Ch || 34

127 3 2
                                    

حلَّ الصباح بهدوء في حياة هيلي وكلاوس، وكان الضوء يتسلل برفق من النوافذ ليغمر الغرفة بدفء ناعم. استيقظت هيلي قبل زوجها، وابتسامتها تزين وجهها وهي تتأمل ملامحه الوسيمة بتمعن. يدها النحيلة كانت تلعب بخصلات شعره الأشقر التي انسدلت على جبينه، ثم بدأت بتلمس ملامح وجهه برفق، وكأنها ترسم خطوطًا وهمية.

تابعت يدها طريقها نزولًا إلى عنقه ثم إلى صدره العاري، مستمتعة بكل تفصيل، حتى قطعت اللحظة صوته المبحوح وهو يقول بنبرة ناعسة دون أن يفتح عينيه:
"تلعبين بالنار من جديد، يا فتاة المشاكل."

ضحكت هيلي بهدوء، وقد علمت أنه استيقظ، لتهمس له بنبرة دافئة ومليئة بالمكر:
"لا بأس باحتراق بسيط، أيها الأشقر."

لم ينتظر كلاوس طويلًا، إذ أمسك بيدها التي كانت على معدته وسحبها نحوه ليحاوطها بين ذراعيه، وقلب الوضع لتصبح أسفل منه. ابتسم بمكر وهو يردف بصوت منخفض:
"لنحترق معًا، إذًا!"

ابتسمت هيلي بدورها، ورفعت خصلة من شعره التي غطت جبينه، ثم همست وهي تلمس وجنته برفق: "عندي امتحان لعين ينتظرني، أيها الوسيم."

لكن كلاوس لم يتوقف عند كلماتها، بل اقترب ليبدأ بتقبيل فكها نزولًا إلى عنقها، ثم أجاب بهدوء مغلف بالمرح: "هل الامتحان أهم مني؟"

ضحكت هيلي بخفة وردت وهي تضع يديها على كتفيه:
"بالطبع لا، يوجد شيء أهم منك، حبيبي. لكنه مهم أيضًا... حتى أتمكن من قتل ناز والمعلم بعده!"

توقف كلاوس للحظة ليبتسم، ثم طبع قبلة خفيفة على أذنها لتميل رأسها أثر تلك الدغدغه قبل أن يهمس بصوت منخفض، وهو يعضها بخفة:
"جولة واحدة لا تضر، حبيبتي."

ابتسمت هي، ولم تستطع مقاومة تأثير كلماته، لتهمس له بخبث:
"إذاً، لتكن أسفل المرش!"

لم يحتج كلاوس سوى إلى سماع تلك الكلمات، ليبتسم بعشق ويطبع قبلة عميقة على شفتيها، قبلة مليئة بالحب والشغف. بادلته هي قبلة لا تقل عمقًا، قبل أن ينهض ويحملها بين ذراعيه، دون أن يترك شفتيها، ويدخل بها إلى الحمام، مغلقًا الباب خلفه، تاركًا عالمهما الخاص يحتضنهما

..........

وقف كلاوس أمام هيلي، التي كانت تتحرك ذهابًا وإيابًا في مكانها من شدة التوتر. بدأ الامتحان بعد قليل، وكانت هي الوحيدة التي ستقدمه. كانت أيديها ترتجف من القلق، وعقلها مشوش بين ما ينتظرها وما قد يحدث. قلبها ينبض بسرعة، بينما كانت تأمل أن يكون المعلم منصفًا وعادلًا، وألا تكون الأسئلة أصعب مما تتوقع. تقدم منها كلاوس بخطوات هادئة، وأمسك بيدها بلطف، ينظر في عينيها بعمق، محاولًا تهدئتها.

"حسنًا حبيبتي، لا تتوتري. فقط ادخلي القاعة وحلي، ولا تهتمي. لن يحصل شيء، سأكون هنا في انتظارك,"

 That's my life حيث تعيش القصص. اكتشف الآن