" ١٩ "

1.1K 114 120
                                    

استغفر ربك ...

كان نفسي أقول إهداء إلى الجميلة
" أروى عاطف " بمناسبة يوم ميلادها .. كما قالت لي ولكنه ليس بالفصل السعيد إطلاقًا.

متنساش تقفل الواي فاي لو بتقرأها كاملة عشان ميظهرش ليك إعلانات.

ڤوت وكومنت برأيك .. عزيزي.
____________

- أنت قولت مين؟ إياد؟

هتف بنبرة مرتعشة غير مصدقة، هل هو يحلم أم ماذا؟

عندما أكد له الطرف الأخر ..
شعر بأن المكان يدور به، كيف هذا؟ صديقه الذي بعث له رسالة صوتيه منذ قليل ولكنه كان مشغولًا في العمل فلم يرد عليه؟ هل كان بحاجته حينها؟ يا ألله لِمَ لم ترد أيان! ظل يؤنب بنفسه حتى استوعب ما قيل له، ركض مسرعًا إلى سيارة والده دون أن يقول له شيئًا، ركب السيارة وسار بها بسرعة كبيرة وهو يتمنى لو أن " إياد " فعل حادثًا فقط وبالمشفى يتعالج ..

" إن شاء الله كان قصده أنه في المستشفى، أكيد أكيد " إياد " عايش، هيموت ويسيبني؟ صديق طفولتي أكيد عايش ... اه أكيد عايش ده واحد غريب وبيقول أي حاجة وميعرفش حاجة. "

شعر بأن السيارة لا تسير؛ فزاد من سرعة سيارة والده .. ظل يدعو ويدعو بداخله أن يكون على ما يرام، أو أن يكون ذلك حلمًا! حلم صعب .. صعب للغاية لا يتقبله فكيف يتحمله في الواقع؟

" إياد " ذلك الشاب الطموح الصبور فهو يحبه .. يحبه كثيرًا، فكان أقرب الناس إليه بما تحمله الكلمة من معنى ..

" أنا السبب .. أنا السبب .. أنا اللي عطيته العربية بتاعتي .. "

أخذ نفس عميق وعيونه محمرة بشكل مخيف وهو ينظر أمامه إلى الطريق وهو يقول بنبرة غير مرتبة تدل على وجع قلبه :

" إياد عايش، أكيد عايش ..
يارب يكون عايش .. أنا مش هقدر أعيش من غيره مش هقدر ..
هكمل ازاي من غيره؟
يارب يارب أكون بحلم. "

صف سيارته وركض من السيارة نحو الأعلى، كان يركض ولا يهتم بمن حوله فهو لا يراهم من الأساس، كان ذلك صديقه يقترب منه مبتسمًا ومستغربًا وجوده الآن في ذلك الوقت وهذا يلقي عليه التحية وهو لا يسمعهم من الأساس ..

وصل إلى المكان المحدد وجد حالة هرج ومرج في الخارج وهذا يقف قائلًا :

" شاب زي الورد، ربنا يرحمه ويصبر أهله، أنا اللي معرفهوش واقف أهو ومش قادر امسك أعصابي هم هيعملوا ايه؟ "

وقع قلبه وهو ينظر له بتوهان شديد، هل يتحدث عن صديقه حقًا؟
نظر لهم نظرة أخيرة قبل أن يدلف إلى المشرحة التي يلقى بها جسد صديقه المقرب ..

دخل ببطء شديد .. تزداد ضربات قلبه مع كل خطوة يخطوها نحو الفراش، شعر بأن الهواء انسحب من حوله وأنه سوف يسقط أرضًا في غصون ثوان ..
حاول أن يقترب أكثر ولكن شعر بأن قدميه لا يقدران على حمله، وصل إليه بعد صراع مع نفسه وخوف يسكن قلبه من تأكيد وفاة أعز أحبابه، اقترب من جسد صديقه وشقيق طفولته..

هاريكا Where stories live. Discover now