---أدار زاك المفتاح ببطء، مستمتعًا بلحظة الهدوء التي تسبق دخوله إلى المنزل. مع كل حركة من قفل الباب، كانت أفكاره تبحر نحو الغرفة حيث يعرف أنه سيجد هيبر وطفلهما. تلك الصورة الدافئة كانت بمثابة البلسم لقلبه، وملاذه بعد يوم طويل؛ هيبر مستلقٍ بسلام، والطفل غارق في نوم عميق بين ذراعيه. كان يشعر ببهجة دافئة تغمره، وابتسامة صغيرة ارتسمت على شفتيه كلما اقترب أكثر من تلك اللحظة المنتظرة.
دخل بخطوات رشيقة وصوت خافت، أغلق الباب خلفه بلطف، يخشى إيقاظ تلك اللحظة الجميلة. تقدم بخطوات هادئة نحو الدرج، يرتقي درجاته واحدًا تلو الآخر، و هذه اللحظات من الترقب تزيد من لذة اللقاء. أفكاره كلها متمحورة حول هيبر، وملامحه التي تعكس الراحة والهدوء. وبدا له أن كل شيء في هذا المساء مثالي، كأن الحياة تحنو عليه بهذه اللحظات البسيطة والمميزة.
ما إن وصل إلى الطابق العلوي، حتى شعر بتوقه يشتعل بداخله، فتوجه مباشرة إلى باب الغرفة وابتسامة الأمل ترتسم على وجهه. فتح الباب برفق، ونظر إلى السرير، مستعدًا لرؤية ذلك المشهد المحفور في قلبه. لكن عينيه لم تجد شيئًا. السرير كان فارغًا، وبدت الغرفة باردة بلا روح. تجمدت حركته للحظة قبل أن يقترب من السرير الصغير في زاوية الغرفة حيث ينام طفله عادة. لكنه كان هو الآخر فارغاً ، تلاشى دفء اللحظة وحلّ محله شعور مقلق، لكنه حاول أن يبقى هادئًا، معتقدًا أن هيبر ربما يكون في مكان آخر في المنزل.
في البداية، لم يشعر زاك بالقلق، بل أمسك بسترته وألقاها على الكرسي، ثم خلع حذاءه بهدوء. ربما كان هيبر في أحد أركان المنزل، أو منشغلًا بشيء ما. كانت الفكرة طبيعية تمامًا، ولم يتوقع أن هناك أي شيء غير عادي. بهدوء، نزل الدرج، وبدأ البحث عن هيبر دون استعجال.
مرّ على الغرف المعتادة، ينادي اسمه بلطف، ظنًا منه أن هيبر قد يكون منشغلًا أو يقوم بأمرٍ ما. لكن مع مرور الدقائق، وعبوره كل زاوية وكل غرفة محتملة، بدأ القلق يتسلل ببطء إلى قلبه. شعر بخفقان غير مريح، كأن شيئًا في داخله يحذره، لكن عقله لم يرغب في الاستماع. كيف يمكن لهيبر أن يخرج من المنزل؟ هيبر لم يفعل ذلك من قبل، لم يخرج يومًا، و خاصة دون أن يخبره، و مع الطفل؟...
تابع خطواته بسرعة نحو المطبخ، حيث لمح الخادمة منشغلة بترتيب الأطباق. عيناه حادتان و تبحثان عن إجابة، على أمل أن تكون لديها تفسير يريح قلبه المشتعل قلقًا.
وقف بحدة وقال بصوت ينم عن توتر وغضب مكبوت
"أين هو هيبر؟" عيونه كانت تثبتان على عينيها، تنتظر إجابة قد تُطمئِن قلبه ولو قليلاً.ردت الخادمة بنبرة هادئة، محاولة تجنب الخوف الذي بدأ يظهر في ملامحها، "لقد خرج سيدي، هو والطفل."
![](https://img.wattpad.com/cover/374222752-288-k149403.jpg)
أنت تقرأ
لُعبته.
Romantizmمكتملة. "من نادل بسيط إلى لعبته الجنـ*سية، عالمه ليس كما يبدو." البداية: 01 أوت 2024 النهاية: 23 نوفمبر 2024 (القصة مثلية 🏳️🌈 محتواها للبالغين 🔞)