بـ30

695 38 23
                                    


سديم خرجت من الغرفة بعد ما تركت لينا ترتاح، كانت ساكته طول الطريق، كل شيء كان في رأسها، وكل كلمة قالتها لينا كانت ترن في أذنها. كانت مشاعرها مختلطة، ما كانت عارفة وش لازم تسوي. لما وصلت عند خلود ولولو في المجلس، جلست جنبهم بهدوء، وما قالت ولا كلمة.

خلود كانت تلعب بهاتفها، ولولو كانت تتصفح كتاب. لكن، ما كانت وحدة منهم غافلة عن الصمت اللي كان بينهن، وعرفوا إن في شيء مو طبيعي. لولو كانت تراقب سديم شوي، وبعدين فتحت فمها وقالت بهدوء: "تهاوشتوا؟"

سديم رفعت عيونها من الأرض وبتردد، ابتسمت ابتسامة صغيرة. "ما كان هواش.. بس كان كلام يحتاج وقت عشان نفهم بعض."

لولو حسّت إنه في شيء أكبر من مجرد توجيه كلام، فسألت بتعمق أكثر: "يعني فيه شيء بينكم؟ واضح إنك مشغولة باللي صار."

خلود بعد لحظة فكرت، وحسّت إن في حاجة مو ظاهرة، فقالت: "سديم، إذا في شيء محيرك أو في قلبك، لازم تتكلمين، مو كل شيء لازم يتحل بالصمت."

لكن سديم كانت واقفة بين حاجتين، ما كانت تبي تزيد الموضوع أكثر، وكانت تحس إن كل كلمة ممكن تزيد الأمور تعقيد. لكن لولو ما كانت تبي تترك الموضوع يمر بهدوء، وقالت لها بلهجة واضحة: "ما راح أضغط عليك، بس أنا دايمًا هنا إذا كنتِ تبغين تفتحين قلبك."

سديم نظرت لهم، وعرفت إنهم صادقين في مشاعرهم. في قلبها كان فيه ارتياح، لكن في عقلها كان الموضوع معقد أكثر مما تتوقع. "كل شيء لسا في بالي، بس مش متأكدة إذا كنت قادرة أفهمه حتى."

سديم تنهدت بعمق، وابتعدت عن الأجواء اللي كانت تثقل قلبها، فكرت للحظة قبل ما تفتح فمها، وكانت عيونها على الأرض. بعدين رفعت رأسها وقالت بصوت خافت لكن واضح:

"المشكلة إنني ما أقدر أشرح... حتى لو حاولت. عندي مشاعر كثييير في داخلي، وكل ما حاولت أعبر عنها... ما لقيت الكلمات المناسبة. مع لينا، كل شيء يصير مختلط، وكل ما أقول شيء، يحس إن الكلام مو كافي. ومادري كيف أقولها... مش قادرة أوصل لها أو حتى أفهمها أنا قبل."

كانت كلماتها مليانة ألم، وحسّت بشيء ثقيل في صدرها. "ما عندي وصف لللي في داخلي. وأحيانًا أحس إنه لو تكلمت، ممكن أضيعها. أو حتى أخرب كل شيء. في كل مرة أقرب منها، يكون في شيء جواي يمنعني من إني أكون واضحة."

لولو كانت تستمع لها بهدوء، وعرفت إن الكلام مو سهل على سديم. خلود بعدها قالت بهدوء: "يعني أنتِ مش قادرة توصلين مشاعرك لها عشان ما تعرفين كيف توصفيها، أو لأنك خايفة من ردة فعلها؟"

سديم هزت رأسها بخفة، وقالت: "خايفة من الاثنين. مش بس خايفة أقول شيء غلط، خايفة أكون أنا نفسي مش فاهمة وش أبي منها، وش مشاعري بالضبط. وأنا عارفة إن لينا صادقة معاي، بس كلما جربت أفتح قلبي، زاد الحيرة في داخلي."

عيـنا الجانــي! #اكتملتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن