الفصل الرابع والخمسون

36.5K 995 137
                                    

🌻 ظَنَّهَا دُّمَيَّة بين أَصابِعِهِ.🌻

الفصل الرابع والخمسون

تسحبك الذكريات معها مثلما تسحب الأمواج الهائجة صاحبها، كلاهما تفقد معهم صوتك وإرادتك.

استسلمت لكل شئ من حولها  حتى إحتضانه لها وكلمات أسفه، وهو كان كالهائِم لا يزيده هذا القرب إلا توقً ولهفة. ضمها إلى صدره  وأغلق جفنيه مستمتعًا تائهًا ومُتَنَعِّمًا بطراوة جسدها بين يديه.

«شاطرة يا "زوزو"، كملي يا حبيبتي، زوزو فازت»

والدها يفتح لها ذراعيه، فتركض إليه ويحملها ليدور بها بسعادة وفخر.

إنهارت حصونها الواهية وضجيج الذكريات يقتحم رأسها دون رحمه.

« هنخرج نحتفل لأن "زوزو" فازت بالميدالية يا ماما»

« أنا قولتلها إنها هتطلع الأولى»

قالتها "زينب" -الجدة- ثم انفلتت من شفتيها زغروطة صغيرة وفتحت لها ذراعيها حتى تأتي إلى حضنها.

تعالت وتيرة أنفاسها وبدأ صدرها بالصعود والهبوط وصوت والدها وجدتها يخترق أذنيها.

إنها ترغب بالصراخ لكن أين ذهب صوتها؟.

_ أوعدك إني مش هوجعك تاني، خلينا نبدأ من جديد.

خرج صوت "صالح" أخيرًا بعدما رفع شفتيه عن  كتفيها وقد داعبت أنفاسه الهادرة إحدى أذنيها وأحكم ذراعيه حول خصرها وشدَّها إليه يُخبرها برجاء أن تعطي لــ حياتهم فرصة.

عرفت شفتيه طريقها هذه المرة نحو عنقها، فارتجف جسدها وشدت من غلق عينيها.

_ أنتِ جميلة لدرجة مهلكة، كل حاجه فيكِ جميلة يا "زينب".

بدأت أنفاسها تخرج في تقطع لترفرف بأهدابها وتفتح عيناها في ضياع، هي ضائعة بين الماضي وبين الإحتياج...،احتياج جعلها تشعر بالخزي عندما اتضحت لها الصورة.

شعر "صالح" بالصدمة عندما دفعته عنها بقوة وضمت كتفيها بذراعيها. إلتقطت أنفاسها أخيرًا وتحولت نظرتها الضائعة لأخرى تَوَقَّد بها الغضب.

_ أنت إزاي سمحت لنفسك تلمسني.

قالتها بنبرة متقطعة وهي تزفر أنفاسها وترتجف لا تُصدق أنها كانت بين ذراعيه مستسلمة.

حدقها "صالح" بنظرة خاوية وانحبس الكلام في حلقه ومَازال في صدمته.

_ أنت ، أنت...

أخذت ترددها بأنفاس لاهثة وهي لا تعرف كيف تستكمل كلامها.

غادرت  المسبح وهي ترتجف وتلف ذراعيها حول كتفيها لعلها تُداري من عُري جزعها العلوي لكنها اكتشفت بالنهاية أن عليها أن تخفي جسمها بالكامل. إلتقطت مئزرها المُلقى بإهمال سريعًا واِرتدته وهي تتحرك تحت نظراته التي كانت تتابعها.

ظنها دمية بين أصابعه (النسخة المعدلة) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن