تراكمت الصدمة على قلوبهم، وتوقفوا عن التنفس للحظة كأن الصوت الذي سمعوه قد شلّ كل حواسهم، غير قادرين على استيعاب ما قيل. كما تجمدت نظراتهم، لا يستطيعون تفسير ما سمعوه وكأن الوقت توقف من حولهم.
خصيصاً تلك التي شعرت بإهتزاز الأرض من حولها لتشعُر بالدوار وكأن ما سمعته دمر كل الثوابت، أصبح كل شيء من حولها ضبابياً لتُغلق جفنيها بعدما ساء وضعها لتشعُر بإختفاء أنفاسها. وضعت يدها على قلبها بينما تميل للخلف رغماً عنها، سرعان ما أقتربت منها ليال التي كانت تقف بجانبها، كما أقترب جلال هو الآخر ليبعد ليال عنها يمسك ثُريا برفق نحو الأريكة يُجلسها عليها أثناء نظره إليها قائلاً برويّة وإطمئنان:
-" مفيش حاجة ياما أهدي، خدي نفسك براحة".
أقترب منها حمزة هو الآخر ليتوقف من جانب جلال أمامها وهو يُحادثها بكلماته التي حاول بها بث الطمأنينة لها أثناء قوله:
-" أهدي يا ست ثُريا بعد أذنك، جِياد كويس متقلقيش، إن شاء الله الموضوع ميكبرش لأن لو الوضع كان أصعب من كدة أنا مستحيل كنت اجي واقولكم بالطريقة دي".
لينتبه من بعد ذلك إلى ليال التي كانت تقف خلفه تتساءل بنبرة محشرجة بعدما هبطت دموعها على وجنتيها بخوفٍ عليه:
-" هما أخدوه ليه طيب هو عمل إيه".
وجه حمزة نظره إليه، ليعتدل جلال في وقفته ينظر إلى حمزة وهو يتساءل بنبرة غاضبة:
-" إيـه إللي حصل ما تقـول!".
طالعه حمزة قليلاً، ليتنهد بعمق حتى تشكلوا جميعهم حوله بعدما هبطت دموع ثُريا وهي مازالت تشعر بعدم قدرتها على الحديث وكأنها فقط تنتظر قول حمزة، ليلوح حمزة برأسه أثناء سرده عليهم ما حدث بجدية:
-" كان في مجموعة شباب عاملين مشاكل، وهو بالصدفة كان ماشي في نفس طريقهم، ويعني لما شافوا هيئته الأمر اختلط عليهم وجابوه هو كمان".
عقد جلال حاجبيه بعدم فهم مما يقوله وكأن هناك أحاديث أخرى ناقصة تشرح الموقف كاملاً، ليقترب عبدالله من حمزة يتساءل بجدية سريعة:
-" يعني كدة جِياد معملش حاجة؟ طيب اخدوه ليه؟".
سُرعان ما تحدثت ثُريا هي الأخرى من وسط بكاؤها تقول بنبرة مُتلهفة:
-" أنا والله عارفة ابني هو مش بتاع مشاكل ولا ليه في الحاجات دي، الله يخليك اتصرف يا حمزة".
أومأ حمزة برأسه وهو يتحدث بنبرة حاول بها شرح الموقف لهم:
-" النوع دة من المشاكل مش بيتحل بسهولة يا ست ثُريا، وأنا لما كنت موجود هناك حاولنا نشرح إن هو ملهوش علاقة بحاجة لأن فعلاً الكاميرات إللي جابته مع الشباب دول كان هو بعيد عنهم تماماً يعني بالصدفة هو كان موجود فيها ومعدي من نفس طريقهم وهما بيعملوا إللي بيعملوه وتقريباً مكنش واخد باله من إللي بيحصل أساساً لأنهم كانوا مغطيين وشوشهم بس هو لأ، بس تقريباً هما مش عايزين يمشوه دلوقتي غير لما يحققوا معاه، والظابط إللي المفروض يعمل كدة مكنش موجود".
أنت تقرأ
حارة اللحام.
Adventureتفاصيل صغيرة، وغير مُهمة، كحُلم أردته دوماً ولم تحصُل عليه، إنقطعت آمالك بمُطالبته مجدداً، كأن روحك أصبحت خالية من شعور التمني. تقف فوق رأسك بومة يأس، تبعث لك الشعور بالظلام، الذي إذا نفد، ستُحاول شرائه بماء العين. شعور بالغُربة وسط تكدس، كأنك تدور...