الفصل العشرون (الأول)

33.1K 712 34
                                    

🌻 ظَنَّهَا دُّمَيَّة بين أَصابِعِهِ.🌻

الفصل العشرون (الأول)

عادت "ليلى" مع عمها  وبقيت "عايدة" بالمشفي جوار "شهد" بعدما أصرت على عدم ترك صغيرتها تغفو بعيدًا عن أحضانها.

بأكتاف متهدله تحرك عمها نحو الصالة ثم تهاوى بجسده على الأريكة ليضع رأسه بين كفيه بوهن.

نظرت إليه "ليلى" ثم اقتربت منه وفي صمت جاورته.

شعرت بالتردد في وضع يدها على ظهره لتربت عليه لكن بالنهاية كانت تُحرك كفها على ظهره لتطمئنه.

_ عمي ،"شهد" الحمدلله كويسه الدكتور طمنا عليها وقال مجرد يومين تحت الملاحظة وبعدين يسمح لها بالخروج من المستشفى.

رفع "عزيز" عيناه إليها؛ فارتسمت ابتسامة صغيرة على شفتيها ثم اماءت برأسها تؤكد له أن كل شئ سيكون بخير.

ابتسم "عزيز" لها والتقط كفها الذي كانت تربت به على ظهره واحتضنه.

_ خوفت اوي يا "ليلي"، حسيت وأنا بسمع الخبر إن شريط الماضي بيتعاد من تاني وكأنه لسا في ودني وهما بيقولولي اخوك "محمود" في المستشفى.

أخفضت "ليلى" عيناها وابتلعت تلك المرارة التي اقتحمت حلقها بعدما أتى بذكر حادثة والديها.

ترقرقت الدموع في عينين "عزيز" وأخذ يربت على كفها وازدرد لعابه بصعوبه لعله يطرد غصته التي أحكمت قيدها بمرارتها على حَلقه.

_ سامحتي عمك يا "ليلى" ولا أنا استحق اعيش عمري كله في عذاب الضمير.

تدفقت الدموع من مقلتيه وهو ينظر إليها وسرعان ما كانت تباغته الدهشة من فعلتها وهو يجدها تحتضنه.

أطلق تنهيدة طويلة حملت مرارة صاحبها وهو يضمها إليه، مُقبلاً رأسها يخبرها كم هو نادم عما فعله بها بالماضي عندما تركها بدار أيتام لعدم استطاعته لكفالتها.
...

ألقى "عزيز" جسده على الفراش بعدما أنهى مكالمته مع "سمية" ومَازالت الصدمة تحتل ملامحه.

زفرة طويلة خرجت منه؛ فهو لا يستوعب ما أخبرته به "سمية".. "سيف" تزوج وينتظر طفلاً وهو آخر من يعلم بهذا.

تعلقت عيناه بإطار الصورة الموجوده على الكومود الذي يجاور فراشه...صورة كانت تجمعه بأولاد شقيقه وكل منهم يتأبط ذراعه وعلى وجوههم ارتسمت السعادة.

أغلق جفنيه لعله يستجدي الراحة بالنوم لكن بعد دقائق من استلقائه على فراشه استقام في وقفته وأخذ يمسح على وجهه ثم زفر أنفاسه بقوة.

دار بالغرفة بدون هوادة وقد ارتفع رنين هاتفه برقم ابن شقيقه.
...

تقلبت "ليلى" على الفراش إلى أن استقرت على جانبها الأيمن، تعلقت عيناها بـ فراش "شهد" الخالي بحزن على ما أصابها وسرعان ما كانت تخرج منها تنهيدة.

ظنها دمية بين أصابعه (النسخة المعدلة) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن