الفصل الرابع والأربعون

33.6K 1K 131
                                    

🌻 ظَنَّهَا دُّمَيَّة بين أَصابِعِهِ.🌻

الفصل الرابع والأربعون

هل صَار يفقد صبره من شدة اللهفة، هل صَارت امرأة تفقده عقله..، متى حدث هذا وكيف حدث لا جواب لديه إلا أنه أصبح رَجُلًا عاشقًا، وما عاهد نفسه يومًا بعدم الوقوع فيه حدث دون إرادته.

تحرك "عزيز" في غرفة مكتبه بدون هوادة وهو يُخلل أصابعه بين خُصلات شعره ولولا تحكمه في إنفعالاته لڪان غادر مكتبه واِتجه نحو القسم الذي تعمل به. لقد مرت ساعة تقريبًا منذ أن أخبر السيد "رفعت" -بالمرة الأولى- أن يرسلها إلى غرفة مكتبه، استدعاها مرتين لكنها حتى الآن لم تُبالي بطلبه.

زفر أنفاسه بقوة متوعدًا داخله لها على أفعالها الحمقاء التي تفقده صوابه. اتخذ قراره؛ فهو سيذهب لها وكاد أن يتحرك لكنه استمع إلى طرقة ضعيفة على باب الغرفة ثم دخولها.

تلك النيران المشتعلة في بؤبؤي عينيه تحولت تمامًا إلى القلق واقترب منها بفزع عندما لاحظ انتفاخ جفنيها وإحمرارهما.

_ "ليلى" أنتِ بتعيطي؟

أخفضت عيناها وقد خانتها دموعها أمامه ليجتذبها إليه واضعًا يده أسفل ذقنها حتى يرفع رأسها لتطالعه.

_ إيه اللي حصل عشان تعيطي كده، "ليلى" ردي عليا.

ارتجفت شفتيها مع علو صوت شهقاتها ليخرج صوتها
-أخيرًا- متقطعًا.

_ أنا مش وحشة يا "عزيز"، مكنش قصدي حاجة.. ليه
"سلوى" فهمتني غلط.

تجمدت ملامح "عزيز" وقد تركها تخبره بما دفعها لتلك الحالة المزرية.

تنهيدة طويلة خرجت منه وهو يضمها إليه لا يُصدق أنها بتلك الهشاشة.

_ آه يا "ليلى" آه، قوليلي أعمل فيكي إيه دلوقتي.

قالها وهو يشد من ضمها إليه ؛ فهي جعلته يتخيل العديد من الأمور المفزعة وبالنهاية يكون هذا الأمر هو السبب.

_ أنا مكنش قصدي.

قالتها وهي تبتعد عنه ثم رفعت عيناها لتتعلق بعينيه وتواصل كلامها بنبرة باكية.

_ مبحبش حد يزعل مني ولا يشوفي وحشة.

ابتسم "عزيز"، فهو أمام طفلة صغيرة تنتظر من والدها أن يؤكد لها بأنهم السيئون وليست هي.

_ مين يقدر يقول على حبيبتي وحشه، حبيبتي مفيش منها اتنين.

هل نبض قلبها بجنون الآن!! أم بسبب بكائها تسارعت دقات قلبها.

مَدّ "عزيز" يديه نحو وجهها ليمسح دموعها العالقة بأهدابها قائلًا بصوت رخيم.

_ عمري ما كنت صاحب عمل مش حكيم ولا بطرد موظف عندي إلا إذا كان خاين للأمانه لكن قوليها أنتِ بس.

ظنها دمية بين أصابعه (النسخة المعدلة) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن