الفصل الواحد والخمسون

33.4K 969 139
                                    

🌻 ظَنَّهَا دُّمَيَّة بين أَصابِعِهِ.🌻

الفصل الواحد والخمسون

بصيصًا من الأمل إلتمع في عينيه وهو يراها تستمد منه دعمًا من نوع خاص يفهمه؛ فهو ليس بأحمق حتى لا يفهم سبب فعلتها. تلاقت عيناهم بنظرة خاطفة، نظرة كانت بالنسبة له أملًا وإنهزامًا..، إنهزامًا يحياه يومًا بعد يوم كلما أبصر حقيقة حياتها التى كانت سببًا من أسباب اِختيار جده لها.

اِزدردت لُعابها ثم أرخت قبضة يدها عن ذراعه لكنه باغتها بــ وضع يده حول خصرها ليضمها إلى صدره.

_ طبعًا يا حبيبتي مقدرش أوعدك بحاجة ومنفذش.

ونظر نحو "هشام" الذي كان يحملق بهم بنظرة ثاقبة.

_ خصامها صعب أوي يا سيادة المستشار، اتمنى توصيها عليا.

رمقها بنظرة سريعة واِبتسم داخله وهو يرى امتقاع وجهها من كلامه.

اِرتجف جسديهما عندما اِرتفعت ضَحِكات "هشام" ونظر نحو "زينب" بنظرة هادئة يغلفها غضب ووعيد ليست غافلة عنه.

_ زعلها صعب زي سيادة اللوا ومتنساش إنكم تعتبروا عرسان ومن حقها تدلع شويه عليك وأنت تحايل بقى.

اِنفلتت قهقه عالية من بين شفتيّ "صالح" وحرك وجهه نحوها لتندهش من فعلته عندما رفع يده وداعب بأنامله أرنبة أنفها.

_ ما أنا بعمل كده يا سيادة المستشار لكن برضو لسا منولتش الرضى.

ثم أردف وهو يحيد نظره عنها حتى لا تسحقه بذلك الشرر الذي ينطلق من عينيها.

_ يعني عندك امبارح مثلاً، كنت المفروض أبات معاها هنا بعد ما سيادة اللوا حس بيا.

تجمدت ملامح "زينب" من وقاحته ليستطرد وهو ينظر في عينين "هشام" الذي اِنفرجت أسارير وجهه.

_ للأسف جالي تليفون مهم واضطريت انزل ومش عايز اقولك عملت إيه وكلام بقى من أنت شغلك واخد كل وقتك.

ضحك "هشام" وهو ينقل عيناه بينهم وقال:

_ لأ المفروض يا "زوزو" تفهمي طبيعة شغل جوزك، أومال لو كنتِ اتجوزتيه وهو لسا طيار كنتِ هتعملي إيه.. لا أنت مدلعها بزيادة يا "صالح".

اِبتسم "صالح" وقربها منه أكثر وقد اِستغل صمتها الممزوج بالصدمة، فهو مثلها مصدوم من نفسه ومن عمها في تصنع الدور.

_ لا بالعكس أنا ظالمها معايا يا سيادة المستشار، شغلي للأسف فيه ضغط جامد حتى العلاقات الأسرية والمناسبات مقصر فيها وبالتالي حارمها من مشاركتي معاها في حاجات كتير وهي بتتقبل ده لأنها عارفه ظروف شغلي ومتفهمه.

هَـز "هشام" رأسه بتفهم ونظر نحو "زينب" التي اِستكانت في حضنه.

_ ما أنا قبل ما تيجي كنت بسأل "زوزو" لو زعلان مننا لأننا مش بنشوفك كتير.

ظنها دمية بين أصابعه (النسخة المعدلة) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن