الفصل الواحد والثلاثين ( الحد من الإفراط بالمشاعر )

2.8K 183 229
                                    

بمنطقة جديدة يتخللها هواءً نقي ودفءٍ لا يمكن شرحه، يجلسان هما بغُرفة ليست بالصغيرة، فقد كانت بها غُرفة نوم وكذلك صالة، طرازها من الخشب البُني الذي يعكس برودة الأجواء من حولهم لدفءٍ يلتمسوه.

قام جِياد بوضع الحقيبة بغُرفة النوم، لتولج ليال بإبتسامة مُتوسعة على وجهها أظهرت إعجابها بالمكان دون أن تتحدث، لتوجه نظرها إلى جِياد وهي تقول بنبرة سعيدة:

-" المكان بجد كلمة حلو قليلة عليه، أنا حاسة إني بعيش في حلم حلو أوي، أول مرة أجي مكان زي دة ومكنتش متخيلة حتى إني ممكن أجي".

ابتسم جِياد وهو يترك الحقائب على الأرض، ثم أقترب ليجلس على الفراش بصمت. أقتربت هي لتتوقف من أمامه بعدما عقدت حاجبيها تتساءل قائلة:

-" مالك؟ المكان مش عاجبك؟".

نفى جِياد برأسه وهو يتنهد قائلاً بنبرة هادئة:

-" بالعكس جميل، بس أنا مش متعود أجي الأماكن دي، ومش بحبها".

نظرت ليال للأجواء من حولها وهي تقول بنبرة مُتلهفة بعدما عادت بنظرها إليه مرة أخرى:

-" المكان هادي أوي من حوالينا ويعتبر مفيش غيرنا كمان، يعني علشان نضطر نروح للفندق هنمشي شوية، هو تقريباً جلال اختار مكان يكون بعيد علشان عارف إنك بتحب الهدوء، وقد كان فعلاً.. دة مفيش صوت صرصور الحقل حتى".

ضحك جِياد وهو ينظر لها قائلاً بنبرة ساخرة:

-" علشان مفيش هنا صرصور حقل، إحنا في صحراء".

رفعت ليال كتفيها وهي تقول ببلاهة:

-" عادي ممكن يكون فيه ومستخبي في الخشب".

لتتوسع عيناها وهي تعود بنظرها إليه قائلة بنبرة أظهرت خوفها:

-" ولا الصرصور في الحقل والعقارب في الصحرا؟".

لوح جِياد برأسه وهو يستمع إلى حديثها مُبتسماً بعدم فائدة، لتنظر ليال للفراش الماكث عليه جِياد، كما طالعت وضعه وهو يمكث عليه، وسط نظراته لها بتعجُب، سُرعان ما عادت بنظرها إليه تقول بنبرة حماسية:

-" أنا عايزة أعمل حاجة مجنونة".

تنهد جِياد وهو يلوح لها برأسه قائلاً:

-" هتعملي إيه!".

إبتسمت ليال بتوسع وهي تنظر له، سُرعان ما أقتربت من جانبه لتصعد إليه حتى بدأت تقفز بمرحٍ على السرير، بينما يرتفع اللحاف تحتها مع كل قفزة، وسط دهشته وهو يطالعها ببلاهة مما تفعله، أثناء نظرها له هي بإبتسامة متسعة على وجهها تضحك بسعادة وبهجة، حتى حادثته وهي تأخذ أنفاسها قائلة:

-" والله حلو.. أوي، تعالى يلا".

نهض جِياد عن الفراش ليُطالع ما تفعله وهو يقول بنبرة مُندهشة:

حارة اللحام.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن