الفصل الخامس والثلاثين

33.2K 883 76
                                    

🌻 ظَنَّهَا دُّمَيَّة بين أَصابِعِهِ.🌻

الفصل الخامس والثلاثين

الصدمة ارتسمت على ملامح الواقف وقد ضاقت حدقتاه وهو لا يستوعب رؤيتها بهذا المظهر. أتاه صوت جده المتساءل عن هوية ذلك الضيف الذي أتى إليهم بهذا الوقت.

_ مين على الباب يا "قُصي".

بصوت مَازال يحمل ذهول صاحبه أجاب على جده وهو يبتعد عن الباب.

_ دي "زينب" يا جدي.

وسُرعان ما كان يتساءَل بعدما بدأ يفيق من دهشته.

_ مالك "يا زينب"! ..

لم يكد ينهي "قُصي" كلامه وقد وجد جده يقف ورائه ينظر إلى قرة عينه بفزع.

_ إيه اللي عمل فيكي كده؟

وللمرة التي لم تعد تحصى عددها كانت تكذب على جدها، تخبره عن الحادث الذي رأته على الطريق بعدما ودعت صديقتها بعد لقائهم.

كان "نائل" يضمها إلى حضنه ويستمع إليها لكنه بحداسته يشعر بأن هناك شئ أخر تخفيه عنه. مرر يده على ظهرها حتى تهدأ وتساءَل:

_ معقول يا "زوزو" لسا منستيش تفاصيل الحادثة.

أغمضت عينيها بقوة؛ فقد فتحت كذبتها ذكرى ذلك اليوم الذي مر عليه أعوام. فـ صورة المرأة التي أطاحت بها السيارة لا تغادر رأسها كلما تذكرت الأمر.

ازدردت لُعابها ودفنت رأسها أكثر في حضن جدها تستمد منه قوتها وتتأسف له بصمت على عدم قدرتها لمصارحته عن السبب الذي أوصلها لهذه الحالة وأتت من أجله إليه.

_ أحلى عصير ليمون لأحلى "زوزو".

هتف بها "قصي" وهو يتجه بكأس العصير نحوها.

_ كل ده بتعمل كوباية عصير لبنت عمك، ده إحنا نسينا اصلا إنك دخلت تعملها حاجة تشربها يا سيادة الرائد.

قالها "نائل" حتى يجعل تلك القابعة داخل أحضانه تبتسم.

فهم "قصي" ما يرمي إليه جده وتحدث معاتبًا له بعتاب مصطنع.

_ عمايل العصير بيحتاج تكتيك، ده ظبط مقادير يا باشا.

رفع "نائل" وجه "زينب" إليه ولوى شفتيه مستهزءً.

_ ده فاكر نفسه في مهمة بحرية، هات العصير يا ابو تكتيك.

_ عُلم وينفذ يا فندم.

بنبرة عسكرية هتف بها "قُصي" ثم مدَّ كأس العصير إلى "زينب" التي ابتسمت.

التقطت منه كأس العصير، فحثها "نائل" على الإرتشاف منه ثم قال بمزاح.

_ اشربي خلينا نشوف التكات والحركات في كوباية ليمون.

ترقب "قُصي" النتيجة وقال:

ظنها دمية بين أصابعه (النسخة المعدلة) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن