Ch || 39

111 3 0
                                    

كان يجري حول المنزل بسرعة، والعرق يتصبب على جسده العاري ذو العضلات البارزة التي تلمع تحت أشعة الشمس. بنطاله القصير كان مبللاً من أثر العرق، لكنه لم يكترث، وكأن شيئًا بداخله يدفعه إلى الركض أكثر فأكثر. صوت ينادي باسمه اخترق الصمت، لكنه لم يلتفت ولم يتوقف.

"ماسيمو!"

خرج العم فرانك، عجوز في الستين من عمره، من منزله، ووقف أمام الشرفة يتأمل ذلك الشاب الذي بدا وكأنه لا يعرف طعم التعب. بصوت مشوب بالقلق، نادى مجددًا:

"ماسيمو، بني! أنا أناديك، لما لا ترد؟"

رد ماسيمو دون أن يتوقف عن الركض:
"سمعتك يا عمي فرانك! هذه آخر دورة!"

هز فرانك رأسه وهو يتمتم لنفسه:
"هيا، بني. ألا تتعب أبدًا؟"

لم يرد ماسيمو هذه المرة، بل أكمل ركضه حتى أكمل الدورة الأخيرة، ثم توقف فجأة وهو يلتقط أنفاسه بصعوبة. نظر إلى فرانك وقال بصوت متعب:
"لا عليك، عمي. لقد تعودت على ذلك. جسدي يحتاج هذا التدريب، أشعر أنني كنت أفعل هذا من قبل."

ابتسم فرانك وقال:
"حسنًا، كما تشاء. هيا، ادخل إلى الداخل. بوني ستعود قريبًا من مناوبتها لنفطر سويًا."

ألقى ماسيمو نظرة على المنزل الخشبي المحاط بالغابة، منزل بسيط لكنه أصبح مألوفًا بالنسبة له. دخل خلف فرانك وهو يمسح العرق عن جبينه، بينما العم يواصل الحديث:

"لقد جهزت كل شيء، فقط ننتظر بوني."

وقف ماسيمو أمام المرآة في غرفته، غسل وجهه بالماء البارد ونشفه، ثم ركز نظره على السوار الجلدي في معصمه. الذي أعطاه اياه العم فرانك منذ عام تقريبا بأنه الشيء الوحيد الذي كان معه عندما وجده في النهر كما قال له سابقا.

دخل فرانك إلى الغرفة وسأل:
"ما بالك، بني؟ تبدو شاردًا."

هز ماسيمو رأسه وقال بصوت منخفض:
"لا شيء، عمي فرانك. فقط أفكر."

"تفكر كثيرًا هذه الأيام. هل هو بسبب ذلك الحلم؟"

تردد ماسيمو قليلًا قبل أن يجيب:
"ربما. لا أعلم، أشعر بغرابة شديدة."

اقترب فرانك منه وربت على كتفه بلطف:
"هيا، تعال واجلس بجانبي. تحدث معي."

جلس ماسيمو بجوار فرانك، واستند إلى الكرسي وهو يتنفس بعمق، قبل أن ينطلق بغضب مكبوت: "عن ماذا أتحدث يا عمي؟ لا شيء! لا أتذكر شيئًا عن حياتي. لا اسمي، لا عمري، لا من أنا، ولا من أين أتيت. أشعر وكأنني نكرة!"

 That's my life حيث تعيش القصص. اكتشف الآن