🌻 ظَنَّهَا دُّمَيَّة بين أَصابِعِهِ.🌻
الفصل السادس والعشرين"
تراجعت إلى الوراء بخُطوات متعثرة بعدما رفع عيناه إليها.
_ أنا آسفة، مش عارفه ده حصل إزاي.... أنا مأخدتش بالي.
خرجت الكلمات منها متقطعه؛ فأَفْزَعَهُ منظرها... كاد أن يتحدث ويخبرها أن لا بأس؛ فالقهوة ليست ساخنة.
_ أنا معايا مناديل في الشنطة.
أسرعت نحو حقيبتها لتخرج عُلبة المحارم الورقية واتجهت إليه لتنظف ما أفسدته على بنطاله... طالعته ثم طالعت عُلبة المحارم لتحسم قرارها وتجثو على ركبتيها أمامه دون تفكير.
كل شئ هذه اللحظة كان يلجمه، وكلما أراد أن يتحدث ليجعلها تتوقف عن ذعرها كان الكلام ينحبس في فمه.
ازدرد لُعابه وهو يراها بهذا الوضع وتُحاول تنظيف بقعة القهوة التي التصقت بقماش بنطاله.
رفعت عيناها له وكأنها تسأله هل أصلحت شئ أم فعلتها زادت الأمر سوءً.
_ أنا بوظت البنطلون خالص مش كده.
قالتها بنبرة صوت مرتعشة وعادت بالنظر نحو بقعة القهوة... أغمض "عزيز" عينيه... إنه لا يحتمل هذا القُرب ولا يستطيع إخراج صوته وابعادها.
_ أنا آسفة.
همست بها بخفوت وهي تبتعد عنه ولم تدرك إلاّ تَوًّا خطورة قُربها منه وما كانت تفعله.
قبض "عزيز" على ذراعها ، فهل ستبتعد بعدما جعلته بهذا الضياع؟
_ "لـيـلـى"
اندهشت من فعلته ليزدرد لُعابه وتتحرك تفاحة آدم خاصته ببطئ وهو ينظر إلى شفتيها ويتخيل أحد أحلامه وهو يَنهَل من شهدها.
عيناها كانت عالقة به، ومثلما تفقده صوابه وتحرك به ما يعلمه كرَجُل ... كانت تفقد هي معه صوابها.
انتبهت على يده التي مَازالت على ذراعها وقبل أن تسحب ذراعها من قبضة يده ... كان يسحب هو يده ويقبض على كفه بقوة.
_ مفيش مشكله يا "ليلى"، تقدري تمشي أنتِ.
نظرت إليه في تشتت ليقف ويبتعد عنها متجهًا نحو باب غرفة مكتبه ليفتحه مناديًا.
_ استاذة "أميمة" اطلبي عم "محروس" يجي ينضف المكتب لو سمحتي.
نظرت إليه بحالة من الضياع لتجده يعطيها ظهره وكأنه ينتظر مغادرتها وسُرعان ما كانت تستوعب أن عليها الرحيل في صمت.
التقطت حقيبتها سريعًا وسارت أمامه وهي تخفض عيناها في خزي.
....لا تعرف كم مر من الوقت وهي تسير هائمة فيما حدث.
توقفت عن السير تنظر حولها... فمن حسن حظها أن الطَّرِيقِ كان ينتشر على جَانِبَيِهِ العديد من المتاجر.
أنت تقرأ
ظنها دمية بين أصابعه (النسخة المعدلة)
Lãng mạnالنساء لا مكان لهُنَّ في حياته، عالمه ينصب على أبناء شقيقه وتوسيع تجارته في أنحاء البلاد. هو "عزيز الزهار" الرَجُل الذي أوشك على إتمام عامه الأربعين. "ليلى" الفتاة اليتيمة، صاحبة الأربعة وعشرون ربيعاً التي تڪفلت بتربيتها عائلة وبعد وفاة تلك العائ...