الفصل الثاني والثلاثين

29.2K 855 79
                                    

🌻 ظَنَّهَا دُّمَيَّة بين أَصابِعِهِ.🌻
الفصل الثاني والثلاثين.

في تمام الساعة السادسة صباحًا...
كان "عزيز" يُغادر غرفته بعُجالة حتى يستطيع رؤيتها قبل ذهابها إلى الإسماعيلية.
التمعت عيناه عندما وجدها تقف وحيدة جوار السيّارة عند المرآب وتعبث بهاتفها.
تحرك نحوها بخُطوات تحمل لهفة فؤاده وقد شقت ثغره ابتسامة واسعة لكنه استطاع إخفائها.
أجلي حنجرته وقال بصوت أجش.
_ صباح الخير.

رفعت رأسها عن شاشة هاتفها وقد أربكتها صدمة وجوده، بتوتر دارت بعينيها تبحث عن عمها وتمتمت بصوت خفيض.
_ صباح النور.

ابتسم عندما تغلغل صوتها الناعم إلى آذنيه وما زاده ولعًا عندما رأها تتلفت حولها كطفلة صغيرة.
_ عمي راح يجيب البطاقة بتاعته أصله نسيها.
قالتها بصوت متقطع وهربت بعينيها بعيدًا وهي تقبض على كفيها من شدة حرجها.
_ هتتحركوا دلوقتي؟؟

أماءت برأسها؛ فازدادت حيرته من تهربها بالنظر إليه.
_ "ليلى" هو أنتِ سمعتيني؟؟ اقصد يعني يوم...
بتعلثم تساءَل "عزيز"؛ فرفعت عيناها نحوه.
أشاح بصره عنها ليستجمع شتات نفسه. يديه تحركت بتلقائية على خصلات شعره ثم عاد ينظر إليها ليجدها تخفض رأسها و تفرك يديها ببعضهما.
تنهيدة قوية خرجت منه، فعلى ما يبدو أنها سمعته تلك الليلة.
كاد أن يقترب منها خُطوة لكن قدوم "عزيز" -العم- نحوهم جعله يتوقف متيبسًا.
_ "عزيز" بيه!! أنت هنا؟

خرج صوت "عزيز" -العم- في تساؤل ودهشة من وجوده.
ببطئ استدار "عزيز" جهته بعدما أخفى تلك المشاعر التي تجتاح عينيه.
_ استغربت من وقوف "ليلى" لوحدها لما جيت ادخل الجراچ.
هز "عزيز" -العم- رأسه بتفهم وأخرج جزدانه ليضع به بطاقة هويته الشخصية.
_ ربنا ستر واخدت بالي قبل ما نتحرك إن البطاقة مش موجوده.

ابتسم "عزيز" ونظر نظرة خاطفة نحو "ليلى" التي انشغلت بالنظر إلى هاتفها.
_ تروحوا وترجعوا بالسلامة يا "عزيز"، لو احتاجت حاجة بلغني على طول أنا ليا حبايب هناك ومش هيتأخروا في خدمتي.

_ عارف والله يا بيه إنك مش هتتأخر لو طلبنا منك حاجة.

تحرك "عزيز" -العم- نحو السيّارة التي أصر "عزيز" عليه أن يسافر بها.
اتبعت "ليلى" عمها لكنه باغتها بطلبه الغريب.
_ "ليلى"، ممكن رقم تليفونك بعد إذن "عزيز" طبعًا.
لم ينتظر "عزيز" أن يرى دهشتهم من طلبه؛ فأسرع قائلًا:
_ يعني عشان لو لا قدر الله حصل أي ظرف يكون رقمي مع "ليلى".

أجاب "عزيز" -العم- على الفور وهو ينظر نحو "ليلى".
_ عندك حق يا "عزيز" بيه.
لأول مرة يكون جرئ بأمور كتلك حتى أنه لم يستوعب ما نطقه.
بتوتر أعطته "ليلى" رقم هاتفها وقد غزت حُمرة الخجل وجهها.
ارتفعت زاوية فمه لأعلى بابتسامه ونظر إليها بعدما أسرعت بالدخول إلى السيّارة.
أتت "عايدة" مهرولة وهي تحمل عُلب الطعام.
_ أنت كنت هتمشي يا "عزيز" من غير ما تاخد الأكل؟؟.

ظنها دمية بين أصابعه (النسخة المعدلة) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن