🌻 ظَنَّهَا دُّمَيَّة بين أَصابِعِهِ.🌻
الفصل السابع والخمسون
سعيدة هي بل أكثر من سعيدة وهي تراه يتبعها ويقود ورائها سيارته بتلك السرعة حتى يلحقها وكلما صارت السيارات على نحو موازي كانت تزيد من سرعة سيارتها وكأنها في سباق معه.
زفرة طويلة حانقة أطلقها "عزيز" فور توقفها عن تلك المهزلة التي تفعلها وقد وقفت أخيرًا في إحدى المناطق الخالية.
ابتسامة متلاعبة اِرتسمت على شفتيّ "سمية" وهي ترىٰ سيارته تقف ورائها لترفع يدها تُمررها على خُصلات شعرها ثم أخذت تُحرك رأسها بمتعه.
أغلق "عزيز" جفنيه لوهله ثم سحب نفسًا عميقًا حتى يستطيع السيطرة على غضبه الذي لو أطلقه لسحقها أسفل قدميه.
تنهد بقوة و ترجل من السيارة وبثقة اِتجه نحو سيارتها.
اِتسعت ابتسامة "سمية" و استرخت في مقعدها منتظرة الخُطوة التالية منه.
عندما وقف "عزيز" أمام باب السيارة رمقها بنظرة جعلتها ترتعد لكنها تظاهرت بالثبات وابتسمت ثم أشارت إليه بأن يأتي إليها من الجهة الأخرى للسيارة ويصعد جِوارها.
إنه يحتاج قوة فوق قوته حتى يتحكم في انفعالاته ويتحلىٰ بالصبر. طرق على زجاج نافذة السيارة بعدما زفر أنفاسه لتفتح "سمية" النافذة وقبل أن تنطق بتلك الكلمات التي رتبتها ورغِبت في قولها حتى تزيد من غضبه، صدح صوته عاليًا.
_ اخرجي يا "سمية" من العربية وبلاش اسلوبك الرخيص.
ينعتها بالأسلوب الرخيص؛ هكذا أخذت تُردد داخلها أولًا ثم هتفت ببرود وهي تتلاعب بإحدى خُصلات شعرها المصبوغ.
_ خير يا "عزيز".
_"سـمـيـة".
خرج صوته بقوة لتنظر إليه بضيق ثم ترجلت من السيارة وهي تعقد ساعديها أمامها.
_ قول سبب زيارتك ليا على الصبح، ما هو مش معقول تكون حلمت بيا يا "عزيز".
بوجه متجهم حدجها وهو يزوي ما بين عينيه.
_ أنتِ عمرك ما تكوني حلم يا "سمية"، أنتِ كابوس مش عارف اخلص منه.
هَزتها عبارته؛ فهو الرَجُل الوحيد الذي نبذها لتنظر إليه بنظرة خاوية.
_ لو خلصت كلامك يا "عزيز"، فأنا مضطرة أمشي لأن عندي اجتماع مهم ما أنت عارف بقى أنا سيدة أعمال شاطرة أوي.
_ شاطرة بالحيل والمكايد يا "سمية".
بتهكم قالها، فلو ظنت أنها نسيت الماضي سيُذكرها به.
_ معنديش وقت أفضل وأسمع كلام فارغ.
قالتها وهي ترمقه بنظرة قوية وكادت أن تلتف بجسدها وتستقل سيارتها.
أنت تقرأ
ظنها دمية بين أصابعه (النسخة المعدلة)
Romanceالنساء لا مكان لهُنَّ في حياته، عالمه ينصب على أبناء شقيقه وتوسيع تجارته في أنحاء البلاد. هو "عزيز الزهار" الرَجُل الذي أوشك على إتمام عامه الأربعين. "ليلى" الفتاة اليتيمة، صاحبة الأربعة وعشرون ربيعاً التي تڪفلت بتربيتها عائلة وبعد وفاة تلك العائ...