لولو ركضت بسرعة تجاه كاي بعد ما طاحت على الأرض وهي غشيانة، دموعها تنهمر وتحاول تهدي نفسها عشان تعرف تتصرف. حاولت تنادي عليها وتفوقها، لكن كاي ما كانت تستجيب، وكل شيء حولهم صار صمت مخيف.
وسط هلع لولو، قررت تتصل بالإسعاف بأسرع وقت، وقلبها يدق بسرعة وهي تحاول تستوعب اللي صار. أخذت نفس عميق وهي تمسح على وجه كاي وتدعي إنها تكون بخير. بعد دقايق، وصلت الإسعاف وشالوا كاي للمستشفى.
لولو جلست تنتظر في المستشفى، مشاعرها متضاربة بين الخوف والغضب من سديم، ما كانت مصدقة اللي شافته.
بعد ما نقلوا كاي للمستشفى ولولو جالسة تنتظر بقلق، قررت تتصل على سديم. كانت يدها ترتجف وهي تضغط على الرقم، ولما ردت سديم بصوت بارد، انفجرت لولو.
"سديم! أنتي دمرتي حياتي! ليش سويتي كذا؟! كاي ما سوت لك شيء! كيف قدرتي تضربينها بالشكل هذا؟!" كانت تبكي وتصرخ بصوت محروق، وكل كلمة تخرج منها كانت مليانة ألم وغضب.
سديم ردت ببرود، وكأنها ما حست بشيء من اللي صار، وقالت: "هي اللي بدأت، وأنا ما راح أسمح لأي أحد يقلل مني." صوت لولو كان يهتز من كثر البكاء وهي تصرخ، "مو كل شيء يصير لازم نحلّه بالعنف! أنتي دمرتي علاقتي فيك ودمرتي علاقتي بكاي! كيف أقدر أواجهها بعد اللي صار؟"
سديم صمتت للحظة، وكأنها ما عارفة كيف ترد على انهيار لولو. لكن قبل ما تقدر تقول شيء، لولو أغلقت المكالمة، وهي غارقة بين دموعها وألمها، تشعر أن سديم كسرت الثقة اللي كانت بينهم وكسرت شيء عزيز عليها.
لولو ما قدرت تترك كاي لحالها، جلست معها أيام في المستشفى، تحاول تهديها وتعتني فيها بكل حنان. كانت تطلع من بيتها من الفجر وتجي للمستشفى، وتجلس جنبها على السرير، تمسك يدها وكأنها تقول لها "أنا هنا وما بتركك".
كل يوم، لولو كانت تبدّل لصقات جروحها وتعدلها، وتحط مرهم على الكدمات. تهمس لها كلام لطيف وهي ترتب لها شعرها وتعدل الغطا عليها. وكانت حتى لما تطلع من الغرفة تروح بس لدقائق تجيب لها عصير أو شيء خفيف، وترجع بسرعه وكأنها خايفه تفقدها للحظه.
كاي كانت تحاول تبتسم بين الألم، بس كانت نظراتها مليانه حزن وصدمة، ولولو تحاول تخفي دموعها قد ما تقدر عشان ما تزيد ألمها.
--------
( بعد بإسبوع - شركة سديم )
في الجهة الثانية، سديم كانت تطلع وتداوم في شركتها بكل برود، وكأنها ما سوت شيء خطأ ولا تسببت بمشاكل لأحد. كانت تمشي في المكتب بثقة، ولا على بالها الناس اللي تأذوا من وراها. حتى إنها راحت للموارد البشرية وطلبت منهم يتصلون على لينا ويبلغونها بضرورة الدوام، وإلا بيتخذون فيها إجراء قانوني!
أنت تقرأ
عيـنا الجانــي! #اكتملت
Fantasyمحامية بارعه تتقاطع حياتها مع شابة غامضة تدخل مكتبها كمُتدرّبة. ماضيها المظلم يطل برأسها شيئًا فشيئًا، بينما عيناهما تلتقيان في ظلال سر دفين يهدد بكشف المستور.