لولو جلست ساكتة بعد ما خلود خلصت كلامها. كانت ساكتة مو عشان ما عندها شي تقوله، بل لأنها فجأة استوعبت حجم انفعال خلود، وعرفت ليش مشاعرها طالعة بهالشكل. خلود قاعدة تتكلم من ألم شافته عند لينا، من خوف إنها تشوف صديقتها تضيع قدامها مرة ثانية بسبب شخص ما يقدرها.
بس رغم تفهمها لموقف خلود، لولو حسّت بشيء من الزعل جواتها. كانت تحس إنها مالها أي ذنب ولا لها دخل بتصرفات سديم. هي تحب لينا وتبي لها الخير، بس ما تقدر تتحكم بشخص ثاني، ولا تجبره يتصرف بطريقة معينة. تعرف إن هذا شيء خارج عن يدها.
برغم هذا كله، لولو حاولت تهدي خلود، مدت يدها على كتفها بلطف وقالت: "أفهمك، وأفهم ليش خايفة على لينا. بس تدرين، كلنا هنا نحبها، وإن شاء الله ما يجيها إلا اللي يفرح قلبها. وإذا سديم ما قدرت تتغير، لينا هي اللي بتعرف كيف تتصرف."
خلود أخذت نفس عميق، وحست شوي بالهدوء بعد ما لولو حاولت تهديها. كانت دموعها على وشك النزول، بس مع كلام لولو، حسّت إنه فيه بصيص أمل يمكن يصحّي لينا من اللي هي فيه. خلود مدت يدها بسرعة، وشدت على يد لولو بقوة وكأنها تبي تستمد منها دعم وحس بالأمان.
----------
دخلت لينا على سديم والغضب يسيطر عليها، عيونها متقدة من الغضب، وكل خطوة كانت كأنها تدق على قلبها. كانت تعبانة من التفكير، وكل الكلام اللي كان في قلبها صار يتكلم لحاله. وقفت قدام سديم، وحاولت تتماسك لكن ما قدرت، وبصوت مرتفع، قالت:
"انتي كيف يعني؟! أنا دايمًا كنت جنبك، أوقف معك بكل شي، حتى لو كان الشي بسيط، كنت أحرص على إنك تكونين مرتاحة! هل هذا أقل شيء ممكن أقدمه لشخص أحبّه؟! هل هو واجب عليَّ بس؟ ولا المفروض إنه يكون شيء طبيعي؟"
لينا كانت تحاول تستوعب تصرفات سديم، اللي ما كانت تتوقعها، وعصبيتها كانت تزيد أكثر. أكملت كلامها وهي شايلة كل التوتر اللي كان بداخلها:
"وبعدين، ليش كذا سألتيني في السيارة؟ كنتِ وكأنك تتهجمين علي، ما كنتِ فاهمة إني جايه من باب الاهتمام؟ كنت أتوقع منك تكونين معي، تفهمينني. لكن، كانت نظرتك وكأنك تتهميني إني متطفلة أو أضغط عليك بشيء. ليش هذا؟ أنا ليه لازم أتحمل صمتك هذا؟"
سديم كانت جالسة بهدوء، لكن فجأة انصدمت من طريقة لينا في الكلام. عيونها كانت مليانة دهشة، وما كانت فاهمة ليش لينا جايه تنفجر وتتكلم كذا. كانت مشوشة، وتفكيرها مشتت. حاولت تفهم الوضع، لكنها ما كانت قادرة تتعامل مع الغضب اللي كانت تحس فيه لينا.

أنت تقرأ
عيـنا الجانــي! #اكتملت
Fantasyمحامية بارعه تتقاطع حياتها مع شابة غامضة تدخل مكتبها كمُتدرّبة. ماضيها المظلم يطل برأسها شيئًا فشيئًا، بينما عيناهما تلتقيان في ظلال سر دفين يهدد بكشف المستور.