حارة اللحام.

الفصل الثاني والثلاثين ( نهض الجُرح من سباته )

يا رَبُّ إِنْ عَظُمَتْ ذُنُوبِي كَثْرَةً فَلَقَدْ عَلِمْتُ بِأَنَّ عَفْوَكَ أَعْظَمُ
إِنْ كَانَ لَا يَرْجُوكَ إِلَّا مُحْسِنٌ فَمَنْ الَّذِي يَدْعُو وَيَرْجُو الآثِمُ
أَدْعُوكَ رَبِّي كَمَا أَمَرْتَ تَضَرُّعًا فَإِنْ رَدَّدْتَ يَدِي فَمَنْ ذَا يَرْحَمُ
مَا لِي إِلَيْكَ وَسِيلَةٌ إِلَّا الرَّجَاءُ وَجَمِيلُ عَفْوِكَ ثُمَّ إِنِّي مُسْلِمٌ.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أنهت ارتداء ملابسها، لتخرُج إلى الصالة تجلس بها مُنتظرة تجهزه هو الآخر. انتبهت له بعد مرور دقائق قِلة، يخرج من الغُرفة مُرتدياً بِنطالاً من اللون البيچ، وقميصاً من اللون الأبيض، تناسبت ألوانهم تماماً مع لون شعره الغزير وذقنه السوداويين. ابتسمت ليال وهي تُطالع مظهره بينما تستند بذراعها على الأريكة أثناء قولها بمشاكسة:

-" شكلك عايز تتعاكس مني".

أقترب جِياد وهو يبتسم على حديثها، ثم جلس بالقُرب منها بينما ينظر اليها يُحادثها بنبرة تُماثل خاصتها:

-" أنا مش عايز اتعاكس غير منك".

رفعت ليال حاجبيها أثر جراءته بالحديث الذي أصبحت تتعجبه وتُعجبها بشكلٍ كبير، لتلوح برأسها بعدما شعرت بالخجل رغماً عنها عندما دنت برأسها للأسفل، ثم رفعتها مرة أخرى مُحاولة تغيير مجرى الحديث وهي تبتعد عنه قائلة:

-" طيب أبعد شوية الكنبة واسعة".

أقترب جِياد أكثر ليقوم بمُعانقة كتفها وهو مازال ينظر لها مُتحدثاً بإبتسامة لم تغفل عنها:

-" وإحنا متجوزين علشان نقرب ولا نبعد؟".

ابتسمت ليال وهي تمسك بيده بينما تنهض من جانبه قائلة:

-" طيب يلا علشان منتأخرش".

أمسك جِياد بيدها ليجعلها تجلس مرة أخرى وهو يُطالع معالم وجهها الذي ظهر عليه الضيق بالرغم من مرحها التي تحاول اصطناعه، ليتودد إليها بعيناه وهو يقول بنبرة لينة:

-" أنا معاكي يا ليال متقلقيش".

أومأت له ليال برأسها وهي مازالت تضع كفها بداخل كفه مُجيبة بنبرة أظهرت طمأنينتها:

-" وأنا مش قلقانة، مش هعرف أقلق وأنت معايا".

ابتسم جِياد وهو ينظر لها بحُبٍ وراحة ظهرت على بُنيته لتلتمسهم هي، ثم نهض وهو يقول بنبرته المرحة:

-" طيب يلا علشان منتأخرش".

طالعته ليال بعدم فائدة وهي تبتسم حتى نهضت ليذهب كلاً منهم إلى وجهته.