هاريكا

" ٩ "

استغفر ربك ...

متنساش تقفل الواي فاي عشان ميظهرش ليك إعلانات ونشيل ذنب بسببها ..

ڤوت وكومنت برأيك .. عزيزي.
__________________

- مين ده يا " جميلة "؟

حاولت أن تتحدث ولكن فشلت، كانت تلتقط أنفاسها بصعوبة وهي تنظر في كل الإتجاهات عدا جهة
" هاريكا ".
تشعر بأن قلبها يكاد يخرج من بين أضلعها من شدة خفقانه، يا له من وضع صعب؟
لو كانت تفعل شيء عادي لِمَ إذًا تشعر بذلك الشعور البغيض؟ كأنها مذنبة تحاول التخفي من العيون المعاتبة لها ..

سمعت صوت " عمرو " المتوتر :

- مفيش كنت بسألها على مكان صيدلية، شكرا ليكِ.

تحدثت " هاريكا " ومازال الإستغراب يعلو ملامحها :

- وأنت ملقتش غيرها تسألها عن صيدلية؟ ده بافتراض أنك مش عارف هي فين يعني.

زاد توتره، فالوضع صعب أن تقف تحاول الإفلات من فعلتك دون أن يثبت عليك شيء .. فهو لأمر صعب فعله.

تحدث وهو يعود بظهره للخلف :

- آسف، بس كنت عاوز أعرف بجد مكنش قصدي أتفهم غلط، عن أذنك.

وفر هاربًا قبل أن تستجوبه مرة أخرى فهو لا يمتلك من الردود التي تكفي أسئلتها.

نظرت في أثره بشك وهي تعلم بوجد شيء يُخفى عليها .. فهي ليست ساذجة.

عادت ببصرها نحو " جميلة " المرتبكة التي يتحرك بؤبؤ عينيها دلالة على نشاط الجهاز السمبثاوي الذي يوضح أنها متوترة، فلو كان يسألها عن الطريق فلمَ ذلك التوتر؟

تحدثت " جميلة " مسرعة وهي تحاول تبرير الموقف :

- زي ما قالك كدا، كان بيسألني عن الطريق، فاتكسفت مردش عليه.

طالعتها " هاريكا " بشك وهي تخفي ما بداخلها حتى تعلمه لاحقًا بعد أن تتحرى بدقة، وتحدثت بحكمة :

- حتى ولو مينفعش تردي عليه، فيه كتير في الشارع كان ممكن يروح يسأل حد منهم، وبعدين ده مش موضوع حياة أو موت عشان تقفي معاه كدا، هو بيتلكك، فحرام.

- حرام؟

هتفت بها " جميلة " مسرعة وهي تطالعها بشرود، في حين تأكدت " هاريكا " من ما تشك به وعلمت أن " جميلة " تخفي أمر ما بداخلها وعليها أن تساعدها فيه.
__________________

كان يذاكر بتركيز شديد، تارة يكتب وتارة يبحث هنا وهناك على معلومة إضافية، حتى سمع دق على الباب، اذن بالدخول فوجده صديق رحلة علاجه
" مهند ".

ابتسم " نادر " بحب وهو يشير إلى مقعد بجانبه قائلًا :

- اتفضل يا دكتور " مهند " أنت مش غريب برده يا راجل.

ابتسم " مهند " بخفوت :

- نسخة من " إسلام " حقيقي، مش عارف الاقيها منك ولا منه!