الفصل 23
في تلك اللحظة، ناداني صوت بدا وكأنه سيموت في أية لحظة.
"مهلاً، هل تشعرين بالكثير من الألم ؟"
بكيت واستدرت لرؤية فتاة في مثل عمري بدون شعر على رأسها. كانت هزيلة الجسم، ذو خدود مجوفة، وشاحبة كما لو كانت مغطاة بطبقة من الدقيق، ولكنها كانت طفلة جميلة.
هززت رأسي. "سوب.... لا......."
جاءت إلى جانبي، ودفعت حمالة المغذي جانبًا بنظرة قلقة على وجهها.
"إذًا لماذا تبكين كثيرًا ؟"
"أنا آسفة إذا كنت صاخبة......."
"لا، أنا أبكي كثيرًا أيضًا. هل لأنكِ خائفة من الموت أيضًا ؟"
في تلك اللحظة، لسبب ما، شعرت بعدم الارتياح.
"أفضل أن أموت!"
"ماذا ؟ لماذا...... " سألت الطفلة بذهول.
"أمي وأبي يعتقدان أنني لست سوى مصدر إزعاج، وعندما اكتشفت أن نخاع عظم أخي كان مطابقًا لي، قال لي أخي أن أموت. سوب...... أنا أفضل الموت الآن."
لا أعرف لماذا أخبرت تلك القصة لطفلة لم أكن أعرفها حتى.
ولا أعرف لماذا قلت شيئًا وقحًا جدًا في جناح مستشفى سرطان الدم، حيث يلوح ظل الموت دائمًا.
جلست بجواري تعبث بأصابعها في صمت لفترة من الوقت، ثم قالت بصوتٍ منخفضٍ جدًا: "لماذا...... تتحدثين عن...... الموت عندما تستطيعين العيش ؟"
لقد كان صوتها منخفض، لكنها حبست أنفاسها، وتابعت: "لأنكِ إذا عشتِ...... يمكنك تغيير المستقبل، وبالتأكيد قد لا تكونين سعيدة...... ولكن على الأقل أنتِ لديك فرصة."
"آه....."
"أنا لا أمتلك هذه الفرصة. اليوم الذي أغادر فيه غرفة المستشفى هذا هو اليوم الذي سأموت فيه، وإذا مت، فلن أتمكن من رد الجميل لأمي وأبي على كل ما فعلوه من أجلي، ولن أتمكن من رؤية أصدقائي بعد الآن، ولن أتمكن من بلوغ العشرين."
كانت عيناها الجميلتان رطبتين. "أنا أحسدكِ كثيرا، ولكن..... لا تقولي ذلك. إذا كنتِ تستطيعين العيش، يجب أن تعيشي بطريقة ما. لا تستسلمي فقط...... "
"أنا آسفة...... "
كل ما يمكنني فعله هو التأسف لطفلة بدت اسوأ مني بكثير.
بعد بضعة أيام، حصلت على عملية زرع نخاع العظام. بينما كنت أنتظر في غرفة الإنعاش بعد عملية زرع نخاع العظم، جاءت ممرضة وقالت: "لحسن الحظ، هناك سرير متاح في غرفة تتسع لخمسة أشخاص. نحن نجهزها الآن، لذا من فضلكِ انتظري هنا قليلاً."
أنت تقرأ
ظننته تملك شائع
Historical Fictionإديث وكيليان رواية كورية مترجمة التفاصيل في الوصف والشخصيات