الفصل التاسع عشر

30.7K 784 39
                                    

🌻 ظَنَّهَا دُّمَيَّة بين أَصابِعِهِ.🌻

الفصل التاسع عشر

ارتعشت يديها وهي تقوم بإلتقاط حبات البرتقال وقد خرج صوتها بهمس خافت وهي تبرر له سبب وجودها هُنا بدلًا عن زوجة عمها.

_ أنا هنا عشان اسخن الأكل واحضرهولك... هسخن الأكل وامشي.

سقطت حبات البرتقال التي جمعتها من يديها وعادت لتلتقطها بتوتر اجتذب عيناه إليها وجعله يقف صامتًا.

_ أنا هلمهم بسرعة وهسخن الأكل على طول.

داعبت شفتيّ "عزيز" ابتسامة خفيفة تلاشى معها جمودة ملامحه.

بدأت تقسيمات وجهه تسترخي وقد أطلق لعينيه حُرية النظر إلى تفاصيلها التي تجعل عقله يتوقف عن محاسبته.

ازدردت لُعابها من شدة حرجها وهربت بعينيها بعيدًا عندما انتصبت أخيرًا في وقفتها ثم أسرعت بوضع حبات البرتقال بوعاء الفاكهة.

_ أنا هسخن الأكل.

تمتمت بها وهي تحمل وعاء الطهي الذي ستقوم بتسخينه وقد وقف "عزيز" مكانه يحدق بها بنظرة ارتعشت معها أوصالها.

أخيرًا انتبه على وقوفه وصمته ثم أزاح عيناه عنها.

_ مكنش له لزوم إن "عايدة" تتعبك وتقعدي تستني ميعاد رجوعي في المطبخ.

قالها "عزيز" بنبرة خرجت منه جامدة وقد استشعرت "ليلى" منها أنه لا يريد وجودها.

قبضت على منشفة المطبخ التي تحملها بقوة تخفي خلفها حرجها ثم أسرعت بخفض عيناها.

_ أنا عارفة إنك مش عايزانى أعمل أي حاجه خاصه بيك...

رفعت عيناها إليه وهي تزدرد لعابها وواصلت كلامها بتعلثم.

_ أنا آسفه.

خفق قلبه بشدة عند سماع اسفها واتسعت حدقتاه في ذهول وهو يراها تتحرك من أمامه لتترك المطبخ وتُغادر.

_ "ليلى".

أسرع بهتاف اسمها بل وتحركت ساقيه ورائها وكاد أن يمدّ يده ليلتقط ذراعها إلا أنه تمالك حاله وقبض على كف يده بقوة.

_ مين اللي هيسخن ليا الأكل وهيحضره لما أنتِ تمشي ولا أنتِ عايزة تسبيني جعان.

ما الذي تفوه به للتوه؟

هكذا سأل "عزيز" نفسه وهو يغرز أصابع يده في خصلات شعره.

وقفت مكانها بعدما اجتذبها حديثه ثم استدارت جهته وقد احتلت وجنتيها حُمرة خفيفة.

تعلقت عيناها به وسُرعان ما كانت تتسع حدقتاها في ذهول وهي تجده يزيح أحد المقاعد التي تلتف حول الطاولة الصغيرة الموجودة في منتصف المطبخ ثم جلس عليه وكأنه هكذا يخبرها أنه ينتظر تناول وجبة طعامه.

ظنها دمية بين أصابعه (النسخة المعدلة) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن