في هالوقت، بينما كانوا يحاولون يقررون شو الخطوة الجاية، فجأة، وصل اتصال لسديم. قلبها دق بسرعة لما شافت الرقم المجهول، وكانت تعرف إنه مو وقت مكالمات عادية.
أجابت على المكالمة، وكان الصوت من الجهة الثانية منخفض، وكأن الشخص كان يحاول يخفف من صوته: "قابليني خلف المكتبة الساعة 3 الفجر، بدون أي حد، حتى بدون لينا، وربعك."
سديم تجمدت مكانها، ما كانت تصدق اللي تسمعه. الصوت كان غريب، والطلب غريب أكثر. أغلقت المكالمة بسرعة، ووجهها مليان علامات الاستفهام والخوف. عيونها اتجهت على طول تجاه لينا وخلود، لكن لولا التوتر كان واضح على وجهها.
خلود، اللي كانت قاعده جنبها، لاحظت التغيير وقالت: "وش فيه؟ مين كان؟"
سديم ما تكلمت أبدًا عن المكالمة، وظلت صامتة بعد ما سمعته. كانت عيونها ثابتة، بس قلبها كان ينبض بسرعة. ما قدرت تقول شيء، لأن الموضوع كان أكبر من إنها تشرح أو حتى تعطي تفاصيل. كأنها كانت تحاول تسيطر على خوفها، وكل اللي كان يدور في بالها هو السؤال اللي كان يعذبها: "وش الخطوة الجاية؟"
لينا وخلود لاحظوا صمتها، لكن ما كانوا يعرفون وش كان في بالها، خصوصًا إن سديم ما قالت أي شيء عن المكالمة. كانت ملامح وجهها غامضة، لكن حركاتها كانت تدل على إنها مشغولة بأفكار كبيرة.
لينا حاولت تكسر الصمت وقالت: "وش فيك يا سديم؟ فيك شيء؟"
لكن سديم ظلت ساكتة، وكأنها كانت تحاول تستوعب الكلام اللي سمعته قبل قليل. خلود حاولت تطمئنها، وقالت: "إذا كنتِ مش مرتاحة أو متوترة، لازم نتكلم ونتخذ قرار سوا."
لكن سديم، ما قدرت تقول شيء. كانت خايفة من اللي بيصير بعد، وقررت إنها ما تفتح الموضوع للحين، يمكن لما تكون جاهزة أو لما تلاقي طريقة لتتعامل مع الوضع.
سديم كانت تطالع في لينا بهدوء، وعينها مليانة مشاعر متناقضة. ما كانت ودها تخبي عنها شيء، خصوصًا إنها ما حبت تكذب عليها بعد آخر مرة، بس بنفس الوقت كانت خايفة عليها. قلبها كان ينفطر من التفكير في اللي ممكن يصير، وكانت عارفة إن هذا الشيء اللي سمعته في المكالمة أكبر من إنهم يواجهونه وحدهم.
لكن سديم ما قدرت تفتح الموضوع مع لينا. كانت خايفة من رد فعلها، خايفة إن لينا تتوتر أكثر أو تصير في خطر إذا عرفت. كان في قلبها شيء ثقيل، وعيون لينا كانت تلاحقها في صمت، كأنها تحاول تقرأ ما في قلبها.
لينا، اللي كانت تلاحظ صمت سديم، بدأت تحس إن في شيء غريب، وما كان عندها سوى شعور واحد: سديم تخبي عنها شيء. لكن لينا ما ضغطت عليها، كانت فاهمة إن في أوقات ما يكون الواحد جاهز للكلام، وقررت تتركها تاخذ وقتها.
![](https://img.wattpad.com/cover/377825010-288-k376729.jpg)
أنت تقرأ
عيـنا الجانــي! #اكتملت
Fantasyمحامية بارعه تتقاطع حياتها مع شابة غامضة تدخل مكتبها كمُتدرّبة. ماضيها المظلم يطل برأسها شيئًا فشيئًا، بينما عيناهما تلتقيان في ظلال سر دفين يهدد بكشف المستور.