Ch 49

53 3 0
                                    

في قصر "هيل"، وتحديدًا داخل الغرفة الخاصة بالزوجين اللطيفين، كانت ريبكا تقف أمام المرآة ترتدي ملابسها بهدوء. بيتر، جالسًا على السرير عاري الصدر، يراقبها بعينين تحملان القلق والانزعاج. نهض من مكانه فجأة، محاولًا كسر صمتها بأسئلته المتكررة.

"جميلتي، هل ستخبريني كيف سيكون هذا الحفل؟" سألها بصوت متوتر.

التفتت إليه بخفة، وردت بابتسامة ماكرة:
"كأي حفلة لتوديع العزوبية، عزيزي!"

رفع حاجبه مستفهمًا:
"وماذا يكون بها؟ أقصد، كيف تكون الأجواء؟"

"كما يكون في باقي الحفلات!" أجابته بنبرة تخلو من التفاصيل، مما زاد من ضيقه.

"ومن سيكون هناك؟"

توقفت عن التحدث، وبدأت في ارتداء قميصها الأحمر. كانت تدرك تمامًا ما يدور في ذهنه. ريبكا لم تنسَ الليلة التي أمضاها بيتر في حفل توديع العزوبية الخاص به، حيث استمتع برفقة أصدقائه وراقصات لم تكن لتغفر وجودهن في حياته. والآن، جاء دورها لتأخذ نصيبها من الانتقام.

ابتسمت بخبث وهي تستدير نحوه قائلة:
"لا أعلم، لم أسأل ليا وهيلي بعد!"

عقد حاجبيه بحيرة:
"وما شأن هيلي؟"

أجابته ببرود وهي ترفع شعرها لتضبطه:
"أنسيت؟ هي أيضًا صاحبة الحفل!"

تفاجأ بردها وقال معترضًا:
"لكنها متزوجة بالفعل!"

أطلقت ضحكة قصيرة قبل أن تضيف:
"وما المشكلة؟ ستتزوج مرة أخرى! لم تُقم حفلًا في زواجها الأول، لذا ستحتفل الآن مع ليا. أتعلم، عزيزي، لا أفهم لماذا تسأل كل هذه الأسئلة؟"

صمت بيتر لوهلة. كان الانزعاج واضحًا على وجهه، فوجود هيلي في الحفل يعني أن الأمور قد تخرج عن السيطرة بسهولة. اقترب منها وأمسك بخصلات شعرها البنية الطويلة، هامسًا بحذر.

"لا شيء... فقط فضول. صحيح، أين سيكون الحفل؟ لأن حفل ثيو كان في ملهى **."

رفعت كتفيها بلا مبالاة:
"لا أعلم!"

"كيف لا تعلمين؟" سألها بحدة.

"عزيزي. قلت لك، لا أعلم! عندما أرى الفتيات سأعرف وأخبرك، هل هذا يرضيك؟ الآن ارتدي ملابسك بسرعة، سأسبقك لأنهن ينتظرنني."

قالت كلماتها بطبع قبلة سريعة على شفتيه، ثم غادرت الغرفة قبل أن يُتاح له الرد.
و بيتر جلس مكانه للحظة، يشعر بغضب مكتوم. تمتم لنفسه وهو ينهض.

"حفل توديع العزوبية؟ لما؟ هذا الحفل لا داعي له!"

بعدها، توجه إلى الحمام، أفكاره تغلي. لم يكن قلقه ينبع فقط من وجود هيلي، بل أيضًا من الأفكار الشيطانية التي تدور في رأسها، والتي دائمًا ما تُسبب لهم المتاعب. وبينما الماء يتدفق على جسده، بدأ يفكر في طريقة لمداهمة الحفل الذي بات يشك في غرابته.

 That's my life حيث تعيش القصص. اكتشف الآن