دخلت لينا غرفتها بخطوات ثقيلة، عيونها مورمة من البكاء، وجهها شاحب، والشعر منخوش كأنها ما نامت من فترة طويلة. قلبها كان مليان بالحزن، وكل لحظة تمر كانت وكأنها تحمل هموم الدنيا كلها. لما وصلت عند سريرها، جلست على حافته، وحطت يدها على وجهها تحاول تمسح دموعها اللي ما توقفت، وكأنها غارقة في بحر من الآلام.
في هاللحظة، دقت الباب ودخلت خلود، وهي على طول حست بشي غريب في الأجواء. شافت لينا كأنها ضايعة في عالمها، قلبها انقبض من شدة القهر عليها. ما ترددت، وجرت نحوها واحتضنتها بقوة، كأنها تحاول تمسح كل الأحزان عنها.
"ما عليك، لينا، أنا هنا معك"، قالت خلود بصوت حنون، وهي تربت على ظهرها بلطف.
لينا، وهي في حضن خلود، ما قدرت تتحمل أكثر. انفجرت في البكاء، وكل شيء في قلبها بدأ يطلع. "ما أدري وش أسوي، خلود، كل شيء صار عكس اللي توقعته انا ماكنت ناويه عليها انا ماكنت ابا اكون مزن الثانيه "
خلود ما كانت تقدر إلا تلتزم الصمت وتسمع، عيونها مليانة حزن على حال صديقتها، وكانت تتمنى لو تقدر تحل كل شيء بكلمة واحدة. لكن ما كان في شيء أقوى من لحظة الاحتضان والطمأنينة اللي جابت الأمل لينا، رغم كل شيء.
رفعت لينا رأسها بعيون تلمع من الدموع، وبدت كلماتها تطلع بصعوبة، كأنها تحاول تشرح ألم كبير ما قدر أحد يفهمه. قالت بصوت متهدج: "أنا ما أبغى أكون النسخة الجديدة، ولا لي دخل بمشاكلها مع الناس، ولا لي بهذا كله. أنا رحت أتدرب عشان أطور نفسي، ما رحت عشان هالازعاج كله. أحس كأنهم يدفعوني إني أكون شخص ما أنا، وشخص ما أبغى أكونه."
سكتت لينا للحظة، وكأنها تجمع شجاعتها تكمل، ثم قالت بنبرة ضعيفة: "الله يخليك يا خلود، ساعديني. مب قادرة أمنع قلبي منها، رغم كل اللي يصير، كل ما حاولت أبعد ألقى نفسي أرجع أتعلق أكثر. أحسني عالقة، ولا أعرف كيف أطلع من هالمكان."
خلود شدت على يد لينا بقوة، وقالت بكل طمأنينة: "لا تخافين، لينا، أنا معك. بنطلع من هالأزمة سوا، وأبدا ما تحتاجين تتخلين عن نفسك أو تصيرين أحد ما تبغينه."
تنهدت لينا بعمق، ونظراتها مليانة ألم ويأس، ثم قالت بصوت مكسور: "فات الأوان يا خلود... تعلقت وخلصت. حاولت أبعد، حاولت أقاوم، لكن كل مرة ألقى نفسي أرجع لنفس النقطة. أحس إني غرقانة في شعور ما أقدر أوصفه، حتى وأنا عارفة إنه ما له مستقبل وما بيجيب لي إلا تعب."
خلود نظرت لها بحزن وحسرة، قلبها يتقطع على صديقتها، وحاولت تهديها قائلة: "يا لينا، أحياناً القلب يودينا أماكن ما نبيها، لكن ما في شيء فات الأوان له. دايم فيه طريقة نلقى فيها سلامنا وراحة قلبنا، حتى لو كان الأمر صعب."
أنت تقرأ
عيـنا الجانــي!
Fantasyمحامية بارعه تتقاطع حياتها مع شابة غامضة تدخل مكتبها كمُتدرّبة. ماضيها المظلم يطل برأسها شيئًا فشيئًا، بينما عيناهما تلتقيان في ظلال سر دفين يهدد بكشف المستور.