بـ37

211 24 7
                                    


هناك، لما سديم حطت لينا ع السرير بكل هدوء، كانت عيونهم ما تفارق بعض. سديم قعدت شوي تتأمل ملامح لينا، كأنها تحاول تحفظ كل تفاصيلها بعيونها. بعدها قربت منها ببطء، ونفسها الحار صار يلامس خد لينا، لحد ما قربت من أذنها وهمست بصوت خفيف: "انتي جنّتي عقلي."

لينا ما ردت، كانت ما زالت مستسلمة، عيونها تغمض ببطء وكأنها تعيش كل لحظة بكل حواسها. سديم بدت تلمس خدودها بأطراف أصابعها، وتنزل ببطء لرقبتها، تمرر أناملها كأنها تكتشفها لأول مرة.

ومع كل لمسة، لينا كانت تحس بقشعريرة تسري بجسمها، وسديم كانت تستمتع بكل ردة فعل، وكأنها تعزف على أوتار خفية. شوي شوي قربت سديم أكثر، شفايفها ما فارقت لينا، وكانت كل قبلة أعمق من اللي قبلها.

سديم كانت وكأنها تحاول تمتلك كل لحظة، وكل لمسة، وكأنها تقول للينا: "هذي اللحظة ملكنا احنا وبس." ولينا كانت تتجاوب بدون أي مقاومة، وكأنها تركت نفسها تماماً بين يدين سديم.

الليل كان شاهد ع مشاعرهم اللي كانت أعمق من الكلام، ومليانة بكل التفاصيل اللي ما تحتاج تبرير أو تفسير.

سديم ما قدرت توقف، كانت كل لحظة تزيد شغفها أكثر، وكل نفس من لينا كان يحركها بطريقة ما تقدر تسيطر عليها. بدأت تمرر أصابعها على كتف لينا بلطافة، ثم نزلت ليدينها ورفعتها ببطء، كأنها تهمس لجسمها بأنه يستسلم لها أكثر.

لينا كانت تحس بنبضها يتسارع، وكل لمسة من سديم كأنها تيار كهربائي يمشي بجسمها. حاولت ترفع عيونها لسديم، بس النظرات اللي تبادلوها خلتها تخفض رأسها مرة ثانية، كأنها خجولة قدام قوة المشاعر اللي بينهم.

سديم ما توقفت، قربت أكثر وهمست عند أذن لينا: "أنا ما أقدر أشبع منك." الصوت نزل كأنه نغمة تخترق كل شيء. لينا بس تنهدت، وبالكاد قدرت تتمالك نفسها.

سديم حملتها مرة ثانية، وكل حركة منها كانت مدروسة وكأنها تبغى تحفظ هاللحظة في ذاكرتهم للأبد. وصلت معها للسرير، وهذي المرة، كل شيء كان أكثر عمقاً، أكثر صدقاً. لمساتهم، أنفاسهم، وضربات قلوبهم كانت تحكي قصة ما تنكتب، بس تنحس وتعيش.

كانت سديم تتعامل مع كل شيء كأنها ترسم لوحة، وكل مرة تضيف لمسة جديدة، ولينا كانت اللوحة اللي تستجيب لها بدون أي مقاومة. كانت اللحظة مليانة بالانسيابية، وكأن كل شيء بينهم مترتب، مكتوب لهم من البداية.

-----

في صباح اليوم الثاني، كانت لينا جالسه على طرف السرير، شعرها متهدل ع كتفها وعيونها توها تصحى من النوم، فيها ذاك الهدوء اللي يخلّي القلب يطيب. سديم كانت عند النافذه، تطالع الشروق، بيدها كوب قهوه وملامحها كلها رضا.

عيـنا الجانــي! #اكتملتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن