"الفصل التاسع "

25.1K 509 5
                                    

أقتربت من جناحهُما وسمعت حديثهُما توسعت أحداقها وأنبعثت شهقة من بين شفتيها رفعت يديها لكتم بكائها من هول الحقيقه التي سمعتها عادت إلى ادراجها قبيل أغلقت غرفتها والتقطت هاتفها للإتصال بأسامة لم يُجيب عليها ولكنها عاودت الإتصال به مره تلو الاخرى ليرد عليها بصوته الناعس : يازفت وشتبين
نطقت بعدم إستيعاب:أسامة أبوي تبرأ من اخوي ناصر
نهض من سريره بفزع:وشوووووو متأكده
أسرار ببكاء:أيوه سمعته يقول لامي ولدك أعتبريه مات وراح يعلن وفاته قدام كل العائله
بلع ريقه بصعوبه:لا شكلك تهلوسين مستحيل جدي يسويها
أسرار:تكفى أسامة خلينا نخرج من البيت ونروح عنده أبغى أشوفه تكفى
أسامة :كيف تبين نشوفه وما نعرف وينه
أسرار:خالك نادر أكيد يعرف وينه تكفى أتصل فيه
أسامة:تمام البسي وتعالي انتظرك بشارع وبتصل على خالي وأشوف
"وقتنا الحالي"
قطع حديثه عن الماضي عندما سمع صوت شهقاتها ودموعها التى أستقرت على جبينه نهض وقام بجذبها إلى حضنه كانت تنصت إليه بإهتمام وعندما بدا يسرد لها قصة عمّها وعن تخلي جدها عنه تسللت دموعها أكثر عندما جذبها الى حضنه تشبثت به ولم تتفوه بكلمه واحده لم يسمع منها غير شهقاتها المتكرره:ليه البكاء يا غزلي
أردفت من بين بكائها وشهقاتها:ليـ...ــيه جدي ظالـ..ـم ليـه حرام اللي صـ..ـار بعمي
مسح على شعرها بخفه:هذا اللي مكتوب له قدره جدي يتبرأ منه وبعد غيابه يرجع لهم ميت
نزعت نفسها من حضنه وبتسائل:رحت أنت وعميمة أسرار شفتوه قبل ما يسافر
ركز عيناه في ملامحها الباكيه رفع يده ومررها على وجنتيها يمسح دموعها المتمردة:ايوه وكنا كل أسبوع نروح نشوفه بسر أستقر هنا سنه وبعدها سافر هو وزوجته وبنته ومن بعدها ماعاد شفته أختفى وقبل خمس سنوات بحثت عنه وكان بإيطاليا سافرت لعنده ورجع تواصلنا مع بعض مثل قبل وعميمة أسرار بعد رجعت علاقتها فيه أقوى من قبل عضت على شفتها السفليه لمنع شهقاتها وبكائها :بنته نفسها اللي بالغيبوبة
جذبها إلى حضنه مره أخرى:أيه ماكان عنده إلا بنت وأولاد تؤام
أجهشت بالبكاء بصوت مرتفع واردفت بكلمات متقطعه:كله...بسبب ...جدي وظلمه...أكــ...ــره ...أكره جدي....حرام....شذنبها تقوم وأهلـ...ـها كلهم متوفيـ..ــين ...شذنب جدتـ...ـي
رقّ قلبه لبكائها وضربها الخفيف على صدره:غزلي خلاص لا تبكين محد يعترض أقدار الله
لحظات صمت وسكون لم يكن هناك غير صوت شهقاتها التي بدات تخف وأنفاسها المنتظمة دليل على أستسلامها للنوم بعد بكائها وأنفاسه المضطربة لنومها على صدره حملها بين أحضانه متوجهاً نحو غرفتها وضعها على سريرها غطى جسدها وقبّل خدها وعنقها تمتمت ببعض الكلمات لم يفهم بعضها ولكنه فهم جملة واحده تُريد منه البقاء بجانبها أستلقى بجانبها وجذبها إلى ناحيته بحيث أصبح ظهرها ملاصقاً لصدره ووجهه دفنه بين شعرها شعر بشعور غريب وهو بالقرب منها لا يعلم ماهو ولكنه شعور جميل
.
صبـاح يوم جديد في حياة أبطالي أستيقظت أم سلطان مبكراً وذهبت إلى المستشفى برفقة زوجها و حمد لرؤية إبنة ناصر وقفت أمام الغرفه ومسحت دموعها
حمد بتسائل :تعبانه
أم سلطان بحزن:ودي أشوفها وما ودي أشوفها خاطري مكسور بفرق ناصر
حمد:أدعي لهم برحمه وبنت عمي صارت أمانة عندنا
فتحت الباب وسمت بالله بصوت خافت أقشعر جسدها عندما رآتها مُستلقيه والأجهزة ملتفه حول جسدها الصغير وجهها شاحباً أغمضت عيناها تمنع دموعها من النزول:اه ياحرقة قلبي عليك ياناصر ياحرقة قلبي عليك يابنيتي تركك ناصر مثل ما ترك أمه وحيده
حضنها حمد :تكفين يالغاليه لا تبكين أدعي لعمي برحمه وادعي لبنت عمي تقوم بسلامة البكاء ماينفع يالغاليه
دخل أبو سلطان بهيبته وجموده ركز نظره عليها ضيّق عيناه بحزن ونطق بتسائل:كيف صار وضعها غيبوبتها بتطول
أم سلطان نظرت إليه بنظرات لم يستطيع فهمها :شايف وضع بنت ولدك ناصر أنت السبب بكل شيء ياجعل قلبك ينحرق مثل ما أنحرق قلبي على ضنايا عشان أخوك وبنت أخوك حرمتني منه عشرين سنه ياظالم ااااه ياحرقة قلبي عليه وعلى بنته أخوك اللي فضلته على ولدك ناصر من زمان مات والحين ضنايا لحقه فارق الدنيا قبل ما يشوفني قبل ما يعرف أني مسامحته
أبو سلطان والحزن قد سيطر على صفائح وجهه المسن:قلبي محروق مثل قلبك يامنيرة ماتدرين عن الجمرة اللي بقلبي
حمد: عمي ناصر الله يرحمه العتاب ماينفع وهذا كان مكتوب
أبو سلطان:أسمع ياحمد بنت عمك راح نطلعها للبيت ونجهز لها جناح طبي مع دكتورات
قطب حمد جبينه بأستغراب:ليه المستشفى أفضل لها
ابو سلطان:خايف ياصيبها مكروه وهي بعيده عنا
أم سلطان بتأييد:عين الصواب والله نأخذها للبيت وفريق طبي وتكون قدام ناظري أمانة ناصر وليدي
حك حمد مقدمة جبينه بعدم إقتناع: بعدكم وكل شيء على الله لكن هذي اليومين لازم تبقى بالمستشفى وبعدين نقدر نطلعها
أبو سلطان:تمام يلا يا أم سلطان مشينا
أم سلطان:لا ماراح أرجع البيت بقعد معاها
أبو سلطان بإعتراض:لا وشو تبقين هنا
حمد بنبرة هادئه :تمام تقعدين ساعه وبعدين أرجعي البيت يالغاليه
أم سلطان بعناد:بقعد ومال أحد دخل دق على أمل خليها تجي
أبو سلطان خرج من الغرفه دون أن يتفوه بكلمه
حمد :افا يالغاليه يهون عليك زعل أبو سلطان
رمقته بنظرات غريبه وأردفت بنبرة حاده:قم أنقلع جيب أمل وبعدها توكل لا تحشر نفسك بكل شيء
أبتسم لا شعورياً:اح أعتبرها طرده محترمة من أموركم الخاصه بس أبشري بروح أجيبها لعيونك يامناير
أم سلطان:مناير أصغر عيالك قم أنقلع ما تصدق أحد يعطيك وجه يالداشر
رفع كلتا يديه إلى أذانه:تووووبه يابوي دام في كلمه داشر أم ابوي غضبانه علي
تلفتت يميناً ويساراً حمد عرف مقصدها وعن ماذا تبحث رفع يديه بإستسلام وتوجه إلى خارج الغرفه:بخرج بخرج حفاظاً على سلامتي باقي ماعرست على غرامي
———-
"غزل&أسامة"
الساعة الـ 11:00مساءً
فتحت عيناها ببطء تثاءبت بصوت مسموع شعرت بشيء يحاوطها بأحكام نظرت فإذا بيده بلعت ريقها بصعوبة تشعر بحراره تسري بجسدها لقربه منها حاولت رفع يده المحيطة بها أبتعدت عنه واعتدلت في جلستها بحيث أصبحت بعيده عنه مسافه قصيره وضع كلتا يديها على وجهها عندما رأته عاري الصدر حركت أصابعها بحيث أصبحت تراه من المسافات بين أصابعها ومن ثم أنزلت يديها ووضعتها بحضنها ضيّقت عيناها واردفت بهمس مخاطبه نفسها:وش يسوي بغرفتي وعلى سريري بعد
فتح إحدى عينيه ببطء وأردف بصوت يغلفه آثار النعاس:البيت بيتي وأنام وين ما أبي وش مصحيك وأنتي تعبانه
وقفت على السرير وتخصرت بكلتا يديها:ياشيخ أحلف عاد
أبتسم وهو مازال مغمض العينين:والله أنام وين ما أبي بعدين كان عليك حراره وأنا بصفتي زوجك أهتميت فيك
زمّت شفتيها بتعجب وأردفت بنبرة أمر:قم أنقلع غرفتك ما تستحي تنام جنبي وعلى سريري
فتح عينيه وبنبرة خافته:قدها ياغزلي
عبست ملامحها ببراءة:أيوه قدها يلا قم أنقلع
رفع إحدى يداه وقام بجذبها لترتطم بصدره العاري صرخه خفيفه أنبعثت من بين شفتيها أبتسم بتلذذ عندما شعر بأنفاسها على صدره العاري حاوطها بكلتا يديه بحيث لا تستطيع الفرار منه وبهمس موحش:قدها يابنت العم
أردفت بنبرة عاليه وحاده:أتركنـــي
أغمض عيناه وزاد من تمسكه بها:نامي ماراح اسوي فيك شيء
تشعر بالاختناق من قُربه ودموعها على وشك النزول:ما أبي أنام أبعد عني ..وش تبي مني
لم يرد عليها مدعياً للنوم :أســــامة ترى أدري أنك مب نايم ..أسامة باقي شوي ويأذن ظهر أتركني راحت علي صلاة الفجر
التزمت الصمت لفتره وأنفاسها تحرق صدره أبتسمت بتمرد ومن ثم غرست أسنانها بصدره وعضته بشراسه ليطلق صرخه عاليه متالماً:اااااه شسويتي يامجنونه
أبتسمت بإنتصار عندما أستطاعت تحرير نفسها منه قفزت من سريرها وصوت ضحكتها العاليه المدوية لم تفارقها :تستــاهل
أعتدل في جلسته ووضع يده على صدره العاري آثار أسنانها واضحه:غـــزل
توقفت عن الضحك ورسمت ملامح البراءة في وجهها ولكن سرعان ما تحولت ملامح البراءة إلى ملامح الخوف والرعب عندما رأته ينهض ومتوجهاً نحوها فتحت الباب وركضت وهو يركض خلفها:بمسكك يعني بمسكك
صوت ضحكتها صدى في أرجاء البيت وهو يركض خلفها دخلت غرفة الجلوس وتنفست الصعداء رأته يتقدم نحوها أمسكت بوسادة إحدى الأرائك وإبتسامتها لم تفارقها :لا تقترب مني وإلا
رفع حاجبه الأيسر : لو أقتربت منك إيش بتسوي
قلدته في رفعه حاجبه وأصبحت ترفع حاجبها الأيسر صعوداً ونزولاً وأشارت إلى الوسادة التي في يدها :اممم...بفلق راسك بهذي والله
أقترب خطوات متعدده وهي ترجع إلى الخلف رفعت الوسادة وألقتها عليه وركضت بخطوات سريعه وقفت على أخر درجه صاعده نحو الأعلى وهي تلهث:أسامـة..خـلاص ...توبـه...
أستطاع الإمساك بها ومازال يرسم على وجهه الحاد ملامح الغضب:ماحزرتي ياغزلي
تحاول نزع يده المتشبثة بها ووقعت عيناها على صدره العاري رأت آثار عضتها ضحكت لا شعورياً ومن ثم حاولت أن تكتم ضحكتها بصعوبه :أسامة..خلاص ..أتـركني مابكررها
وعادت إلى الضحك مره أخر:خلاص توووووبه مابضحك ولا بكررها
ارتخت ملامحه الحاده وعلت شفتيه إبتسامته الجذابة:لازم أردها لك عشان تتوبين
توسعت أحداقها بذعر ورجعت إلى الخلف :لاااااا تكفى أخاف من العض تكفى وعد وعد مابكررها
زادت أبتسامته من كلامها وخوفها الواضح أقترب منها وحضنها بقوه جسدها أصبح ينتفض بين ذراعيه رفعت كلتا يديها المرتجفة إلى صدره لأبعاده عنها أبتعد هو عنها برغبته ولكن يده مازالت محاطه بخصرها النحيل قرّب وجهه إلى إذنها وأنفاسه تهدر وبهمس:كان ودي أعضك بس طلعتي خوافة ياحرم أسامة
رفعت نظرها و وقعت عيناها في عيناه أبتسم لا شعورياً عينيها الواسعة تجعله أسيراً قبّل كلتا عينيها وأردف بنبرة خافته وحراره أنفاسه تلفح في وجهها:عيناكِ قصيدةُُ حرمتُ من بعدِها كُل القصائدِ
وعاد لتقبيل عينيها مره أخرى
دفعته بكلتا يديها ووجها يكسيه لون الاحمرار من الخجل والتوتر تحجرت الدموع في عيناها وأردفت ببحة ضعيفه:أنت ما تبيني ليـه تسوي كذا ليــه تحب تعذبني بقربك يا أسامة ليــــــه خاف ربك فيني وأرحمني بطلاقنا
نظر إليها بشتات وبلع ريقه:غــزل أنتـ
قطعت كلامه بنبرة عاليه ممزوجه ببكائها:أدري أيش بتقول أنتي ما تعنيني ياغزل وجودك وعدمه واحد خلاص تكفى تجريح فيني كل اللي ابغاه الطلاق وكل واحد يروح بعد سبيله والله يوفقك مع هديل
أحتضنها بقوّة رغم أعتراضها:أسامة ما أبغى قربك النفس عافت قربك أبعد عني طلبتك لا تعذبني أكثررر من كذا باليوم أموت ألف مره والسبب أنت يا أسامة حرر غزلك من قيودك حررهــــا
لم يستطيع الرد عليها ولم يدعها تغادر من بين أحضانه شد عليها أكثر وكأنه يُريد أدخالها بين ضلعانه جعلها تبكي على صدره شعر بإرتجافها بين أحضانه وحرارة أنفاسها على صدره وصوت بُكاها بدأ بالاختفاء :غــزل
رفع يده إلى عنقها وشعر بحرارة جسدها رفعها إلى حضنه وأخذها إلى غرفته القريبة منهُما وضعها على سريره وقام بإحضار الكمادات وضعها على جبينها
وأستغرق بعضاً من الوقت ولكن لا فائده حرارتها لم تنخفض ولا يعلم ماذا يفعل حتى تنخفض أتصل بحمد مره تلو الاخرى ولكنه لم يُجيب على إتصالاته دخل دورة المياة وقام بتعبئة البانيو أخذها ووضعها بداخله وهو ممسكاً بها صوت شهقاتها ترتفع مرة تلو الاخرى:لا تخافين ياغزلي
رفعها إلى حضنه وتبللت ملابسه من ملابسها وضعها على سريره وجلب لها قميص من إحدى قمصانه قام بتبديل ملابسها ومن ثم ذهب إلى المطبخ قام بتحضير طعاماً لها صعد إليها ورآها على ما تركها لم تتحرك من مكانها جسدها ينتفض من البرد رفع رأسها وسندها محاولاً جعلها تشرب بعضاً من الحساء:غزل لازم تأكلين
كانت تفتح عيناها وتغلقها ببطء تمّتمّت ببعض الكلمات:مــ...ــا أبـ...ـيـ..ــك...أكــ...ــرهـ...ــك
وضع إصبعه على ثغرها :لا تكملين أدري بمدى كرهك لي ولقربي بس لازم أهتم فيك لين تروح عنك الحرارة
أمسكت بإحدى يديه ووضعتها على صدرها وبهمس :أســ..ــمع هـذا المجــ..ـنون كـ...ـيف يـ..ـنبض
عقد حاجبيه بعدم أستيعاب:لــيه طيب
حاوطت رقبته ودفنت وجهها أقشعر جسده من حركتها وهمسها:لا..تسـالنـ...ــي..لـ..ـيــه...ضمني بين ضلعانـ..ــك وخلـ..ـي قلـ..ـبك يسأل ..قلـبي
رفعت رأسها وفتحت عيناها بتثاقلٍ ومن ثم أغمضتها وعادة لفتحها مره أخرى رفعت كلتا يديها إلى وجهه قربت شفتيها إلى خده الأيمن وقبلته ومن ثم الأيسر:أكرهـــ..ـك انـت و. هـ..ـديل...أكــ..ـرهكم
القت بجسدها على السرير وأغمضت عيناها اما هو زفر بضيق وتعب تأمل في ملامحها العابسة بتعب
أبتسم أبتسامة قصيره وألقى بجسده بجانبها بحيث أصبح وجهها مقابل وجهه تأمل ملامحها مرر أصابعه على صفائح وجهها العذب و وضع أصبعه على شفتيها وأبتسم لايعلم ماذا يحدث له يفقد سيطرته على نفسه عند رؤيتها قُربها منه يهز كيانه عبس ملامحه بشده وأصبح يخاطب نفسه بصمت "ليـه أضعف قدامها ليــه ..ليه ياقلب بدات تميل لها وانت تعرف بحبها لغيرك لـــيه من بين الكل ماتنبض إلا لها وقلبها ينبض بحب مناف... ااااه يا مناف معقول لسى تحبها وتبيها مثل ماهي تبيك معقول باقي تنتظرها مثل ماهي تنتظر لحظه طلاقنا....لا تميل لها ياقلب وقلبها ماهو معاك".أغمض عيناه وهو يصارع أفكاره ومشاعره المتناقضه فتح عيناه عندما سمع أهتزاز هاتفه ألتقطه وراى المتصل هديل أعتدل في جلسته وأصبح تارةً ينظر إلى شاشه هاتفه وتارةً إلى غزل مسح وجهه بضيق فتح هاتفه ودخل على محادثتهُما وجد منها الكثير من الرسائل أدخل إحدى يديه في شعره عجز عن الرد عليها أصبح يكتب ويمسح عقله مشتت بما فيه الكفاية قطب حاجبيه عندما وصلت رساله منها محتواها "أسامة ليه ما ترد علي فيك شيء "
عض على شفته السفلى وكتب لها "مشغول عندي مهمة لما أفضى بدق عليك"
أغلق الهاتف قبل أن يرى ردها وضع راسه على الوساده وجعل كلتا يديه تحت رأسه اصبح ينظر إلى الأعلى عابس الوجه داهمته أفكاراً لم يلقى لها جواب تسلل إلى مسامعه صوت همساتها التي لم يستطيع فهمها وضع رأسه بالقرب منها وأصبحت أنفاسها تلفح في وجهه وضع شفتاه على جبينها وأغمض عيناه ....
"في بيت سلطان"
نزلت من غُرفتها شبه راكضه و أوقفها صوت والدتها:سلامات وين رايحه بدون ما تقولين
نطقت بإستعجال:بروح مع حمد المستشفى عند جدتي وبنت عمي ناصر
أردفت نوره بنبره عاليه:طلعه من البيت مانتي بطالعه هزلت والله طالعه بدون سائل ولا مسؤول ولا حتى أستاذان مني زواجكم مابعد تم وماخذين الوضع عادي أنتي وحمد
كتفت أمل يديها بسخرية:والله ومن متى صار يهمك أمري يا مدام نوره كلمت أبوي وأبوي موافق ومن بعد موافقه ابوي ما يحتاج آخذ موافقه أحد
رفعت نوره حاجبها بسخرية:اوه اوه بنت بطني كبرت وصارت تعرف ترد على أمها
كزّت أمل على أسنانها بقهر:عن أي أم تتكلمين لو يهمك أمرنا ماكان أهملتينا وايه كبرت وتربيت على يد الشغاله اللي أحسنت تربيتي أفضل من اللي حملتني ببطنـ
بتّرت جملتها عندما سمعت صوت أنس الحاد :أمـــــــــــل
التفتّت إليه ودموعها قد أخذت مجراها على وجنتيها:نعم
أقترب إليها ومسح دموعها وأردف بنبرة أمر:أعتذري منها سريع
تارةً تنظر إلى والدتها وتارة تنظر إلى أنس أرتدت نقابها وتوجهت نحو الخارج:ماراح اعتذر الوقت اللي أحس فيه انها أمي بعتذر لها
ركضت إلى الخارج بخطوات سريعه
خلل أصابعه بين شعره الغير مرتب وأردف بنبرة معاتبه:لو حن قلبك علينا من زمان ماكان وضعنا كذا يا يـــــمه ما ألوم أمـل ولا مناف من نفورهم منك مناف اللي كان أكثر شخص بحاجتك بطفولته بس أنتي وش سويتي رميتيه على الخاله ماري اللي صارت مثل أم لنا شغاله يا يـــــمه حن قلبها علينا أكثر من اللي حملتنا ببطنها
نطقت بلامبالاة وهي تصعد نحو الأعلى:أنتهيت ماعندي وقت أسمع عتابكم كل شيء موفر لكم أفضل من غيركم
زفر بضجر بعد مغادره والدته عاد إلى غرفة التدريب
أمل عندما خرجت من المنزل رأت حمد يستند على سيارته وينظر إليها أخذت نفساً عميقاً وتقدمت إليه أبتسمت عندما رأت أبتسامته الجذابة: لو أنه احنا مو بشارع كان حضنتك ياغرامي
ضربته على كتفه بخفه وفتحت الباب الأمامي وهو كذلك قام بتشغيل أغنيه لراشد الماجد وأصبح يغني معه بصوته العذب أبتسمت أمل ونست كل ماحدث:صوتك عذااااب راشد لو سمعك أعتزل وخليك مكانه
رفع حاجبه الأيمن:تسخرين من صوتي ياغرامي
ضحكت بنعومة رقّ قلبه لضحكتها الناعمة:لاااا محشوم من السخرية وربي صوتك عذاااب ياعذاب غرامك
وضع يده على قلبه بحركه مسرحية:أصابني سهماً ووقعت منه جريحاً وعاشقاً
ضحكت أمل بنعومة:يأن كلامك المعسول يجيب راسي
ركن سيارته بمكان منعزل لا يستطيع أحد رؤيتهم واطفئ المحرك التفت إليها وجذبها نحوه تسللت يده إلى نقابها ونزعه أبتسم أبتسامته الجذابة:لحد يلومني بحبك يابنت العم
غطت على وجهها بكلتا يديها وبنبره ضاحكه:حمد شسويت رجع نقابي
علت صوت ضحكته المجلجلة:ابعدي يدك عن وجهك ماراح آكلك
نطقت ببراءه:لا ماراح أبعدها أعرفك منحرف أكيد بتسوي نفس ما سويت بالمستشفى
أبتسم بخفوت وابعد يديها عن وجهها وهمس بنبره حميمية:يافاهمتني محتاااج اروي ظمئي
جذبها إلى صدره وأحتضنها بِتملك
.
"في بيت ابو ثائر"
جلست على الأريكة بتعب أغمضت عيناها ذات اللون الأخضر ومن ثم فتحتها بتثقلٍ عندما سمعت صوت التؤام ليان وبيان:وجع شفيكم أصواتكم مرتفعه
بيان نطقت بغيض وقهر:الزفته ليان أخذت البلوفر الأسود
رفعت ليان حاجبيها بطريقه مستفزه:حلالي شدخلك
بيان أقتربت منها وقامت بسحب شعرها:البلوفر حقتي بكلم أبوي لو ما رجعتيه
ليان تحاول نزع يد بيان من شعرها وصرخت بصوت مرتفع :ااااه شعري ااااه ليــال إبعديها عني
أعتدلت ليال بجلستها ونطقت بقهر:وجع انتي وياها بدال ما تساعدوني بترتيب البيت قاعدين تطاقون على بلوفر وياليت أنه حق وحده فيكم البلوفر حق فراس
تركت بيان شعر ليان وتخصرت بكلتا يديها:والله هذا اللي ناقص نساعدك بترتيب البيت وأنتي وش فائدتك انتي والشغالات
تحجرت الدموع في عيناها:وين الشغالات اسألي أمك وين ودتهم وخلت كل شيء علي والحين تعالوا ساعدوني نكمل باقي الترتيب
نظرت إليها بيان بلامبالاة وقامت بتعديل شعرها وصعدت نحو الأعلى وأردفت بصوت شبه عالي:هذي شغلتك مب شغلتي
ميلت ليان شفتيها ورفعت كلتا يديها:وأنا مثلها مب شغلتي اطلعي أرتاحي وخلي الباقي على الشغالات
صدت ليال للجهه الاخرى لكي لا ترى ليان دموعها المتمردة:ياكبرها عند الله تعاملكم معاي أختكم أنا والله حرام
زمّت ليان شفتيها بزعل وأقتربت إليها وضعت يدها على كتفها:افاااا ليالي تبكي تدرين أنك أسخف مخلوقه بالعالم كله بالله ليه تسمعين كلام أمي وتخليها تتحكم فيك عقلك وين يوم طاوعتيها وتركتي جامعتك مستقبلك ضيعتي مستقبلك عشان وحده ماتعتبرنا بناتها
رمقتها بنظرات ساخره:احلفي ياشيخه تعرفين أمك وطبعها تذكرين شسوت فيني أخر مره عشاني قلت لها بكمل جامعتي
عضت ليان على شفتها السفلية بقهر:كله من شخصيتك الضعيفة الكل يتحكم فيـ
بتّرت جملتها عندما سمعت صوت والدتها الحاد:ليـــان
التفتت إليها ورفعت حاجبها الأيسر ونطقت بلامبالاة:هلا يمه بغيتي شيء
أقتربت ريما منها ورفعت يدها لتستقر بخدها الصغير:لسانك وش طوله يبي له قص تعلمين أختك على أمك ياللي ماتستحين
ميلت ليان شفتيها بضجر ولم تهتم لكون والدتها صفعتها:ويش فيها دام بنتك شخصيتها ضعيفه يبي لها احد يعلمها لمتى بتقعد كذا الصغير يتحكم فيها والكبير يتحكم فيها
أمسكت ليال بيد ليان وبنبرة راجيه:ليان تكفين خلاص مب وقت هذا الموضوع
ريما نطقت بلامبالاة:مالك دخل فيها وبشخصيتها وربي ياليان لو ما تعتدلين وتتركين عنك العناد ليكون عقابك شديد
ليان بعناد:مستحيل أصير عديمة شخصيه مثل ليال واللي تبين تسويه سويه
أمسكت بإحدى يديها وقامت بسحبها إلى المطبخ أشعلت النار ووضعت السكين على النار تحت أنظار ليال المرتعبه وليان التي لم تصدر اي ردت فعل تنظر إلى والدتها والى السكين بصمت نطقت بنبرة جامده:بتحرقيني مثل ما حرقتي ليال
ليال توسعت أحداقها بذعر:يـــــمه لااااا تكفين لا تسويها ليان بعدها صغيره يـــــمه حرام عليك
ريما لم تعد تسمع لأحد صدرها يعلو ويهبط من العصبيه أطفئت النار ورفعت قميص ليان و وضعت السكين على ظهرها لتنبعث صرخة من بين شفتيها:اااااااااااااااااااااه ااااااااااااااه
نزعت ريما السكين وخرجت من المطبخ دون أي أهتمام جثت ليان على ركبتيها بألم عضت على شفتها السفلى بقوّه لتكتم وجعها اما ليال وجمّت في مكانها دون حراك نزلت بيان مهروله إليهن عندما سمعت صوت ليان أقتربت نحوهنّ قطبت حاجبيها بشده:شصـــار
صوت بيان أخرج ليال من صمتها جثت على ركبتيها وأصبحت مقابل ليان التي أصبحت تتنفس بصعوبه وصدرها يعلو ويهبط رفعت ليال كلتا يديها المرتجفة وحضنت وجه ليان:لـ.. ليان قــومي
رفعت رأسها ونظرت في عيناها ونطقت بوجع:نفس الوجع اللي فيك صار فيني لا تخافين حرق بسيط ماراح يأثر فيني
بيان تحجرت الدموع في عيناها عندما رأت ظهر ليان جلست بجانبها واردفت بنبره باكية:يعورك..ليه ..امي سوت فيك كذا ...شسويتي
غمزت لها :تعرفيني يا تؤامي وتعرفين ويش سويت
عبست بيان ملامحها بشده:أكيد طولتي لسانك عليها
مسحت ليال دموعها:مب وقتكم قومي للغرفه نحط لك علاج
بيان بنبره ضعيفه:ليه ما نكلم أبوي عن سواتها حرام اللي صار لكم بدات بـ ليال ورجعت بـ ليان اخاف يجي دوري أنا مو مثلكم بتحمل بموت
ليال بخوف:لااااا وشو نكلم أبوي مستحيل مستحيل لو عرف بتكون نهاية امي على يده
ليان تحاول مقاومة دموعها من النزول وكتم وجعها
نهضت من مكانه وركضت صاعده نحو الأعلى دخلت دورة المياة أغلقت الباب وأجهشت بالبكاء نزعت قميصها و جلست على الأرض رفعت يدها وفتحت الماء وقعت قطرات الماء على ظهرها المحروق صرخت بصوت عالي:ااااااااااااااااااااااااااااه
طرقت ليال الباب بخوف:ليــان أفتحي البـاب ليـااان تكفين لا تسوين بنفسك شيء أفتحي
بيان غطت وجهها بكلتا يديها:تكفين يـ ليال خليها تفتح الباب تكفيننننن
فتحت الباب والماء يتصبب من ملابسها وشعرها:وش تبون مافيني شيء أخرجوا مو بحاجتكم
بيان بحده :لـــيه انتي كذا عنيـده ليه تمثلين والوجع واضح فيـك
توجهت نحو سريرها متجاهله لكلامها أستلقت على بطنها دفنت وجهها في وسادتها وبكت بصمت خرجت ليال من الغرفه و جلبت المرهم جلست بجانبها:ليان مو وقت عنادك خليني أحط لك مرهم عشان الحرق وغيري ملابسكِ
ليان بعناد:ما أبي مب بحاجة شفقتكم
أصبحت تتنفس بصعوبه والعرق يتصبب من جبينها وضعت ليال المرهم مكان الحرق :اااااه لا تحطين يعور تكفين خلاص اااااه
بيان تنظر إليهن ودموعها لم تتوقف نطقت بهمس :ياجعل الوجع فيني يالياني
رفعت ليال إحدى يديها ومسحت دموعها:لازم ناخذها للمستشفى قبل ما يلتهب الحرق
بيان:وشلون نأخذها من دون لا يعرف أبوي او أمي
شدت ليال شعرها للخلف:مدري مدري ويش نسوي حرارتها مرتفعه بعد
بيان :ندق على فراس ونأخذها بدون محد يدري
ضيّقت ليال عيناها:لاااا إلا فراس مستحيل يسكت بيعلم أبوي بأخذها من الباب الخلفي مع السواق وأنتي أنتبهي امي تدرين وين رحنا
بيان بنبره باكيه وراجية:تكفين ليال بجي معاكم مستحيل أترك تؤامي وحدها
حضنتها ليال ونطقت بنبرة حنونه:حبيبتي إذا رحنا كلنا الكل بيعرف أنتظري هنا واشغلي الكل عنا والحين روحي شوفي السواق إذا موجود
هزت رأسها دليل موافقتها ذهبت ليال إلى غُرفتها مهرولة أحضرت عبائتها ونقابها بعد أن أنتهت من الارتداء ألبست ليان بحذر عادت بيان وهي تلهث:السواق مـ...مب موجود ..سألت الشغاله قالت راح يودي أمي بيت صديقتها نجود
ليال:كذا أفضل ناخذ سياره أجره واكيد امي بتتاخر عند الخالة نجود روحي البسي عبايتك
ليان أغمضت عيناها بتعب قواها لم تعد تسعفها للوقوف نطقت بصعوبه:لـ...ـيال...مـ..ــا أبي اروح
ليال بقهر:أنطمي راح نأخذك غصب
خرجتا من البيت ولحسن حظهنّ مرت من جانب بيتهم سيارة أجره

رواية"تزوجتكِ يابنت عمّي إجباري ويوم فراقكِ صرتي أنفاسي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن