الفصل السابع والأربعون (2)

28.6K 925 63
                                    

🌻 ظَنَّهَا دُّمَيَّة بين أَصابِعِهِ.🌻

الفصل السابع والأربعون(2)

«تظن أن وحدك من تحيا خرابً وفوضىٰ ولكن عندما تُبصر عيناك حياة الآخرين تعرف أنك لستُ وحدك»

أطرق "صالح" رأسه في خزي عندما رأها تندفع إلى حضن جدها باكية، تطلب منه ألا يبكي هو الأخر وكلما سألها هل هو ظالم وظلمها كما ظلم والدها، تزداد بالبكاء.

قبضة قوية اِعتصرت قلبه الذي ظَنَّ أنه صار صلدًا. الألم اِحتل ملامح وجهه وثقلت أنفاسه ليرفع يده يُدلك بها عنقه بعدما شعر بالإختناق.

_ أرجوك يا جدو كفايه بكا.

قاوم "نائل" ذرف دموعه التي أظهرت مدى ضعفه وثقل الذنب على كاهله ثم رفع كفيه وضم وجهها و أخذ يمسح لها دموعها.

_ متعيطيش.

دمعت عينين "زينب" وهزت رأسها تهتف راجية.

_ أنت كمان متعيطش يا جدو، تمام.

ابتسم "نائل" وهو يراها تفعل مثله وتمسح له دموعه.

_ سامحيني يا "زينب".

قالها "نائل" بحرقة وندم وقد تخيل هذه اللحظة صورة "زينب" الجدة في حفيدته التي تُشبهها.

اِبتسمت "زينب" من بين دموعها وأخذت تمرر كفيها على ملامح وجهه.

_ حبيبي يا جدو أنا مسمحاك ومش زعلانه منك في حاجة، أنا مش عارفة ليه بابا بس جالك في الحلم وقالك كده.

ورغم أنها تعلم سبب مجئ والدها الحبيب إلى جدها إلا أنها تظاهرت بعكس ذلك.

أطبق "صالح" جفنيه بقوة؛ فهو لم يعد يحتمل ذلك الثقل الذي يجثم على روحه.

_ اخدت ادويتك؟، فين "منصور" مجاش ليه.. مش ده ميعاده!

إلتقط "نائل" أنفاسه ببطء ونظر إليها قائلًا بلسان ثقيل.

_ "منصور" تعبان وأنا قولتله خدلك يومين اجازة.

اِمتقعت ملامح "زينب" وتنهدت بقوة.

_ وطبعًا اليومين الأجازة اللي هياخدهم "منصور" هتفضل لوحدك ومش هتاخد أدويتك وكنت هتضحك عليا لما اكلمك وتقولي إنك كويس.

اِرتبك "نائل" وكأنه طفل صغير؛ فتساءَلت بحيرة:

_ هو "حاتم" مبقاش يجي يبات معاك؟

أسرع "نائل" بالدفاع عن حفيده.

_ لأ يا "زوزو" "حاتم" بيجي يبات معايا لكن امبارح سافر الغردقة فسحة مع صحابه.

اِنفلتت شهقة من بين شفتيّ "زينب".

_ يعني لا "منصور" ولا "حاتم".

تبدلت ملامح "صالح" وداعب قلبه شعور جديد عليه.

_ خلاص بقى يا "زوزو"، جدك برضو لسا بصحته مش محتاج لحد.

ظنها دمية بين أصابعه (النسخة المعدلة) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن