بـ19

403 37 21
                                    


الكل مستغرب من تنازل سديم اولهم لولو نفسها ولينا وخلود اللي توقعوا انه سديم ترد الصاع صاعين على راس كاي لكن سديم، في قرارها هذا، كانت تفكر في شيء أكبر من الانتقام. شافت الحزن اللي كان واضح في عيون لولو، وعرفت إن لولو تشيل هم العلاقة بينها وبين كاي، رغم كل اللي صار. كانت سديم حاسه إن لو استمرت بالقضية، بتزيد التوتر والضغوط على أختها، وهذا آخر شي كانت تبيه.

بعد فترة قصيرة، دخلت لينا على سديم وهي تبتسم بسخرية خفيفة، وقفت عند طرف السرير وقالت: "يا بنت الحلال، أخيرًا شفت منك قرار عاقل!"

سديم ضحكت وقالت: "وش قصدك؟"

لينا جلست على الكرسي جنبها وقالت: "قصدي إنك خففتي من عداواتك شوي! ترى ما نبغاك تموتين علينا وإحنا في كل مره نحاول نحل مشكلة لك."

لينا قربت من سديم وجلست جنبها على طرف السرير، نظرت لها بنظرة مليانة فضول وقالت: "سديم، أكيد ما تخبين شيء علي؟"

سديم رفعت حاجبها باستغراب وقالت: "وش قصدك؟"

لينا تبتسم ابتسامة خبيثة وتقول: "أحسك تنازلتي بسرعة، واللي أعرفه عنك إنك ما تتنازلين بسهولة. في شي ورى الموضوع؟"

سديم تنهدت وقالت: "مافي شي، بس حسيت إن الموضوع أكبر من إننا نجره للمحاكم، ولو استمريت فيه بيصير ضغط علينا كلنا.. خصوصًا لولو."

لينا نظرت لها نظرة تحليلية وقالت: "أها، عشان خاطر لولو؟ عشان كذا؟"

سديم أومأت براسها وقالت: "إيه، شفت الحزن بعيونها، وحسيت إن قرار زي كذا ممكن يخفف عنها شوي."

لينا ابتسمت وقالت: "تدرين؟ هذا الشي اللي يعجبني فيك. دايم قوية، لكن تعرفين متى تتراجعين. وهذي القوة الحقيقية."

سديم ابتسمت وردت: "يمكن، بس أهم شي إني ارتحت بعد القرار."

جأة دخلت الدكتورة مع الممرضة في الوقت نفسه، وقربوا عند سديم عشان يبدلون ضمادات جروحها. الدكتورة كانت تتفحص الجروح وتتأكد من سلامتها، بينما الممرضة بهدوء تشتغل على تغيير الضمادات. سديم كانت ساكتة ومتحملة، تحاول تبين إنها ما متأثرة، رغم الألم اللي تحس فيه.

لكن بعد ما خلصوا من تبديل الضمادات، قالت الدكتورة وهي تبتسم بلطف: "طيب، الحين لازم نجهزك للشور وتبديل الملابس."

ناظرت حولها بسرعة ولقت لينا واقفة جنب سديم، فابتسمت وقالت لها: "بما أنكِ قريبتها، بنترك لك موضوع تبديل الملابس والشور. بتقدرين تساعدينها، صح؟"

عيـنا الجانــي! #اكتملتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن