لما وصلت سديم البيت، لقت لينا تنتظرها عند الباب، وعلامات القلق واضحة على وجهها. جرت نحوها، وضمتها بقوة، لكن سديم لاحظت إن لولو مش بس خايفة عليها، بل كانت تحاسبها على تأخيرها.
"وين كنتي؟ ليش تأخرتي كل هالوقت؟" سألت لينا، وعينها موجهة لسديم بقلق.
لكن سديم كانت تعرف إن مظهرها يبين كل شيء. كان واضحاً إنها رجعت تشرب مرة ثانية، والشعور بالذنب رجع يضغط عليها. حاولت تبرر، بس كل اللي قدرت تقوله كان "آسفة، كنت مشغولة شوية."
لينا كانت تنظر لها بعينين مليئتين بالخوف، وكأنها تقول لها بدون كلام: "لا تسوي هالشيء مرة ثانية."
شافت لولو وجه سديم المعبّر، بدأت تتكلم معها بصوت هادئ، كأنها تحاول توصل لها رسالة مهمة. "سديم، لازم تخلي عليا وتقبلين موتها. خلاص، هالشيء صار، وما تقدرين تغيرينه."
سديم كانت تحاول تدفع الفكرة بعيدًا. "ما أقدر، لينا. مو سهل أتقبل إن عليا ما هي معانا. هي كانت جزء مني. كل شيء في حياتي يذكرني فيها."
لينا جابت نفس عميق، وكأنها تحاول تضبط مشاعرها. "لكن وجودها في حياتك كان جميل، بس خلاص. لازم تحاولين تمشين قدام. هالشيء ما راح يغيره إلا إذا تقبلتيه."
"لكن كيف؟" تساءلت سديم، وهي تضرب الأرض بقدميها، مشاعرها متأرجحة. "كلما أتذكرها، أشعر كأني خنتها. كأني ما سويت اللي كان لازم أسويه."
لينا تقدمت خطوة، وحطت يدها على كتف سديم. "أختي، ما تقدرين تحملي كل هالذنب. عليا عاشت معانا لحظات حلوة، وذكراها لازم تظل حية في قلوبنا. بس مو من خلال الألم. لا تحبسين نفسك في الماضي."
سديم حسّت بكلمات لينا تدخل في قلبها، لكنها حاولت تدفعها بعيدًا. "كلما أشوف صورها، وكلما أسمع اسمها، أرجع أعيش اللحظات الصعبة. أرجع أشوف كيف راحت من حياتي."
لكن لينا استمرت، "لازم تسكرين صفحة الماضي وتفتحين صفحة جديدة. عليا كانت تحبك، وتبي لك السعادة. إذا كنتِ حزينة، كيف راح تخليها فخورة فيك؟"
سديم كانت تحس بدموعها تجمّع، وكأنها تحاول تقاوم. "لكن إذا تركتها تروح، كأنني أنسى. وكأنني أقول ما يهمني."
لينا ردت بصوت حازم، "ما يعني إنك تنسين، بس يعني إنك تقبلين. ذكرياتها في قلبك، بس مو ضروري تعيشين في ظلالها. انظري لنفسك، لأحلامك."
تركت سديم الصاله وراحت لغرفتها ع طول وكأنها رافضه تقبل هالواقع ولولو وراها كالعاده تضرب بالباب وتحاول بدون جواب ف كان ملجأها لكاي صاحبتها

أنت تقرأ
عيـنا الجانــي! #اكتملت
Fantastikمحامية بارعه تتقاطع حياتها مع شابة غامضة تدخل مكتبها كمُتدرّبة. ماضيها المظلم يطل برأسها شيئًا فشيئًا، بينما عيناهما تلتقيان في ظلال سر دفين يهدد بكشف المستور.