🌻 ظَنَّهَا دُّمَيَّة بين أَصابِعِهِ.🌻
الفصل الرابع والعشرين
تلك الحيرة التي رآها "نيهان" في أعيُن صديقه الذي عاهدة دائمًا ثابت القرار إذا أراد أمرًا، جعلته يشعر بالشفقة نحو "عزيز"... فقد سلك قلبه طريق لا رجعة به وانتهى الأمر.
لم يرغب "نيهان" الآن بالحديث أكثر، فالمكان والوقت ليسوا مناسبان، وقد ألقى بنظرة سريعة نحو "ليلى" التي استقرت مع عائلة عمها على إحدى الطاولات بعدما رحبت بهم "نيرة" وزوجها.
ربت "نيهان" على كتف "عزيز" للتحرك حتى يرحب بضيوفه وقد استعاد "عزيز" أخيرًا رباطة جأشه.
أغلقت "عايدة" عينيها لثواني بعدما بدأت صغيرتها بإلقاء كلمات تذمرها المعتادة وأردات النهوض من الطاولة والتقدم نحو الأمام لتكون قُرب "نيرة".
_" شهد"، سيبي ايد بنت عمك واقعدي متتحركيش من مكانك.
مطت "شهد" شفتيها بامتعاض وتركت ذراع "ليلى" التي ربتت على يدها قائلة.
_ تعالي اقعدي مكاني يمكن تعرفي تشوفي العريس والعروسة.
تأففت "شهد" قائلة بحنق بعدما أشاحت عيناها عنهم.
_ حتى لو قاعدت مكانك مش هشوف حاجة، إحنا قاعدين على تربيزات الدرجة التالتة.
_"شــهــد".
هذه المرة خرج صوت "عزيز" الذي وصله حديث ابنته بوضوح وواصل كلامه بحزم.
_ كلمة زيادة وهقول يلا نروح.
امتعضت ملامح العم "سعيد" وهزت "عايدة" رأسها بقلة حيلة من طباع ابنتها التي صارت تتغير ونظرت إليها لتصمت حتى لا ينفذ والدها حديثه.
_ أنا بقول فعلاً نقوم نروح عشان ولا تعرف تشوف حاجة من الفرح.
قالها العم "سعيد" وهو ينظر لابنة شقيقته التي قابلت نظراته لها بملامح عابسة.
_ مالكم في إيه يا جماعه... إيه يا "شهد" مزعلينك ليه.
ارتفع صوت "نيرة" بتساؤل وقد عادت لهم وقررت الجلوس بينهم قليلًا لتستمتع بقُربهم وحديثهم.
احتل التوتر وجوههم ونظروا إليها.
_ فستانك جميل أوي.
هتفت بها "ليلى" وهي تنظر نحو "نيرة" التي اتسعت ابتسامتها من مجاملتها اللطيفة ونسيت أمر تساؤلها.
_ وأنتِ كمان فستانك جميل يا "ليلى" وطالعه زي القمر.
التمعت عينين العم "سعيد" بالبهجة عندما وجد زينة البيت -كما يسميها- تجلس جواره.
_ هقعد جنب الراجل العجوز ده عشان نختار سوا العروسه اللي هنخطبها ليه.
انشقت شفتيّ العم "سعيد" بابتسامة واسعة وأشاح وجهه عنها باستحياء.
أنت تقرأ
ظنها دمية بين أصابعه (النسخة المعدلة)
Romansaالنساء لا مكان لهُنَّ في حياته، عالمه ينصب على أبناء شقيقه وتوسيع تجارته في أنحاء البلاد. هو "عزيز الزهار" الرَجُل الذي أوشك على إتمام عامه الأربعين. "ليلى" الفتاة اليتيمة، صاحبة الأربعة وعشرون ربيعاً التي تڪفلت بتربيتها عائلة وبعد وفاة تلك العائ...