رجععت سديم البيت على باب الفجر، وكان كل شيء هادي ومرتاح. المكان كان مظلم، والجو هادي كأن ما في أحد. دخلت بهدوء، ولولو كانت نايمة في غرفتها، ما تحس بأي حركة منها. خلود كانت معها، ولينا كانت تمثل انها نايمه في الغرفه وانها ما سمعت شيء
سديم حاولت تنام، لكن النوم ما كان يجيها، كانت تتقلب طول الليل، وكلما حاولت تغمض عيونها، كانت دموعها تنزل وما تقدر توقفها. ما كانت تعرف كيف تواجه كل اللي صار، وكل الأفكار المشوشة الي شغلت ذهنها. لأول مرة في حياتها، حست إنها ضعيفة، وما تقدر تسيطر على الوضع.
لكن لينا كانت نايمة على السرير جنبها، وما كانت تعتقد إن لينا راح تسمعها أو حتى تلاحظ. لينا، اللي كانت تمثل إنها نايمة، سمعت كل شيء. عيونها كانت تفتح شوي شوي، وصوت سديم الي كان مبحوح من البكاء، خلى قلبها ينكسر. لينا ما تحمّلت، وتفاجأت لما سديم لفت عليها.
سديم، وهي ماسكة دموعها، حاولت تصحي لينا بهدوء، لكن مجرد ما شافت عيون لينا، شعرت بشيء غريب في داخلها. عيون لينا كانت مشتعلة، مثل الجمر، كأنها حاملة كل الألم الي مرت فيه. سديم ابتعدت عنها بسرعة، قلبها خفق، ما كانت تتوقع تكون هذه ردة الفعل.
وقالت سديم بتوتر: "شفيك؟"
لكن لينا اكتفت بكلمة واحدة، وما كان فيها مكان للتفسير أو الكلمات الكثيرة، وكأنها طلعت من قلبها بكل ألم: "تبعتك وسمعت كل شيء وشفته."
سديم وقف الدم في عروقها، وقلبها صار يدق بسرعة. هي ما كانت تعرف وش تقول، لكن كانت تعرف إن اللحظة هذي كانت مفصلية في علاقتهم.
سديم حاولت تبرر وتحاول تشرح، لكن كلمات لينا كانت كالصاعقة. قلبها كان ينبض بسرعة، وكانت دموعها تطفح من عيونها، ما كان عندها أي إجابة واضحة. هي ما كانت تقصد، ولا كانت تعرف كيف توصل الحقيقة.
لكن لينا كانت واقفة قدامها، عيونها مليانة حزن وغضب، وقالت بصوت خافت لكنه واضح: "قتلتي أهلي؟... انتي؟"
الكلمات كانت كالسكاكين في قلب سديم، وسمعت الصدمة في صوت لينا، كانت تعرف إن ما في شيء ممكن يبرر هذا، مهما حاولت تبرر وتوضح.
سديم، وكأن الكلمات عجزت عن الخروج من فمها، وقفت مكانها، ما قدرت ترد. الألم في قلبها كان أكبر من أي تفسير. كانت تتمنى لو إنها تقدر تغير كل شيء، تعود للوراء وتصحح أخطاءها، لكن ما كانت قادرة.
لينا كانت واقفة قدام سديم، عيونها مليانة شكوك وألم، وقالت بصوت متحشرج: "قولي شو سويتي في عليا؟ انتي مسوية شيء أكيد، مستحيل انتي مريضة أصلاً، أنا كنت صادقة."
أنت تقرأ
عيـنا الجانــي! #اكتملت
Fantasyمحامية بارعه تتقاطع حياتها مع شابة غامضة تدخل مكتبها كمُتدرّبة. ماضيها المظلم يطل برأسها شيئًا فشيئًا، بينما عيناهما تلتقيان في ظلال سر دفين يهدد بكشف المستور.