الفصل الثاني

41.3K 849 33
                                    

🌻 ظَنَّهَا دُّمَيَّة بين أَصابِعِهِ.🌻

الفصل الثاني

نظرت إلى إطار الصورتين بعيون أغشتها الدموع، فلِكُل صورة ذكرى خُلِدَت تفاصيلها في ذاكرتها وفؤادها.

هذه الصورة تم التقاطها عندما أتمت عامها السادس عشر وكانت الذكرى الأخيرة مع والدها.

أما تلك كانت لها عندما تخرجت من الجامعه وقد عانقتها فيها والدتها بشدة.

انهارت حصونها ولم تشعر بنفسها إلا وهي تتهاوى بجسدها فوق فراشها في بكاء مرير.

بعد وقت

كانت تمسح على إطار الصورتين بعدما وضعتهما داخل حقيبتها.

لم تذق طعم النوم هذه الليلة إلى أن بزغ نور الصباح.

ودعت كل ركن من أركان منزلها بنظرة حزينة ثم التقطت حقيبتها وسارت بخطى ثقيله نحو باب الشقة.

ألقت بنظرة خاطفة نحو كل قطعه من قطع المنزل و بأنفاس ثقيله أغلقت باب الشقة ومضت في طريقها.
...

داعبت رائحة المخبوزات الشهية أنف "عزيز" فور أن استيقظ من نومه.

ابتسامة واسعة ارتسمت على شفتيه وهو يرى زوجته الحبيبه تقف أمام الموقِد وتخرج صينية المخبوزات الشهية المحشية بالجبن والزيتون.

_ يا سلام على الريحة اللي تفتح النفس.

قالها "عزيز" وهو يقترب من "عايدة" زوجته التي تعافت أخيراً من نزلة البرد الشديدة.

_ صباح الخير، أنا عارفه إنك بتحب فطاير الجبنة مع الشاي.. قولت اقوم بدري أعملها قبل ما اروح الفيلا واحضر الفطار لـ "عزيز" بيه.

قالتها "عايدة" بعدما استدارت جهته وعلى شفتيها ارتسمت ابتسامة حنونه.

_ تسلم إيدك يا حببتي لكن ليه تعبتي نفسك.

وبلهفة مدَّ يده يلتقط منها الوعاء الذي تضع فيه المخبوزات الساخنه قائلاً :

_ اقعدي ارتاحي وأنا هكمل تحضير الفطار عنك.

_ "عزيز" أنا كويسه ، هات بقى الطبق وأخرج من المطبخ خليني أجهز الفطار بسرعة.

اِلتقطت منه "عايدة" قطعة المخبوزات التي كان يحملها ثم أشارت له بالخروج من المطبخ.

ضحك "عزيز" ثم التقط القطعة التي أخذتها منه ودسها بفمه يستمتع بمذاقها.

_ طعمها يجنن.

كاد أن يلتقط منها قطعة أخرى لكنها أسرعت في اجتذاب الطبق منه.

_ شوف اهو أنت هتعطلني ومش هلحق أحضر الفطار.

قالتها "عايدة" متذمرة، فأكثر ما تمقته هو أن يُشغلها أحداً وهي بين أواني مطبخها.

باغتها "عزيز" بقبلة على خدها، مما جعلها تبتسم ثم قال :

ظنها دمية بين أصابعه (النسخة المعدلة) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن