خطت بقدميها إلى داخل مكتبه ومن خلفها عاملته، لتُلاحظ تلك الفتاة التي كانت تجلس من أمامه، والتي أتضح من طريقة ملابسها ونظراتهم لبعضهم البعض بأن هناك شيئاً بينهما، لينهض شريف فور رؤيته لها، سُرعان ما إبتسمت ميسون بعدم إهتمام وكأنها تتوقع منه ذلك بينما تقترب تجلس من أمام الفتاة أثناء قولها بنبرة ساخرة:
-" طيب حتى غير ذوقك، جدد علشان متزهقش".
لتعود بنظرها إلى الفتاة تبتسم لها وهي تُضيق جفنيها قائلة:
-" أصله بيزهق من إللي في أيده بسرعة، بيقوم راميه ومدور على غيره علطول، أصل هو بردوا مبيضيعش وقت".
عقدت الفتاة حاجبيها وهي تطالعها بمعالم وجه مُمتعضة ممن تكون، لتوجه نظرها نحو شريف الذي كان يُطالعها بمعالم وجهه الغاضبة، ثم عاد بنظره إلى الفتاة ليُحادثها بنبرة صارمة يقول:
-" أمشي دلوقتي".
وجه نظره إلى العاملة ليقول بنفس نبرته:
-" اقفلي الباب، ومتدخليش حد".
كادت أن تذهب من أمامه بعدما أومأت برأسها، ولكن استوقفتها ميسون التي تحدثت قائلة بجدية:
-" استني، هاتيلي عصير برتقان بس يكون فريش".
لتعود بنظرها إلى شريف قائلة بنبرة هادئة وهي تبتسم:
-" لازم ڤيتامينات علشان صحتي أنا والبيبي".
وضع شريف يده على رقبته وهو يدنو برأسه مُحاولاً تحمل طريقتها والتحكم بغضبه منها، ليرفع رأسه يوجه نظره إلى العاملة قائلاً برسمية:
-" هاتيلها إللي هي عايزاه، يلا".
ذهبت العاملة من أمامهم، لتتنهد ميسون وهي تعتدل في جلستها تنظر له أثناء قوله هو بنبرة ساخرة:
-" إيه يا ميسون؟ كان لازم يعني تعملي الشويتين دول علشان تثبتيلي إنك عايزة ترجعيلي!".
ليُضيق جفنيه وهو يتساءل بنفس نبرته مرة أخرى قائلاً:
-" ولا بتحاولي تلطفي علشان تقوليلي إنك اتنازلتي عن إللي كنتي عايزة تعمليه؟".
عقدت ميسون حاجبيها وهي تطالعه بغرابة من حديثه، لتُجيب على كلماته بنبرة تفوقه سخرية وتلقائية وكأنها لم تُرتب لكلماتها:
-" اتنازلت إيه وارجعلك إيه يا شريف؟ أنت مصدق نفسك ولا إيه؟ دة أنا بحمد ربنا كل يوم إنه خلصني منك، وبدعي من قلبي للبنات اللي أنت ماشي معاهم إن ربنا ينور بصيرتهم، أصل مش معقولة يكونوا شايفينك كويس ومكملين معاك! بس يمكن بردوا.. في بنات مهزقة بتحب الرجالة المهزقة بردوا".
كاد شريف أن يتحدث بعدما احتدت معالم وجهه، ولكنها استوقفته بطريقتها أثناء اعتدالها في جلستها وهي تقوم بإخراج شيئاً ما من حقيبتها وهي تقول بدرامية:
أنت تقرأ
حارة اللحام.
Adventureتفاصيل صغيرة، وغير مُهمة، كحُلم أردته دوماً ولم تحصُل عليه، إنقطعت آمالك بمُطالبته مجدداً، كأن روحك أصبحت خالية من شعور التمني. تقف فوق رأسك بومة يأس، تبعث لك الشعور بالظلام، الذي إذا نفد، ستُحاول شرائه بماء العين. شعور بالغُربة وسط تكدس، كأنك تدور...