الفصل الثاني عشر
🌻 ظَنَّهَا دُّمَيَّة بين أَصابِعِهِ.🌻
هزته نبرة صوتها الضعيفة ونظراتها التـي تحمل شـجـنً وشـوقً للغائبين.
هذه النظرة التـي تُطالعه بِها رأها يومًا في أعُين ابنة شقيقه.
الضوء المُنبعث أشعته من عمود الإنارة تَسلط بقوة داخل مقلتاها التي لمعت الدموع بهما.
لـوهـلـة غَـاص فـي عـيـنـيـهـا وفـي مـلامـحـهـا الـجـمـيـلـة... لـوهـلـة أخـذه فـؤاده لـشـعـور لا يـنـاسـب رَجُـل بِـعُـمـره.
ضاقت عيناه في ذهول وسُرعان ما كان يشيح عيناه عنها يُكرر سؤاله لها مرة أخرى بنبرة خشنة.
_ إيه اللي مقعدك على الرصيف كده، فيه حاجه حصلتلك.
_ كعب الجزمه اتكسر.
عيناها كانت مرتكزة نحو الحذاء الذي خلعته وأخذت تنظر إليه.
قطب "عزيز" حاجبيه عندما استمع إلى ردها ونظر نحو الحذاء الذي تطالعه بحزن.
_ آخر حاجه ماما اشترتها ليا... مكنش المفروض ألبسه النهاردة..
دمعت عيناها وهي تخبره بحزنها الشديد على حذائها وأخذت تخبره بذلك اليوم الذي اشترته لها فيه والدتها عندما أخبرتها أنه أعجبها.
انتصب "عزيز" في وقفته ونظر حوله بنظرة ثاقبة ثم عاد ينظر إليها بنظرة تحمل عطفًا...
فهل يتركها تسرد له ذكرياتها دون إحراجها؟
تنهد "عزيز" بتنهيدة طويلة وتمتم بعدما اقترب من الأكياس الملقاه أرضًا والتقطها.
_ قومي يا "ليلى" مينفعش تفضلي قاعده على الرصيف كده.
تعلقت عيناها به بنظرة ضائعة أرجفت ذلك القابع بين أضلعه.
أشاح عيناه عنها ثم زفر أنفاسه بقوة وتحرك من أمامها وهو يحمل الأكياس التي سقطت منها.
_ البيت بعيد...تعالي أوصلك لأنك مش هتقدرى تكملي الطريق وأنتِ بالحالة دي.
ألقى حديثه بعبارات متقطعه بها تبرير واضح لا يعرف لما يُخبرها به.
انتبهت أخيرًا على حالها ثم نظرت لمكان جلوسها ونهضت بهوان.
اتجهت عيناه خلسة نحوها بعدما فتح لها باب السيارة.
وجدها تنفض تنورتها السوداء التي ترتديها ثم حملت حذائها واحتضنته.
ضاقت حدقتاه في ترقب عندما رأها تسير نحوه حافية القدمين.
رفعت رأسها ببطئ نحوه؛ فتلاقت نظراتهم.
أسرعت "ليلى" بخفض عيناها وقد أشاح عيناه هو الأخر ثم زفر أنفاسه بضيق من حاله.
أنت تقرأ
ظنها دمية بين أصابعه (النسخة المعدلة)
Romanceالنساء لا مكان لهُنَّ في حياته، عالمه ينصب على أبناء شقيقه وتوسيع تجارته في أنحاء البلاد. هو "عزيز الزهار" الرَجُل الذي أوشك على إتمام عامه الأربعين. "ليلى" الفتاة اليتيمة، صاحبة الأربعة وعشرون ربيعاً التي تڪفلت بتربيتها عائلة وبعد وفاة تلك العائ...