🌻 ظَنَّهَا دُّمَيَّة بين أَصابِعِهِ.🌻
الفصل السادس والستون
سؤالها عن زيجته من ابنة عمه أَحيْا داخله ماضي لم تندمل جروحُه، ماضي كلما حاول الهرب منه وجد حقيقته في أعيُن صغيره. أطْبَقَ جفنيه وبرزت عروق يديه من شدت قبضته عليهم وقد عادت صورة "سارة" تقتحم ذاكرته وهي ملقاه أرضًا وملطخة بدمائها وصغيره يجلس قُربها يبكي وفي يديه نفس الحلوى التي دهستها عجلات السيارات.
ثقلت أنفاسه وشعر وكأنه يعيش نفس اللحظة بمرارتها وقسوتها.
حدقته "زينب" بنظرة طويلة ثم ازدردت لعابها ببطء وبحيرة قالت بعدما شعرت برغبة قوية في معرفة ما كان لها الحق في معرفته قبل زواجهم.
_ طنط "حورية" قالتلي إنها ماتت في حادثة وكان معاها "يزيد" اليوم ده.
وبحرقة أردفت.
_ لو كنت مهتم بيهم مكنتش اخدت طفل عمره سنتين للشارع، حرام عليكم ظلمتوها وظلمتوا "يزيد".
تعالت وتيرة أنفاسه وشدد من غلق عينيه وقد عادت تلك الأصوات البعيدة تخترق رأسه.
« ماتت، ابعد عنها يا استاذ خلينا ناخدها»
« الولد ده كان معاها، أنت تعرفهم يا بيه»
« كانت بتعدي الشارع والعربية خبطتها، لولا ستر ربنا العربية كانت خبطت الولد كمان معاها»
« لا حول ولا قوة الا بالله، ديه كانت لسا واخده مني حلاوة غزل البنات وكان في ايدها بلالين فرحانه بيهم... بس شكلها مكنش طبيعي... يعني تحس من الناس اللي عقلها على قدها والولد ده كان في ايدها، ده أنا قولت خطفاه بس يا باشا من شكلهم النضيف، فاستبعدت ده حتى سألتها عن اسمها فقالت اسمي "سارة" وهي بتاخد الحلاوة ديه عشان عيد ميلاد واحد اسمه "صالح"
« "صالح" بيه، الحادثة قضاء وقدر، صاحب العربيه قال إنها كانت بتجري ورا قطة وهو بصعوبه قدر يتفادى الولد »
ضاقت حدقتي "زينب" وهي تراه جامد الحركة وقد شحبت ملامح وجهه، فخرج صوتها هذه المرة مهزوزًا.
_ "صالح" أنت سمعني؟
لم يفتح عينيه بل وبرزت عروق عنقه أيضًا ليرتجف قلبها وتنظر إليه بقلق وهي تُردد.
_ "صالح" لو أنت سمعني قول، "صالح".
تسارعت دقات قلبها من شدة الخوف واقتربت منه بتردد لتضع يدها على ذراعه وتهمس بصوت خفيض.
_ "صالح" ، ممكن ترد عليا.
صوتها انتزعه من ظُلمة الذكريات ليفتح عيناه فجأه بوهج غريب جعلها تتراجع إلى الوراء.
ازدادت آلامه عندما رأى الخوف واضح على ملامحها لينظر إليها نظرة خاوية سُرعان ما تحولت لنظرة إحتياج لم تفهمها لكنها شعرت أن هناك حكاية وراء زواجه من ابنة عمه أو ربما وراء موتها.
أنت تقرأ
ظنها دمية بين أصابعه (النسخة المعدلة)
Romanceالنساء لا مكان لهُنَّ في حياته، عالمه ينصب على أبناء شقيقه وتوسيع تجارته في أنحاء البلاد. هو "عزيز الزهار" الرَجُل الذي أوشك على إتمام عامه الأربعين. "ليلى" الفتاة اليتيمة، صاحبة الأربعة وعشرون ربيعاً التي تڪفلت بتربيتها عائلة وبعد وفاة تلك العائ...