف حتى يختلق هذه الأعذار ماذا حدث له مسح على صفائح وجهه وهتف:كنت أمزح معاك ياعمّ كل واحد يأخذ سيارته سيارتي غاليه أخاف تخربها
كور سلمان كفه وضربه في بطنه:مقصدك كان واضح ياولد سُلطان امعصي بنت الناصر جت معي وبترجع معـي
تألم قليلاً وحاول تشتيت نظراته عن عمّه شعر بالإحراج منه بات مفضوحا أمام الجميع:آفا ياعمّ هذا ضنك فيني
أشار سلمان إلى سيارة أنس:أقول أقصر الهرج ياولد سُلطان وتوكل قبلي بنوصل للبيت أول وبعدين نرجع نمر على أسرار بالمُستشفى
خلل أنس أنامله بين كثافة شعره وتوجه إلى جانب سيارة حمد والذي كان يرمقه ويبتسم:شفت شفت ياولد عمّي الايام دواره كنت تمنعني آخذ غـرامـي والحين عمّي سلمان ردها لك
حوقل أنس بصوت مسموع وتجاهله وصعد سيارته وهو حقاً مُنزعج تأملهنّ وهنّ يصعدنّ سيارة عمّه سلمان وهي تمشي الأخيره بِخطواتها الناعسه المُحببه إلى قلبه تعمد أصدار صوتاً من سيارته حتى تلتفت إليه وحقاً التفتت ووقعت عيناها في عيناه تعدل مزاجـه وارتوى قلبه وأنتعشت روحـه أبتسم لها ومن ثم غمـز راى أحداقها التي توسعت وخطواتها المُستعجله ودخولها سيارة عمّه سلمان حرك سيارته ولحق بهم والابتسامة لم تُفارقه سَيستعجلهم حتى يتم عقد قرانهُما مُتلهفاً لها مُتلهفاً للحظة القُرب للحظه التي تُصبح زوجته وحلالـه ملكه فقط
.
بعد صلاة الظهر غادر أبو سُلطان وأبنائه سُلطان وعبدالله وزوجته من المُستشفى عائدين الى منازلهم وبقت غزل وأم سُلطان بِجانب أسرار هتفت غزل وهي ترتدي نقابها :بخرج أشوف كافي أشتري لي قهوه تبين شيء ياجده
هتفت أم سُلطان وهي تتأمل إبنتها النائمه المُرهقه:لا يايمـه لا تبطين علي
تمتمت غزل بـ"طيب" وخرجت توجهت إلى كافي المُستشفى بالأسفل طلبت لها قهوه بارده وجلست بأحد المقاعد تشرب قهوتها وتتأمل الماره لعلها تلمح أسامة يدخل ولكنه تأخر قال أنه سيأتي ولم يأتي تباً لِهذا القلب المُتلهف والذي ضعف أمام سطوة الحُب باتت تكره الدقائق التي تمر وهي بعيده عنه عهداً أنها عندما تُصبح بالقرب منه مجدداً سَتُعوض كل اللحظات التي عاشتها بعيده عنـه كانت غارقه بالتفكير فجأه أندفع الأدرنالين في عُروقها عندما وضع أحدهم كفه على كتفها من الخلف وأفزعها كانت سوف تصرخ ولكن نبره مُحببه إلى قلبها أطفئت كل شيء:بسم الله عليكِ ياغـزلـي
عضت غزل على طرف شفتها وهتفت بِنبره مُنخفضه:طيحت قلبي ياسمائي
أعتدل أسامه ووقف مقابلاً لها كان بيده باقة ورد كبيره وكيس أبيض سحب له كُرسي وجلس وضع باقة الورد على الطاوله ومد كفه وأحتضن كفها:بسم الله عليكِ وعلى قلبكِ ياروح سمائكِ
شدت غزل على كفه الذي يحتضن كفها وأبتسمت تحت نقابها وهتفت بِعاطفة فياضة:أشتقت أسمع كل حرف منك مثل ما أشتقت لحضنك والنوم على صدرك أشتقت لغزلك بعيوني وحسني مثل ما أشتقت نقعد بالسطح
رفع اسامة كفها إلى ثغره وطبع قُبّله ولم يُعير المُتواجدين أي إهتمام هتف وهو يبتسم لها:قريب نعوض كل لحظه مرت بدون بعض ياغـزلـي الشوق عظيم والليالي راح تكون طويله
حمداً لله أنها تراجعت في الوقت الصح وإلا لكانت عانت طيلة حياتها بعيده عنه عن من يُغرقها في بحور حُبه وعاطفته هتفت بعد تأمل طال :شكلك مانمت ليه السواد متوسم تحت عيونك
هتف أسامة بتعمد حتى تعرف كما عانى بدونها وسحب ورده بيضاء ومدها لها:وشلون ما تبين السواد يتوسم حياتي وغزلي فارقتني لا هي ولا حُضنها يِستقبلوني وقت ضعفي
زمّت غزل شفتيها تحت نقابها بِوجـع وأخذت الورده منه:صارحني وش سبب صداعك وأخذك أدويه
تمتم بـ"مافيني شيء" ومن ثم هتف وهو يقف وياخذ الورد والكيس:خلينا نروح نشوف عسولتي و حقتها الورع
حتماً سَتعرف مابه وماذا يخفي عنها وقفت معه وأخذت كوب قهوتها وسرعان ما أخذها من كفها وشرب منـها هتفت:يمديك تطلب غيرها ليه تشرب من حقتي
لو أنه ليس في مكان عام لكان وضع ذراعه على خصرها النحيل وهمس لها بِما يُريد:الشيء المُشترك معاكِ له لذّه
شبكت أناملها الصغيره بين أنامله وأكملوا خطواتهم إلى أمام الغُرفة فتحت غزل الباب ودخلوا وكان هنالك ممر صغير مؤدي إلى الغُرفه حاوط خصرها بأحد ذراعيه وقربها إليه و وضع قُبّلتين عميقتين على العينين وهمس بنبره تعشقها:أدركتُ أن الأسر بين جيوش العينين أسراً ليس له مفر
رفعت غزل جسدها أكثر وكررت فعلته وقَبّلت عيناه:إن كنت أسير الرمش يا سمائي أنا أسيرة الأحرف لا تبخل علي بِعذّب كلامك
أفزعهُما صوت جدتهُما الساخر:على حد علمـي في وحده طلبت الطلاق والحين أشوفها مُلتصقه فيه
أرخى ذراعه وهي أبتعدت سريعاً عنه والتفتت إلى جدتها بِخجل وأضح تقدم أسامة من جدته وهي تجاهلته وعادت إلى جانب أسرار لحق بها:آفا يا مُنيرتي آفا يا أم أبوي تتجاهلينـي وأنا جيت عشانكِ
جلست على الكُرسي وهي حنقه منه بسبب غيابه الطويل:ما أعرفك الدرب اللي جيت منه تدله جاي عقب الغياب جاي بعد ما وجعت قلب حفيدتي
نظر أسامه إلى عمته النائمه وضع باقه الورد وكذلك الكيس بِجانبها ومن ثم جلس على رُكبتيه أمام جدته أحتضن كفيها المُتجعده وقبّلها:حفيدتكِ سامحتني باقي أنتي يا قلب أسامة
نزعت أم سُلطان كفيها بِعنف:ولد نوره مستحيل يتغير وما يستاهل السماح أن كان حفيدتي سامحتك أنا ماراح أسامحك جرحتني قبل تجرح حفيدتي
تنهد أسامة وهتف بضيق:أراضيكِ حتى تنسين الزعل والجرح أهون عليكِ يا مُنيرتي
نظرت أم سُلطان إلى غزل الواقفه والتي لاحظت نظراتها المُرتجيه لها بأن تسامحه:عشانها فقط بسامحك إياني وإياك أسمع إنك جرحتها أو خليت أمك السوسه تجرحها وخالقي لو لاحظت الذبول حولينها لأحرمك منها
أبتسم أسامة وقاطعها:مُنيرتي لا تحلفين هي بعيوني قبل توصيني وهي ساكنه بين القلب وعروقه
زفرت غزل أنفاسها بِراحه وهي تسمع كلامه وقف أسامة وتوجه إلى أسرار حنى بجسده وقبّل راسها:عسولتي أصحي ياكسوله
هتفت أم سُلطان:لا تزعجها توهم عطوها مهدئ خذ زوجتك وروحوا شوفوا لافي
نظر إلى غزل بِتردد غُصه أستقرت في حُنجرته فهمت غزل نظراته هتفت بِهدوء:يلا تعال نشوفه مررره صغير وكيوت
مشى بعدها وهـو يبتلع جمرات وليس ريقاً هو مؤمن بِقضاء الله وقدره ولكن شعور أنه يُريد أن يُصبح أباً يزيد عليه يُريد أن يحتضن طفلاً أو طفله أن يسبق أسمه أسم إبناً أو إبنه شعر بأناملها تحتضن أنامله قبل دخولهم الحضانه أكملوا خطواتهم وأستقبلتهم المسؤوله عن الحضانه والتي سبق وعرفت غزل توجهوا إلى السرير الصغير الذي به لافي تأمله بعينان لامعه ومشاعر أبويه جياشه رفعته غزل بين كفيها:أمسكه ضمه لصدرك ياسمائي
أنت تقرأ
رواية"تزوجتكِ يابنت عمّي إجباري ويوم فراقكِ صرتي أنفاسي
Romantizm•روايتي هي بطولة جماعيه لأكثر من شخصية ولكن الأهم "القمر وسمائها" • بطلتنا التي مُنذ أن كانت طفلة طلبت من أبن عمّها أن يكون هو سمائها وتكون هي قمره حتى تنتمي إليه فقط كبرت وأرتبطت به وتغير كُل شيء حتى أصبحت تتمنى أنها بالصغر لم تتفوه بـتلك الكلمات...