كان كلاوس يجلس في هدوء على طاولة صغيرة داخل متجر التسوق، يحتسي قهوته ببرود، بينما كانت هيلي وليا تتجولان بين الأرفف بحرية، تلتقطان كل ما يعجبهما دون اكتراث للأسعار. عيناه كانتا تراقبانها باهتمام خفي، رغم مظهره الهادئ.
على الجانب الآخر من المتجر، كانت هناك بائعة شابة تتحدث مع زميلتها بصوت خافت، لكنها لم تستطع إخفاء انبهارها وهي تراقب كلاوس من بعيد. قالت القصيرة منهما، وهي ترفع حاجبيها بدهشة:
"انظري لتلك الفتاتين معه! يا لحظهن! يأخذن ما يشأن دون أن يفكرن بالسعر. أتمنى أن أجد شخصاً مثله!"
ابتسمت الأخرى وهي تنقل نظرها بين كلاوس والفتاتين، قبل أن تلاحظ أن زميلتها بدأت تتحرك بخطى واثقة نحو الطاولة حيث يجلس. رفعت حاجبها مستنكرة.
"إلى أين تذهبين؟"
أجابت الأولى بابتسامة مليئة بالثقة:
"سأجرب حظي!"غمزت لصديقتها، ثم تابعت طريقها بخطوات مدروسة. أما الأخرى، فقد بقيت في مكانها، تتابع المشهد بشغف.
اقتربت البائعة من كلاوس، صوتها مليء بالأنوثة وهي تقول:
"هل تحتاج إلى شيء، سيدي؟"لم يرفع كلاوس عينيه عن هيلي، التي خرجت من غرفة القياس مرتدية فستانًا أنيقًا بدا وكأنه صُنع خصيصًا لها. تضحك و تدور حول نفسها هي و ليا بحماس، اكتفى بهز رأسه نافياً دون أن يلتفت نحو البائعة.لكن البائعة لم تستسلم بسهولة. ابتسمت بلطف محاولة لفت انتباهه مجددًا:
"لدينا مجموعة رائعة من القطع الرجالية. هل تود إلقاء نظرة؟"
حينها فقط، رفع كلاوس عينيه نحوها، نظرته هادئة لكنها حادة، وأجاب بنبرة جادة:
"لا، شكرًا. لكن يمكنكِ مساعدة زوجتي هناك."أشار بيده إلى هيلي، التي كانت تقف بجانب ليا وتتناول مجموعة من الملابس لتختار منها ما ستقيسه لاحقًا.
شعرت البائعة بخيبة أمل كبيرة. لم تكن تتوقع أن تكون تلك الفتاة الرائعة هي زوجته. لأنها سمعت ليا تقول أخي فظنت أنهما شقيقته، لكنها، مع ذلك، لم تستطع سوى أن ترسم ابتسامة مصطنعة.
بينما كانت هيلي تتفقد القطع وتعاين القياسات بعناية، اقتربت منها ليا، تناديها بصوت منخفض:
"هيلي؟"أجابت هيلي دون أن ترفع نظرها، منشغلة بتفاصيل الفساتين:
"نعم، ليا؟"همست ليا، مشيرة بعينيها إلى مكان كلاوس:
"انظري هناك!"رفعت هيلي رأسها لتجد كلاوس جالسًا بهدوء على طاولته، يحتسي قهوته كعادته، بينما تقف بجانبه تلك البائعة، تلتهمه بعينيها وكأنها ستأكله.
ضحكت ليا بخبث:
"انظري إليها! إنها تفترس زوجك بعينيها!"ضيقت هيلي عينيها وهي تراقب المشهد، لم يعجبها بتاتاً، صحيح هو لا ينظر لها لكن تلك اللعينه تتضح نواياها أطلقت جملة قصيرة مليئة بالغيرة على ما أظن:
"نعم، رأيت تلك العاهرة... سأريها!"
![](https://img.wattpad.com/cover/375957400-288-k189139.jpg)
أنت تقرأ
That's my life
Actionصوت تحطيم الأشياء كان يتردد في أرجاء الغرفة ، وكأنها تعبر عن الفوضى التي حدثت عندما فُتح الباب ، دخلت العائلة دفعة واحدة ، وكأنهم قد وقعوا في مشهد من فيلم! كانت الغرفة مليئة بالقطع المتناثرة : كسرات الزجاج ، وقطع الأثاث المقلوبة ، وكتب متناثرة . و ف...