" ٢٠ "

1.2K 108 97
                                    

استغفر ربك ..

متنساش تقفل الواي فاي لو بتقرأها كاملة عشان ميظهرش ليك إعلانات.

ڤوت وكومنت برأيك .. عزيزي.
_____________

مع اقتراب الساعة السادسة والنصف صباحًا وشروق شمس يوم جديد بقى القليل بعد أن غادر الكثير من الناس ..

نجد " أسماء " ما زالت تجلس دون وعي منها وهي تنظر أمامها بشرود وبجانبها " خديجة " الممسكة بيدها تربت عليها بلطف وحنو ومن داخلها تبكي ألمًا عليها، فهي لا تتحمل مجرد التخيل بأن ولدها حدث له شيئًا، فماذا عنها؟

اقتربت " هاريكا " الصامتة منذ وقت لا بأس به.
فقد غادر الجميع وبقت هي و " مراد " وعائلة
" أيان " و" أسماء " و زوجها و طليقها وابنه وصديقه ..

تحركت بتجاه " أيان " الذي يجلس نفس الجلسة منذ وقت يقترب من الساعتين ولم يتحرك إنشًا واحدًا!
وبجانبه " إسلام " الذي يجلس ضامًا قدميه إلى صدره وينظر بشرود أمامه، عندما شعر بأحد يقترب منهما؛ رفع بصره وجدها " هاريكا " حينها نهض حتى يتركها تعزي " أيان " وتواسيه دون تقييد لحريتها بوجوده.

رغم ذلك لم يعي " أيان " وجودها وما زال جالسًا نفس جلسة " إسلام " وهو ينظر إلى القبر بشرود وعيونه الزرقاء أصبحت محمرة كالدماء، حمحمت بتوتر وهي تنظر إلى القبر مثله، قائلة بمواساة :

- البقاء لله يا " أيان "، هو ارتاح المفروض تدعيله وبس، فوق يا " أيان " عشان تواسي والدته وتبقى سند ليها بعد " إياد " الله يرحمه، متسيبهاش لوحدها، أنت هتقدر أنك تقلل من وجعها بس لما تفوق ..

استدار لها بعينيه بألم شعرت حينها بقلبها يتمزق وجعًا عليه، فهو ينظر لها وكأنها أخر خيط لطوق النجاة بالنسبة له، تريد أن تواسيه ولكن كيف؟

فهي حتى لا يحق لها الجلوس والتحدث معه هكذا لأنها لم تصبح زوجته بعد ..

طال صمته ثم تنهد بعمق وردد بصوت مختنق يحمل الألم والحزن بين طياته :

- مش قادر يا " هاجر " بحاول استوعب ولكن الموضوع صعب، أنا قاعد دلوقتي بحاول استوعب أن اللي جوا القبر ده " إياد "، ازاي؟
يعني احنا خلاص كدا؟
مبقاش في " أيان " و " إياد " تاني؟
اللي كان بيتعب فينا التاني كان بيعمل كل اللي يقدر عليه عشان يساعده ويقلل من وجعه، دلوقتي هعمل ده لوحدي ازاي؟

ضمت شفتيها بألم حتى لا تبكي أمامه وتزيد من حزنه، فرددت بابتسامة مشجعة :

- هتقدر يا " أيان " بس أنوي أنت بس وحاول بالله عليك، عشان نفسك .. عشان طنط .. عشان مامت " إياد " .. عشاني!

نظر لها بابتسامة باهته لو في وقت أخر كان سيرقص قلبه فرحًا .. ولكن الآن؟

زادت الكلمة من حزنه لتذكره أنه سيتزوج دون وجود صديقه بجانبه، تذكر حينما قال له :

هاريكا Where stories live. Discover now